رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحلم الذى تبدد فى كنيستنا «34»


فى أواخر شهر فبراير 2012 اتصل بى من ألمانيا أحد الأصدقاء الأوفياء للكنيسة والوطن وله الكثير من الأعمال الجليلة، كما أن له العديد من الصداقات مع رجال الكنيسة والوطن، وأخبرنى بأن الحالة الصحية للبابا شنودة الثالث متدهورة جدًا وتوقع رحيله إن لم يكن فى غضون أيام قليلة فسيكون فى خلال أسابيع، والوضع حالياً فى الكنيسة كالآتى: «فى حالة رحيل البابا شنودة سيكون المطران الذى يتولى مسئولية قائمقام البطريرك هو مطران أسيوط- بصفته أكبر المطارنة سنًا- ولكن لأن الحالة الصحية لمطران أسيوط سيئة للغاية وهو شيخ مُسن فنتوقع اعتذاره عن هذا المنصب.

التالى لمطران أسيوط هو مطران البحيرة، وسمعنا أنه يرغب فى الاعتذار عن هذا المنصب. وفى هذه الحالة - كما ذكر محدثى- أن البديل لمطران البحيرة سيكون صعبًا جدًا وستدخل الكنيسة فى صراعات هى فى غنى عنها مع أحوال الوطن المتردية».

وهنا طلب محدثى منى الآتى: «بالدالة التى لدىّ من صداقة ومودة مع مطران البحيرة فأرجو أن تحدثه تليفونيًا وتجلس معه وتقنعه بأهمية العمل الذى يقوم به ولا يعتذر». ثم أضاف محدثى: «لكن ليكن معلوماً لديك أن مطران البحيرة غير مُلم بقوانين الكنيسة ولا تقاليدها ولا تاريخها.

لذلك عليك عند جلوسك معه تحدثه بالتفصيل والمستندات عن تاريخ الكنيسة والتقاليد العريقة التى استقرت بها والطقوس التى تمارسها منذ أقدم العصور»، وفى الواقع أننى كنت أعلم تلك الجزئية تماماً، لكن كنت أثق- أو كنت أعتقد- أنه يستمع باهتمام للمخلصين للكنيسة وللوطن أيضًا... فصداقتى مع مطران البحيرة تعود إلى يوم السبت 30 أبريل 1977 الساعة الثامنة مساءً بكنيسة مارمرقس بديترويت- ميتشجن- الولايات المتحدة الأمريكية وكان وقتها أسقفاً للبحيرة وعضواً فى الوفد البابوى مع البابا شنودة فى أول زيارة قام بها لأمريكا الشمالية، ومنذ ذلك الوقت كانت الصداقة والمودة على ما يُرام ويثق مدى إخلاصى للكنيسة وللوطن أيضاً.

ثم أضاف محدثى: «من جانبنا هنا فى ألمانيا سوف نرسل لمطران البحيرة- مع أحد الكهنة بطنطا- الكتب الثلاثة التى أصدرها أحد رهبان دير القديس أنبا مقار بوادى النطرون- واسم الراهب معروف لدينا». هذه الكتب الثلاثة التى قام هذا الأب الراهب – وهو من الباحثين المدققين منذ شبابه المبكر – عبارة عن وثائق كنسية ترجع إلى أقدم مراجع التقليد الكنسى وهى:

«1» التدبير الإلهى فى تأسيس الكنيسة وترتيب نظام الكهنوت «صدر عام 1997 ويقع فى 301 صفحة من القطع الكبير»... «2» السلطان الروحى فى الكنيسة والتقليد القانونى الكنسى فى اختيار وإقامة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية «صدر عام 1998 ويقع فى 200 صفحة من القطع الكبير»، «3» التدبير الإلهى فى بنيان الكنيسة «صدر عام 2001 ويقع فى 384 صفحة من القطع الكبير». وفعلاً تم إرسال هذه المراجع الوثائقية إلى مطران البحيرة... أما من جانبى فعلى الفور أجريت مكالمة تليفونية مع مطران البحيرة وأخبرته بالمكالمة التى وصلتنى من صديقنا المشترك بألمانيا، وقبل أن نتطرق لمناقشة الموضع ذكرت له واقعة حدثت فى أكتوبر 1981.. نستكمل فى الحلقة المقبلة.