رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى رحيله: الآلاف يحتفون بأغاني حليم على الإنترنت

صورة من الاحتفال
صورة من الاحتفال

قال الدكتور سعد الله آغا القلعة، إن الاحتفاء بكبار الموسيقى العربية، جزء هام من المساعي التي أبذلها، لكي يبقى تراثنا الموسيقي حاضراً في وجداننا، ولكي يبقى ذخراً للأجيال القادمة.

وأضاف: في يوم 24 مارس٬ أعلنتُ على صفحتي على موقع فيس بوك، وعلى موقعي على الإنترنت ، أنني سأحتفي ابتداءاً من يوم 26 مارس وعلى مدى خمسة أيام، بالذكرى الأربعين لرحيل عبد الحليم حافظ ، من خلال تسليط الضوء، بالنشر والتوثيق والتحليل التاريخي والموسيقي، على أغانيه التي لم تنل حظها من الشهرة ، وهذا أقل الواجب، إذ أن أغنياته الأخرى لا تنقصها الشهرة ولا النشر، وإن كان يعوزها التحليل، ولهذا حديث آخر.

تابع آغا في تصريحات خاصة لـ"لدستور": "يصل عدد الأغاني التي لم تنل حظها من الشهرة، كما أحصيتُ، إلى حوالي أربعين أغنية، وتزيد، و قد أتت، على الغالب، بين عامي 1951 و 1954، أي قبل مرحلة السينما، التي بدأت عام 1955 مع فيلم لحن الوفاء.

وأكد قائلاً: سجل حوالي ألف شخص رغبتهم في حضور الاحتفالية، ما يمكِّنهم من نشر مواد تأتي في إطارها، ومن المشاركة في النقاش والحوار، حول التحليل الموسيقي والتاريخي لكل أغنية، وكذلك من التصويت على أغاني عبد الحليم، في ختام الاحتفالية، فيما يتابع مجرياتَها، من خلال صفحتي على الإنترنت، حوالي 27 ألف شخص.

وأضاف: بما أن أغلب أغاني تلك المرحلة، أتت في تسجيلات صوتية فقط، فقد اعتمدتُ أن أضيف للصوت، ولجميع الأغاني التي أنشرها في هذه المناسبة، صورةً تعبر عن مضمون الأغنية، بقصد إحيائها، خاصة لدى الجيل الجديد، الذي تعوَّد على متابعة الفيديو أكثر من التسجيلات الصوتية.

واستطرد قائلاً: بدأنا يوم 26 مارس، وقد تم اختيار 6 أغنيات، تجسد مختلف القوالب التي غناها عبد الحليم، من القصيدة، إلى المونولوج الرومانسي، إلى الدويتو، إلى الأغنية الراقصة، إلى الحوار مع الأوركسترا، إلى الحوار مع الكورال، مع التركيز على ثلاثة ملحنين، وهم: عبد الحميد توفيق زكي، أول ملحني عبد الحليم، وكذلك رفيقا عمر عبد الحليم، وأقصد كمال الطويل ومحمد الموجي، وقد أرفقت مع كل أغنية تحليلاً تاريخياً وموسيقياً لها، مع إبراز العناصر الأساسية التي حملتها، بقصد استكشاف مراحل تبلور شخصية عبد الحليم الغنائية، كما عرفناها لاحقاً.

جاءت عناوين النشرات، التي قدمت تحليل الأغاني، ورافقت تسجيلاتها البصرية السمعية كما يلي:

1- يا اللي إنتِ نجوى في خيالي: عبد الحليم ومكتشفه الحقيقي عبد الحميد توفيق زكي!
2- الأصيل الذهبي لعبد الحليم حافظ والأوركسترا: عندما ذهب الغناء العربي، في تمثُله لأجواء الأعمال الأوركسترالية، نحو الحدود القصوى!
3- ظالم لعبد الحليم حافظ : أغنية تجريبية هدفت إلى البحث عن شخصية غنائية جديدة! 
4- دويتو محلاها الدنيا لعبد الحليم وفايدة كامل: عندما أراد عبد الحليم إثبات مؤهلاته في أداء أصعب أساليب الغناء الوافدة وأندرها في الغناء العربي! 
5- أنشودة الحياة: حوارٌ حول الأمل والتشاؤم بين عبد الحليم والكورال!
6- قصيدة لقاء: البحث عن ملامح الشخصية الغنائية الجديدة من منظور مختلف!

في نهاية الاحتفالية، وبناء على التحليل المرافق لكل أغنية، وتعليقات ومناقشات الحضور، سيتم إجراء استفتاء لتحديد الأغنية التي كانت الأقرب إلى شخصية عبد الحليم، كما استقرت في وجدان محبيه.

جدير بالذكر أن الدكتور سعد الله آغا القلعة، رجل علم وفن، درس الموسيقى في المعهد الموسيقي بحلب – سورية، ثم درَّس فيه، كما درس الهندسة في جامعة حلب، وتخصص فيها في فرنسا، ليعود أستاذاً للهندسة وبرمجة الحاسوب  في جامعة دمشق.

كتب العديد من الأبحاث و الدراسات في الموسيقى العربية، وقدم مئات الساعات من البرامج التلفزيونية الموسيقية والمعلوماتية منذ عام 1985 في التلفزيون السوري وأغلب محطات التلفزيون العربية، كان منها: عبد الوهاب مرآة عصره، أسمهان، نهج الأغاني، حياة وفن فريد الأطرش. 

وهو موسيقي بارع في العزف على آلة القانون، وعضو في نقابات الفنانين والمهندسين والمعلمين السوريين، وشارك في تأسيس الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، وشغل منصب وزير السياحة في سورية لمدة عشرة أعوام.

تم تكريم الدكتور آغا القلعة مرتين في مؤتمر ومهرجان الموسيقى العربية بالقاهرة، وذلك في عامي 1999 و 2008، وحاز على الميدالية الذهبية كأفضل مقدم برامج تلفزيونية في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون لعام 1996، كما حاز مؤخراً على جائزة زرياب الدولية في الموسيقى لعام 2016.

يقوم حالياً، ومن خلال موقعه على الانترنت، وصفحته على موقع فيس بوك، بالعمل على توثيق التراث الموسيقي العربي، ونشره وتحليله، وإبراز عناصر الإبداع فيه، لتبقى ذخراً للأجيال القادمة.