رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التليفزيون سلاح فتاك لهزيمة داعش

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

ردًا على القرار التنفيذى الذى أصدره الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى أول حكمه، قدم القادة العسكريون الأمريكيون إلى البيت الأبيض بعضًا من التوصيات لتدمير تنظيم داعش الإرهابى، وبينما تصب وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» تركيزها الفورى على ساحة المعركة، فإن خطتها لهزيمة داعش- وفقا لبعض المصادر- تعد أوسع وأكبر، مع الاعتراف بالحاجة إلى استخدام «جميع عناصر القوة الوطنية» لمهاجمة المصادر الرئيسية لقوة داعش، بما فى ذلك أيديولوجيتها، ويعد التليفزيون والإعلام عنصرين مهمين فى هذا.

وهذا الاعتراف ليس جديدًا، فمنذ أكثر من عقد من الزمان، بينما كانت الولايات المتحدة تركز على تدمير القاعدة عسكريًا، كتبت اللجنة الحزبية لـ 11 سبتمبر تقول «إن الجماعة الإرهابية هى مجرد انعكاس أو مظهر واحد من مظاهر حركة أيديولوجية جذرية فى العالم الإسلامى... من شأنها أن تهدد الولايات المتحدة ومصالح الأمريكيين بعد فترة طويلة من مقتل أو أسر أسامة بن لادن وجماعته».

وخلصت اللجنة إلى أن قولها إن «استراتيجيتنا يجب أن تتطابق مع وسائلنا لتحقيق هدفين: تفكيك شبكة القاعدة، والسيادة على المدى البعيد على الأيديولوجية التى يعتمد عليها الإسلاميون المتشددون، ومن خلال استبدال تنظيم «داعش» بتنظيم «القاعدة»، تكون توصيات لجنة 11-11 صالحة تمامًا فى يومنا هذا.

ومن أكثر السبل تأثيرًا لازدياد تعزيز الأصوات الشجاعة التى تحارب الإرهاب هى إقامة شراكات شاملة مع أكبر وسائل الإعلام ذات المصداقية فى العالم الإسلامى.

وفى الحرب، كانت مقولة نابليون الشهيرة «أربع صحف معادية يخشى منها أكثر من ألف حربة».

فالمتطرفون يعون جيدًا الحقيقة الكامنة فى تلك المقولة، لذلك فهم يكرسون طاقة هائلة وموارد كبيرة لاستراتيجية الاتصالات التى تستغل جميع المنابر الإعلامية التقليدية والجديدة. ويقال إن هناك أكثر من 120 قناة تليفزيونية متطرفة وطائفية فى الشرق الأوسط، وتتلقى عشرات الملايين من المشاهدات، وفى إشارة إلى التطرف السني والشيعي، قال ولى العهد البحرينى سلمان بن حمد آل خليفة: «إن القنوات الفضائية غير المرئية من قبل جماهير غربية، والتى لا تنطبق عليها قيودها أو لوائحها، تبث تحت تأثير أكبر بكثير من الإنترنت، وهى رسالة مستمرة تدعو للتعصب وتزرع الغل والحقد بداخل كل متعصب أو لكل فرد عرضة لأن ينجرف وراءه».

ولحسن الحظ، فإن العديد من القنوات التليفزيونية الأكثر شهرة فى الشرق الأوسط يقودها هؤلاء الذين يعون أن أفضل استجابة للتطرف هى نشر برامج الإلهام والتمكين التى تؤثر بالإيجاب فى فئة الشباب، ومثال على ذلك : مسلسل «سيلفى» الذى تمت إذاعته على قناة «إم بى سى» خلال رمضان الماضى ولعب بطولته الكوميدى السعودى الشهير ناصر القصبى الذى كان يسخر من داعش بطريقة هزلية وينتقد أسلوبهم فى القتل والإرهاب، وهو برأيى افضل استجابة للتطرف، فملايين من المشاهدين الشباب فى الشرق الأوسط يريدون أن يشاهدوا هذا النوع من الدراما التى من الممكن أن تعكس الواقع المنظور.

ويمكن للولايات المتحدة أن تساعد الفنانين المبدعين فى الشرق الأوسط على فتح إمكانيات صناعة الدراما والترفيه من خلال توجيه ودعم الجيل القادم من رواة القصص فى الشرق الأوسط، وينبغى أن يكون الهدف هو إغراق المنطقة بإنتاج برامج درامية عربية تساعد على نقل القيم التى من شأنها أن تساعد فى جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة أكثر تسامحًا وانفتاحًا وأمنًا.