رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

احتدام الاشتباكات داخل مخيم عين الحلوة بلبنان

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

يواصل المتشددين الإسلاميين هجومهم المسلح على مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة صيدا في جنوب لبنان، منذ فجر الأحد، فيما تحاول قوات حركة فتح الفلسطينية صد الهجوم الشرس الذي وصل لمستوى غير مسبوق فيما يعكس وجود قرار حاسم بالقضاء على مجموعة بلال بدر التي يشتبه في ارتباطها بتنظيم جبهة النصرة السوري.
وتستخدم جماعة بلال بدر الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية بشكل مكثف في حي الطيري شمال عين الحلوة، حيث تتمركز الجماعة هناك.
وأدت الاشتباكات بين حركة فتح الفصيل الأكبر داخل المخيم وجماعة بلال بدر إلى تضرر وإحراق عدد كبيرة من المنازل والمحلات التجارية والسيارات فيما تستمر حركة النزوح للمدنيين سواء من محيط منطقة الاشتباكات في شمال عين الحلوة إلى أحياء أكثر أمناً أو من المخيم باتجاه مدينة صيدا.
واشتدت الاشتباكات بشكل مكثف حيث سقطت قذيفة على مستشفى صيدا الحكومي الملاصقة لمخيم عين الحلوة، وكان قد سجل سقوط قذيفتين في منطقتي التعمير وسيروب دون تسجيل خسائر بالأرواح، وأدت الاشتباكات إلى مقتل شخصين وإصابة العشرات منذ بدء الاشتباكات يوم الجمعة الماضي.
فيما عززت حركة فتح موقفها واستقدمت أمس الأول، تعزيزات مسلحة من المخيمات الفلسطينية المجاورة ولا سيما مخيم الرشيدية في مدينة صور جنوب لبنان.
فيما صرحت مصادر محلية أن حركة فتح حاسمة في أمر القضاء على مجموعة بلال بدر كخطوة أساسية لإعادة الأمن إلى عين الحلوة بعدما وقفت هذه المجموعة المتشددة عائقاً أمام تنفيذ خطة أمنية تمّ التوافق عليها بين الفصائل الفلسطينية عبر تشكيل قوة أمنية مشتركة لضبط الأمن داخل المخيم، ولن يتوقف القتال حتى يعتقل بلال بدر أو يتم تسليمه.
من جانب أخر، قال جهاد الحرازين أستاذ القانون العام والنظم السياسية والقيادي في حركة فتح الفلسطينية، إن كل هذه المحاولات من قبل التنظيمات الإرهابية والجماعات الإسلامية المتطرفة هدفها تدمير الوجود الفلسطيني داخل لبنان والقضاء على حركة فتح بصفتها الفصيل الأكبر داخل هذه المخيمات من أجل السيطرة عليها وتحويلها إلى بؤر رئيسية لانطلاق عملياتهم الإرهابية المتطرفة سواء ضد شخصيات سياسية عامة أو مؤسسات دولية.
وأضاف الحرازين في تصريحات خاصة للدستور، أن ما يحدث داخل مخيم عين الحلوة الأن هو نتيجة لاتخاذ حركة فتح قرارا بتطهير المخيمات من الجماعات المتطرفة وعدم جر المخيمات لأي حرب أو اشتباكات يكون ضحيتها اللاجئ الفلسطيني.
وأوضح أن أحداث مخيم اليرموك ما زالت شاهدة حيث دمر المخيم نتيجة ارتجاء العناصر المتطرفة في محاولة للسيطرة على المخيم، مضيفا أن هذا لا يسمح به في لبنان لان الوضع معقد جدا ولا يمكن القبول بارتكاب هجرة جديدة بحق الشعب الفلسطيني الذي هجر وشرد من أرضه والذي يتجاوز الـ 600 ألف لاجئ داخل المخيمات في لبنان وخاصة لأن المسئولية الأمنية ملقاه على حرة فتح بصفتها الفصيل الأكبر داخل المخيم.
وأشار الحرازين أن البداية كانت تسلل المجموعات المتطرفة في قلب المخيمات بعد عام 2005، حين بدأت جماعة السلفيين الإرهابية بإنشاء أذرع خفية داخل المخيمات لاستقطاب مجموعة كبير من اللاجئين لتكوين أكبر قوى لهم داخل المخيمات مستغلين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها المخيمات الفلسطينية حيث لا يخفى على أحد حجم هذه المعاناة في ظل القيود التي تفرض من قبل الدولة اللبنانية وخاصة فيما يتعلق بقضايا العمل.
وكشف الحرازين هدف الجماعات الإسلامية المتطرفة ومنها جماعة السلفيين، وهو تحويل تلك المخيمات إلى قاعدة رئيسية لانطلاق أعمالهم المتطرفة سواء ضد شخصيات أو ضد الدولة في تنفيذ مخططهم التدميري وهنا العديد من الشواهد منها تعرض مخيم برج البراجنة في 2009 للتدمير واقتحام الجيش اللبناني للمخيم وانعكس الوضع بالسلب على أهالي المخيم.

وشدد الحرازين أنه لا يوجد خلاف بين حركة فتح والسلفيين، ولكن فتح تدافع عن الفلسطيني ولا تسمح لتصبح المخيمات بورة انطلاق لعمليات إرهابية من قبل السلفيين وغيرها من الجماعات المتطرفة كجبهة النصرة، لأن الذي سيدفع الثمن هو المواطن الفلسطيني.