رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحلم الذي تبدد في كنيستنا «36»


فى يوم الأحد 11 مارس 2012 استقللت القطار من الإسكندرية فى تمام الواحدة بعد الظهر وأنا أحمل آمال أجيال كثيرة نحو إصلاح المنظومة الكنسية بعيداً عن تطلعات المتكالبين على الكرسى البابوى!! وصلت مدينة دمنهور فى تمام الثانية بعد الظهر. كانت سيارة مطران البحيرة فى انتظارى وبها تلميذه الخاص الأخ معوض «الآن سيم راهباً فى أحد الأديرة التابعة لمطرانية البحيرة». وللحق كان استقبال مطران البحيرة استقبالاً حاراً لما نتمتع به من صداقة قديمة «تعود إلى عام 1977 كما سبق أن ذكرت». بدأنا جلسة المناقشة فى الساعة الثانية والنصف سبقتها مائدة طعام صيامى.



اصطحبت معى افتتاحية مجلة «مدارس الأحد» بعدد مايو 1950، التى كتبها الأستاذ نظير جيد «البابا شنودة فيما بعد» وكانت تحمل عنوان: «قوانينا الكنسية» حيث قال فى مطلعها: «لم توضع القوانين الكنسية بإرشاد الروح القدس لتُعرض فى المتاحف كأثر من آثار الآباء، أو لتُحفظ فى المكتبات ليطلع عليها دارسو التاريخ القديم أو الحديث، وإنما وُضعت لتكون دستوراً ينظم كل أمورنا الكنسية. إن كل بند من بنود هذه القوانين لازم كل اللزوم لبناء شعب الله، غير أننا نجد أن هذه القوانين المقدسة مُعطلة فى أغلب مناحيها ومكسورة حتى من الذين عهد إليهم الله بحفظها وحراستها». ثم اختتم كلمته بقوله: «وهناك قوانين كُسرت ويُخشى أن يُصبح توالى كسرها تقليداً تسير عليه الأجيال المُقبلة كأنه قانون متوارث. مثال ذلك أن الكنيسة تمنع رسامة البطريرك من بين المطارنة.

وقد كُسر هذا القانون فى عهود الأنبا يؤانس 19، والأنبا مكاريوس الثالث، والأنبا يوساب الثانى، ويُخشى إن رُسم فى المرة المقبلة بطريرك من بين المطارنة أن يصبح هذا الكسر قاعدة عامة، ويتمسك الآباء المطارنة بأن يُختار واحد منهم باستمرار لمنصب البطريركية». ثم مقال آخر للأستاذ نظير جيد بعدد مجلة «مدارس الأحد» الصادر فى أبريل 1954 بعنوان: «اللجنة القبطية تفقد ثقة الشعب» وفيها قال إن اللجنة تتحدى الشعب فى لائحة انتخاب البطريرك. كما اصطحبت معى مقالاً قانونياً للمؤرخ الكنسى الأستاذ يسى عبدالمسيح – أمين مكتبة المتحف القبطى بالقاهرة – بمجلة «مدارس الأحد» بعددى يونيو ويوليو 1954 بعنوان: «عدم قانونية اختيار البطريرك من بين الأساقفة» وقد كتب مقدمته الأستاذ نظير جيد – قبل أن يخرج للترهب بدير السريان فى 18 يوليو 1954 – حيث كتب يقول: «ليس هذا رأياً خاصاً ننشره للأستاذ الكاتب، وإنما هو رأينا جميعاً، ورأى الكنيسة كلها عبرت عنه جميع هيئاتها، بل هو رأى القوانين والآباء والتاريخ الكنسى بشتى عصوره... وما الأستاذ يسى فى هذا البحث إلا معبر عن هذا الرأى ومُسجل له، تكلم بلسان الشعب جميعه، ونحن نؤمن بكل ما ورد فى هذا المقال من أفكار».

كما كان بصحبتى كتاب باللغتين القبطية والإنجليزية بعنوان «قوانين انتخاب بطريرك الإسكندرية» للكاتب «برومستر» والصادر عن جمعية الآثار القبطية عام 1960، نقلاً عن مخطوط بالمتحف القبطى رقم 53 ليتورجيات، صفحات 40 – 66، بتاريخ 80 شهداء - 364م. أيضاً كان معى عدد «مجلة مدارس الأحد» الصادر عام 1954 بعنوان «البطريرك الذى نرجوه»، وجاء فى ختام المقال بداخل إطار كبير: «لأن هذا هو تعليم الدسقولية. من يتبع الراعى الشرير فموته ظاهر أمامه، لأجل هذا يجب علينا أن نهرب من الرعاة الفاسدين. وأما الراعى الصالح فيقبله العلمانى ويحبه ويخاف منه كالأب والسيد والصاحب وكاهن الله ومُعلم الصلاح». بالإضافة إلى سلسلة من الكتابات الأخرى نستكملها فى الحلقة القادمة.