رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل يعبر رمز العجز الجنسي عند عادل إمام عن وحيد حامد!

كتاب «سياسة عادل
كتاب «سياسة عادل إمام.. رسائل من الوالي»

نستكمل متابعة بعض مقتطفات كتاب «سياسة عادل إمام.. رسائل من الوالي» الصادر حديثًا عن مؤسسة دار الهلال، للناقد أحمد يوسف، والذي يرصد فيه حركة السينما العربية والعالمية بشكل عام، من خلال مسيرة الفنان عادل إمام الفنية بشكل خاص.

تلك اللقطة التي نرصدها، يتكلم فيها المؤلف عن فيلم «النوم في العسل»، وتوظيف الجنس والسياسة خلال العمل، ولكن على عكس اللقطات الأخرى، فإن يوسف قد كال الهجوم على وحيد حامد مؤلف الفيلم، وعلى الفيلم نفسه، والذي يرى أنه لم يحقق الغرض الرئيس منه، بل حقق عكسه تمامًا.

ويقول المؤلف إن رمز العجز الجنسي أراد صناع الفيلم أن يعبروا من خلاله عن أن الناس «ضاربة بوز»، وتحذيره من كونهم «لو اتحرموا من الحاجات دي – يقصد قوة الرغبة الجنسية – مش هيسكتوا، والله أعلم هايعملوا إيه ساعتها».

هنا يري يوسف أن الفيلم لم ينجح في حمل الرسالة السياسية المفترضة إلى غايتها، وإن كان ما نجح فيه حقًا هو أن يلتهب الفيلم كله بإيمائات جنسية فيها الكثير من السوقية ومغازلة الجماهير، متمنيًا لو أن هذه العبارات كانت تعبيرًا عن جرأة سياسية حقيقية.

ويتابع أحمد يوسف: «المعالجة السينمائية اتسمت بهزال وضعف شديدين وغريبين أيضًا على الموهبة اللامعة لوحيد حامد في بعض أفلامه المهمة، فكل الشخصيات يمكن اختزالها إلى مجرد مهن أو علاقات أو حتى صفات بدنية، ويعزو المؤلف ذلك للرغبة في إبقاء عادل إمام وحده يتحرك أمام هذا الحشد الهلامي الهائل».

ولكن أيضًا يرى يوسف أن «شخصية البطل نفسه تبدو شخصية مسطحة، لا تتأثر بالدراما ولا تؤثر فيها، لأنها كما تنتهي، متحدثًا رسميًا يضع على لسانه وحيد حامد شعاراته السياسية التي تبدو ساخنة».

ولذلك يرى الكاتب أن السيناريو تحول لمجرّد «نمر» متوالية، وخبا فيه بريق إخراج شريف عرفة الذي لازمه في أكثر أفلامه.

كما أن الفيلم حسب يوسف فشل حتى في قضية المناداة بحقوق المرأة، وهو ما دار الكاتب فيه حول مشهد «الخطبة العصماء التي تسوقها عضوة مجلس الشعب، والتي يتصور بها الفيلم إنه يدافع عن حرية المرأة، فإذا كان الرجال عاجزين جنسيًا تبقي المرأة ناقصة ظلم؟ وبيقولوا الست تقعد في البيت.. تقعد في البيت تعمل إيه؟!»، وسبب الفشل يعود لكون إنه في حال فهم الفيلم على نحو واقعي، لكان على المرأة أن تعود إلى البيت عندما يسترد الرجال قوتهم الجنسية، وهو ما يصيب الفيلم في مقتل؛ فالإجابة الجاهزة عند أصحاب الفكر المتطرف تكمن في هذا السؤال ذاته، لأنه يعني أن مكان المرأة الحقيقي في الفراش!.