رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المعاشات تسأل: «القرش الأبيض» راح فين؟


كنا فى مشكلة حقيقية.. ثم أصبحنا فى أزمة.. أما حاليًا فنحن نعيش كارثة بكل ما تحمله تلك الكلمة من معنى.. نعم كارثة لم نتوقعها عبر سنوات عمرنا كله.. لقد طمعت فى أموالنا كل الحكومات السابقة.. ثم الحكومة الحالية ذات النصيب الأكبر فى الطمع من أموالنا.. نعم أموالنا التى هى «تحويشة» عمرنا خلال ربيع شبابنا حتى شيخوختنا.. استغلوا فينا ضعف صحتنا وكبر سننا.. كما استغلوا ضعف قدرتنا على المقاومة.. والأسوأ من ذلك كله.. استغلوا كذلك الأوضاع السياسية للبلاد وكمموا أصواتنا ومنعونا حتى من الصراخ.. بل من التنفس!!.



كل هذا بسبب «القرش الأبيض».. كنا ندفع 10% من أجورنا ويدفع لنا صاحب العمل -وهى الشركات التى كنا نعمل بها- أكثر من 20% من الأرباح التى كنا نحققها.. أى كنا ندفع أكثر من 30% أثناء عملنا من أجورنا.. تراكمت تحويشة عمرنا حتى وصلت إلى مئات المليارات ثم أصبحت تريليونًا.. مما جعل طمع الحكومات دائمًا ومستمرًا.. هؤلاء كلما شعروا بأزمة تواجههم من هنا أو هناك.. امتدت أيديهم إلى أموالنا.. يحدث ونحن لا نستطيع فعل أى شىء.. نعم لم نجد حماية أو حصانة تحمينا لتحمى أموالنا، حتى أصبحنا الآن نعيش الحياة الأسوأ فى تاريخنا كله.. وذلك بسبب غياب «القرش الأبيض».

تقول وزيرة التضامن.. وتتباهى بما تقوله فى أجهزة الإعلام وعناوين الصحف: إننا نمتلك 634 مليار جنيه.. ثم ارتفع الرقم إلى 684 مليارًا.. لكنها لا تستطيع أن تقترب من الرقم الخفى والمخفى والمقدر وهو «162 مليار جنيه».. حيث استمر هذا الرقم منذ عشر سنوات وحتى هذه اللحظة دون فوائد.. ولو أضفنا الفوائد البنكية لأصبح الرقم أكبر من ذلك.. هذه الفوائد التى تخفى حقيقتها الوزيرة حتى يحصل عدد محدود من المسئولين معها على مليار جنيه حوافز ومكافآت وبدلات طبقًا لتقارير الجهاز المركزى للمحاسبات.. ويتضح ذلك أيضًا من حكم المحكمة التأديبية العليا بإدانة بعضهم،

وبرغم من ذلك، مازلوا يعملون حتى الآن وتحت حماية الوزيرة!!.. هذا هو «القرش الأبيض» الذى انتظرناه كى يحمينا من اليوم الأسود.. لقد ذهب «القرش الأبيض» وبقى لنا اليوم الأسود.. وأصبحنا -كما ذكرنا- لا نجد من يحمينا.. لذا نسأل -نحن أصحاب المعاشات- الحكومات السابقة والحكومة الحالية: «قرشنا الأبيض» راح فين؟!..إننا نطالب بلجنة قضائية مستقلة بعيدًا عن الحكومة والبرلمان التابع لها لكى تحقق معنا ومع من بددوا وأهدروا «قرشنا الأبيض».. فهل هذا مستحيل؟.. أم أن الكلام فى هذه الجريمة ممنوع ومحظور؟.. وهل التحقيق فيما حدث لأموالنا «تحويشة عمرنا» لا يستحق منكم الاهتمام؟!.

نقولها صريحة و«بصوت عال»: إن ما حدث ويحدث معنا يمثل أو يمكن أن نطلق عليه: «جريمة العصر».. نعم جريمة.. فهل مطلب عدالة التحقيق للكشف عن حقوقنا أصبح من الممنوعات؟!.. لقد ذهبت شخصيًا إلى جميع درجات المحاكم بلا استثناء.. بداية من الجنح.. مرورًا بالاستئناف وحتى الجنايات بسبب ما نكتبه دفاعًا عن حقوقنا ولكن دون فائدة!!.

يا سادة.. إننى لا أريد سوى عدالة التحقيق فقط.. فلدينا من المستندات والوثائق التى تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك حقوقنا.. لدينا ما يثبت أن هناك جريمة قد ارتكبت بحقنا ولم نجد من يحقق فيها!!.. إن تصريحات المسئولين اليومية تدّعى -من وقت لآخر- أن أموال التأمينات «آمنة وأمينة»!!.. ثم تعلن وزيرة التضامن بنفسها أن هذه الأموال أيضًا «مضمونة» بالدستور، حيث يضمنها الدستور نفسه.. مضمونة أو آمنة..فأين هى الآن؟.. إنها حزمة ورق ترقد فى مقابر الخزانة العامة.. لقد تحول «قرشنا الأبيض» إلى صكوك وسندات غير قابلة للتداول.. ولم يعد لدينا أمل فى أحد سوى فى قدرتنا نحن على المقاومة مهما كانت التضحيات، بعد أن أصبحنا نعيش فى زمن «الموت فيه يتساوى مع الحياة».