رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رسالة الشباب للمعارضة فى 25يناير:نحن جبهة إنقاذ الوطن


انتظر المصريون قدوم يوم 25 يناير الثاني بعد ثورة ،2011 وسط قلق وترقب وحذر وانتظار لما ستسفر عنه الأحداث ومن سيتصدر المشهد ومن سيتراجع للخلف، وكالعادة كانت الشباب هم أصحاب المبادرة وأصحاب القيادة، ليستمروا في التأكيد على أن روح الشباب لن تسير خلف أي فكر أو توجيه، ولكنهم يسيرون خلف عقولهم وما يرونه واجبًا لمصلحة البلاد وليس العباد.

كثيرون انتظروا الأسماء التي ملأت الدنيا حديثا ومؤتمرات ومفاوضات واعتراضات في كافة وسائل الإعلام طوال الفترة الماضية وقيادتهم لموجة المعارضة العاتية التي تضرب البلاد حاليا، اعتراضا على السياسات التي ينتهجها النظام الحاكم في قيادة البلاد، وتجديدا لثورة 25 يناير في ذكرتها الثانية.

المفاجأة كانت، أن أسماء بحجم وثقل الدكتور محمد البرادعي- قائد جبهة الإنقاذ الوطني وأحد أبرز المعارضين في مصر طوال السنوات الماضية ، وحمدين صباحي- زعيم التيار الشعبي والمرشح السابق لرئاسة الجمهوري، وعبد المنعم أبو الفتوح المرشح الرئاسي السابق وعمرو موسى المرشح السابق للرئاسة وعضو جبهة الإنقاذ الوطني ، وغيرها من الأسماء الرنانة التي تزعمت جبهة المعارضة طوال الفترة الماضية قد انسحبت تماما من المشهد الذي تصدره الشباب باقتدار.

هذا الغياب لهذه الأسماء وغيرها من المشهد لا يقلل من دورهم أو وطنيتهم ومواقف الكثير منهم الواضحة ، ولكنه يؤكد مرة أخرى أن الأسماء مهما كان وزنها فإنما هي جزء من المشهد والشباب هو المحرك الحقيقي للأحداث ،وبناء على التحرك الشبابي يأتي رد فعل باقي القوى وليس العكس.

إن ما يحدث في هذه الآونة يؤكد بالدليل القاطع أن الثورة التي قام بها الشباب وكان هم الوقود الذي حركها وهم من دفعوا دماءهم لإنجاحها ليس لديهم أي استعداد لتقبل انقضاض أي شخص أو فصيل أو تيار لها واحتكارها لحسابه.

من الممكن أن يتفق البعض ويختلف الآخر مع ما يشهده الشارع الآن ويبدو أنه سيستمر في الأيام القادمة، ولكن ما هو مؤكد أن الشباب قد أرسلوا رسالة واضحة وشديدة اللهجة إلى الجميع ولكنها لا تحتاج سوى من يجيد القراءة حتى يفهمها.

والرسالة هي أنهم يمثلون أنفسهم ولا يوجد من يمثلهم وأن ما يقاتلون من أجله لا يقبل المقايضة أو التنازل أو البيع أو الشراء... إنها "الحرية وكرامة الوطن".