رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حياة "الأنصاري" من مدرس ثانوي إلى مبايعة البغدادي

البغدادي
البغدادي

أعلن العقيد أركان حرب تامر الرفاعي المتحدث الرسمي للقوات المسلحة، أن القصف الجوي يوم 18 مارس الماضي، أسفر عن مقتل 18 فردًا تكفيريًا شديد الخطورة وإصابة آخرين، وبالتحري من الأجهزة الأمنية المعنية، تبين مقتل "سالم سلمى الحمادين" المكني بـ"أبو أنس الأنصاري" من قبيلة "السواركة" أحد مؤسسي تنظيم بيت المقدس الإرهابي، ومن أبرز قيادات التنظيم بشمال سيناء والمسئول عن تسليح وتدريب العناصر التكفيرية متأثرًا بجراحه نتيجة القصف الجوي المشار إليه.

واعترف تنظيم أنصار بيت المقدس، بمقتل قيادي في التنظيم الإرهابي "الأنصاري" في غارة جوية للجيش المصري بسيناء، ووفقًا لصحيفة "النبأ" الناطقة باسم تنظيم داعش الإرهابي، نعي التنظيم وفاته بقوله: "رحمك الله يا أبا أنس، لقد أتعبت من بعدك يا صاحب الهمة العالية، بكتك نقاط الرباط يا محب الرباط وفقدك أفراده".

وعرض التنظيم مسيرة حياته قبل الانضمام إليه بمسيرته في التنقل بين السجون وانضمامه لجماعات الارهاب والعنف بقوله: "بدأ يبحث ويفتش عن المجاهدين حتى التحق بجماعة أنصار بيت المقدس، وصار من الأوائل فيها، ومنذ بدأ الجهاد في سيناء، فقد كان أحد أفراد تنظيم التوحيد والجهاد في سيناء، ثم كان من الهاربين من السجون في أيام "الثورة" في مصر، وخلال محاولة هروبه خارج البلاد قبض عليه، وبعد تم الإفراج عنه".

وذكرت صفحات موالية للتنظم على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن أبو أنس، كان يعمل مدرسًا، في إحدى المدارس الثانوية الصناعية بمدينة الشيخ زويد، هو صاحب فكرة مبايعة أبو بكر البغدادي، وساعد الرئيس المعزول محمد مرسي في الهروب من السجن.

وعقب ثورة يناير أسس تنظيم يجمع عناصره الإرهابية، كان ذلك نتيجة الأوضاع الأمنية المنفلتة في شبه جزيرة سيناء، فكان ثاني اثنين في قرار عقب فكرة التنظيم هو ضم كل الخلايا المتطرفة في سيناء، التي بدأت في التكوين والظهور تحت لواء واحد، وأطلق عليه حينها (مجلس شورى المجاهدين – أكناف بيت المقدس) على الولاء لتنظيم القاعدة، لكن علاقة التنظيم الوليد بجماعة الإخوان الإرهابية، التي بدأت في فرض سيطرتها على الساحة السياسية المصرية، خلقت طموحا لدى العناصر الإجرامية، بعد أن استطاع يوم جمعة الغضب2011 في اقتحام سجن وادي النظرون، وتهريب قيادات الإخوان وفي مقدمتهم الرئيس المعزول محمد مرسي، و"الأنصاري" يعد من ضمن المحكوم عليهم بالإعدام غيابيًا، في قضية اقتحام السجون، ومعه صديق الدرب وأحد أهم معاونيه كمال علام.

وبعد وصول الإخوان لسدة الحكم، ارتفعت طموحات الجماعات الإرهابية بسيناء ونفذوا مذبحة رفح الأولى، التي أطيح على إثرها بأكبر العقبات التي كان يخشاها الإخوان، وهم قيادات الجيش المصري، وفي تلك الفترة كانت عمليات التنظيم المسلحة تخدم أهداف الإخوان، وتساندهم في تحقيق أجندتهم الاستراتيجية في سيناء، وما يؤكد على ذلك الأمر هو نجاح الإخوان مرتين متتاليتين في تحرير أسرى من يد التنظيم، عن طريق تحقيق اتصال مع التنظيم، وهما واقعة اختطاف 7 جنود واختطاف عمال صينيين، واستمرت العلاقة الوطيدة بين نظام محمد مرسي وجماعة "أبو أنس" حتى ثورة 30 يونيو، حينما وقف القيادي الاخواني محمد البلتاجي كاشفًا عن هذه العلاقة أمام الشاشات، حين قال جملته الشهيرة "لن ينتهي الإرهاب في سيناء إلا بعودة محمد مرسي رئيسا للبلاد.

وتفاجأ التنظيم الذي قاده الأنصاري بسقوط الإخوان، فقرر مبايعة أبو بكر البغدادي، الذي كان تحدث عنها على استحياء قبل الإطاحة بالإخوان من الحكم، لكن فكرته لم تجد إجماع الأغلبية، فقرر أن لا يخوض في معركة قد تقلل من شعبيته داخل التنظيم.

واستطاع "الأنصاري" أن يصل لزعامة التنظيم في سيناء وغزة، بعد أن نجح في إقناع جماعته بعد مستجدات الأوضاع بسقوط الداعم الأكبر وهي جماعة الإخوان، خاصة بعد أن أيده في ذلك محمد فريج زيادة وصديقه المقرب كمال علام، وهم القيادات الأقوى تأثيرًا في أنصار بيت المقدس، وطرح أسماء القيادات على التنظيم الأم في سوريا – داعش-، ووقع الاختيار على "الأنصاري" واليًا في سيناء.