رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحلم الذى تبدد فى كنيستنا «35»


فى حديثى التليفونى مع مطران البحيرة فى أواخر فبراير 2012 – وقبل أن نتطرق إلى الموضوع المطروح – ذكرت له الواقعة التالية: فى شهر أكتوبر 1981 كان وقتها أسقف البحيرة «الذى صار بعد ذلك مطرانًا» متواجدًا فى إحدى الولايات الأمريكية. وحدث فى 6 أكتوبر 1981 حادث المنصة الشهير الذى راح ضحيته الرئيس السادات وآخرون من بينهم الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة والاجتماعية، أحد أعضاء اللجنة البابوية الخماسية التى شكلها الرئيس السادات فى 5 سبتمبر 1981.

وحدث بعد حادث المنصة ببضعة أسابيع أنه تم إبلاغ أسقف البحيرة المتواجد بالولايات المتحدة الأمريكية بأنه تم اختياره عضوًا فى اللجنة الخماسية عوضًا عن الشهيد الأنبا صموئيل أسقف الخدمات. وحدث – كما ذكرت لمطران البحيرة – «أنكم اتصلتم بى تليفونيًا وأخبرتمونى بالرسالة التى وصلتكم من مصر بينما أنا كنت متواجدًا بكندا لاستكمال رسالتى لدرجة الدكتوراه بإحدى الجامعات الكندية. وسألتنى عن رأيى الشخصى فى هذا الاختيار. وقلت لكم إن المعلومات المتوافرة لدى عن الأحوال الدقيقة فى مصر غير مؤكدة، لكنكم على دراية أكثر منا. فقلتم لى: أنا لو اعتذرت عن عضوية اللجنة فإن أقباط المهجر سوف يقيمون لى تمثالًا ويمدحون تصرفى، لكن خشية من دخول بعض العناصر غير المخلصة للكنيسة فأنا سوف أقبل العضوية ووقتها سوف أنال ما أنال من الإهانات والتوبيخات، لكن ذلك كله يمكن احتماله فى سبيل أن نحمى الكنيسة من العناصر غير المخلصة». وهنا مدحت تصرفه وغيرته الصادقة على الكنيسة والوطن أيضًا.

وهنا ضحك المطران وقال لى بالحرف الواحد: «هو أنت لسه فكر القصة دى؟».. فقلت له بالحرف الواحد أيضًا: «طالما الأمر يخص سلامة الكنيسة والوطن فهذه الوقائع لا تفارق ذاكرتى». وهنا أثنى المطران على إخلاصى الصادق للكنيسة. وفى الواقع هذا الإخلاص من ناحيتى – سواء نحو الكنيسة أو الوطن – لا يحتاج منى أن أتطلع لتأييد أو مدح من أحد لأنه يتعلق أولًا وأخيرًا بضميرى الحى نحو الكنيسة والوطن.

وهنا طلبت منه تحديد موعد لمقابلته فى إيبارشية البحيرة على أن يكون يوم سبت أو أحد نظرًا لتواجدى بالقاهرة من الأحد ليلًا إلى الخميس ليلاً. للحق أخذ المطران يبحث بصدق فى جدول خدماته واستقر الرأى أن يكون اللقاء يوم الأحد 11 مارس 2012. فذكرت له سوف أنتهى من محاضراتى بهندسة الإسكندرية نحو الساعة الثانية عشرة والنصف، ثم أستقل القطار فى الساعة الواحد بعد الظهر لأكون فى دمنهور نحو الساعة الثانية بعد الظهر، وبعد اللقاء سوف أستقل قطار الساعة الثامنة ليلًا من دمنهور متوجهًا إلى القاهرة.

تم الاتفاق على الموعد، وأعددت جميع أمورى ووضعت فى حقيبتى مقالات متعلقة بقوانين الكنيسة وتقاليدها وتاريخها فى فترة المخالفات والتجاوزات الكنسية التى حدثت منذ عام 1928 بجلوس الأنبا يؤانس البابا 113 على الكرسى البابوى مخالفًا قوانين الكنيسة، ومقالات للأستاذ نظير جيد «البابا شنودة الثالث فيما بعد»، والمؤرخ الكنسى الأستاذ يسى عبدالمسيح أمين مكتبة المتحف القبطى بالقاهرة، ومقالات قانونية للمستشار د. وليم سليمان قلادة، والمقالات التى صدرت من الإسكندرية فى الانتخابات البابوية المختلفة، وغيرها من الكتابات القانونية. لم أكن أعلم حجم المسئولية المُلقاة على عاتقى، لكنى كنت أثق أنه ليس لى أى مصالح شخصية، وأنى فى مواجهة أصحاب المطامع!!. وفى يوم الأحد 11 مارس 2012 استقللت القطار وسافرت إلى دمنهور وأنا أحمل آمال أجيال نحو الإصلاح الحقيقى!!.. نستكمل فى الحلقة القادمة.