رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عيد عبد الحليم: الثورة تحولت إلى كعكة يسعى كثيرون لالتهامها


قال الشاعر عيد عبد الحليم، رئيس تحرير مجلة "أدب ونقد": إن الثورة في بدايتها كانت مبشرة جدًا بفتح أفق سياسي واجتماعي للمواطن المصري عامة، وتأكيد فكرة الحرية التي غابت لأكثر من 30 عامًا، لكنها للأسف ككل شيء جميل في هذا البلد الطيب، تحولت بعد الـ 18 يومًا الأولى إلى مجرد غنيمة سعى الكثيرون إلى التهامها، فضاعت أحلام كثيرة كنا نرجوها من هذه الثورة المباركة.

واستطرد عيد عبد الحليم، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، بمناسبة مرور عامين على الثورة، ليؤكد أن مع ذلك مازال الأمل معقودا على العقل المصري للخروج من هذه الكبوة، وهذا يتمثل في تحرير الشخصية المصرية من بعض عاداتها السيئة، فهي شخصية جميلة لكنها تحب أن تعمل بشكال منفرد ولا تؤمن بالعقلية الجمعية.

وأوضح، أنه ربما كانت أيام الثورة الأولى حدثًا فريدًا لهذه العقلية التي تجمعت لأول مرة، لكن سرعان ما داهمها هذا المرض العضال مرة أخرى، وهذا أيضًا لا ينفصل عن أزمة المثقف قبل وبعد الثورة، فهو التجلي الأبرز؛ لانقسام هذه الشخصية على نفسها، ودليلنا على ذلك هو أننا لم نر فعلًا جماعيًا لا قبل الثورة ولا بعدها من قبل المثقفين، كل ما هنالك كان مجرد رد فعل لا فعل.

وقال الشاعر عيد عبد الحليم: إن معضلة الثقافة المصرية تتمثل في أنها ثقافة رد فعل تنتظر دائمًا المبادرات من غيرها، إما بالسلب أو بالإيجاب، ثم تقف في موقع من يصد الهجوم، وهذا ما رأيناه في تكوين بعض الجبهات مثل جبهة الثقافة المستقلة والجبهة الوطنية للدفاع عن حرية الإبداع وغيرها من جبهات سرعان ما تنتهي بعد عدة اجتماعات، لأنها قائمة في الأساس على بنية خاطئة، فالمثقف الحقيقي هو المثقف العضوي على حد تعبير جرامشي، وهو الذي يصنع الحدث، ويكون في مقدمة الصفوف دائمًا مرشدًا ومعلمًا وفاتحًا لطرق جديدة للحرية.

وأضاف، أن المثقفين لعبوا دورًا في إشعال الثورة، فهناك جهود ساهمت في التأسيس لفكرة الثورة إذا اعتبرنا أن الثقافة فعل تراكمي، وظهر ذلك جليًا، من خلال بعض الشباب الذين قادوا مسيرة الثورة في أيامها الأولى، فبالتأكيد هؤلاء قرأوا بعض المنجز الإبداعي والفكري، لأنني أرى أن الكلمة حتى ولو كان تأثيرها بطيئا إلا أنها تؤثر في النهاية.

وقال: أما ما يتعلق بإبداع الثورة فإنني أرى أنه إبداع لحظي، وهذا أمر مطلوب، حتى ولو كان ضعيفًا نسبيًا، ولكن مع مرور الوقت من الممكن أن يكون هناك إبداع أقوى لأنه بطبيعة الثورات في العالم بعدها مباشرة تتغير النظريات الأدبية والفنية وتظهر أشكال إبداعية جديدة، رأينا ذلك في مصر بعد ثورة يوليو، حيث ظهر الشعر الحديث بغزارة وتحول الزجل الى شعر عامية، وكذلك نظريات النقد.