رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جواز على «ورق بفرة»!


ماكينة «الهرى» لا تتوقف.

ولو لم نجد ما يستحق، لاخترعنا ما «نهرى» فيه و«نزيط»! 

وكنت أتمنى الكتابة عن تعاقد «المخابرات العامة» مع شركتين أمريكيتين للعلاقات العامة، مقابل 1.8 مليون دولار سنويًا للشركتين: 1.2 مليون للأولى و600 ألفًا للثانية، بعد أن استوقفنى اهتمام غالبية وسائل إعلام الدنيا بالتعاقدين، وكأن تلك هى المرة الأولى التى تتعاقد فيها دولة، أو مؤسسة تابعة لدولة، مع هذا النوع من الشركات!

كنت أتمنى وتراجعت، وقلت «بلا تعاقدات، بلا كلام فارغ». وهيا بنا نلهو ونلعب مع الجواز «أو الزواج» و«ورق البفرة». و«ورق البفرة» هو ذلك الورق الخفيف الذى يتم استخدامه فى لف السجائر، وساءت سمعته بسبب ربطه بالمخدرات، كالحشيش والبانجو والماريجوانا وخلافه! وهناك مبالغات فى تقدير الأرقام التى نستورده بها، ربما حدثت نتيجة الخلط بينه وبين ورق الدخان أو التبغ، إذ تشير تقديرات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، إلى أننا نستورد الاثنين، معا، بما يقترب من 1.5 مليار جنيه سنويًا

على ورقة من تلك الأوراق، «أوراق البفرة» سيئة السمعة، تم لف الكلام عن جوازة «أو زيجة» طارق عامر، محافظ البنك المركزى، وداليا خورشيد، وزيرة الاستثمار السابقة، التى لا أعرف سببًا منطقيًا لتجدد الكلام عنها. كما لا أجد أى تفسير لكل هذا الجدل وهذا «الهرى»، لمجرد ارتباط رجل بامرأة، إن كانا قد ارتبطا أساسًا!

أقول إن الكلام تجدد، لأنه سبق أن تردد منذ شهور، ووقتها نفته مصادر قريبة الصلة من المحافظ والوزيرة لجريدة «البوابة» التى تصدرّت تلك القصة صفحتها الأولى، يوم الخميس 17 نوفمبر الماضى، تحت عنوان: «البوابة تحقق فى خبر زواج طارق عامر وداليا خورشيد»، بعد عنوان تمهيدى نقل عن مصادر على صلة بالطرفين إنه «كلام عيب»، ولو لم يعجبك هذا الكلام، أو استطعت أن تثبت عدم صحته، يمكنك أن تحل مشكلتك مع الدكتور محمد الباز، الذى كان رئيس تحرير «البوابة» التنفيذى، وقتها. أما أنا، فلا تعنينى صحة الخبر من عدمها، بقدر ما استوقفتنى عبثية التناول، ونوعية المصادر التى تم النقل عنها، وهزلية أدلة الثبوت الجديدة، ولا منطقية أو لاعقلانية أن يصل الأمر إلى حد مطالبة زميلنا محمد الغيطى بمحاكمة الزوجين، لو كانا تزوجا. بالنص قال، فى برنامج يقدمه: «يتحولوا للمحاكمة»!

ما أدلة الثبوت الجديدة التى ساقها مقدم البرامج الحالى، رئيس التحرير السابق، قال إن فريق إعداد برنامجه اتصل تليفونيًا بالمحافظ، ورد بأنه فى مقابلة «أو Meeting»، وحين اتصلوا بعد دقائق بالوزيرة السابقة تلقوا الرد نفسه!.. أرأيت أو «شفت بقى» كيف تم ضبطهما متلبسين بـ«الجرم المشهود»؟! بعد الآن أو «من هنا ورايح» لا تقل لأحد إنك فى مقابلة «أو Meeting» وإلا ستجد نفسك «لابس جوازة» أو تهمة، فيطالب الغيطى بمحاكمتك وتقوم بوابة «الوفد» باقتناص الفيديو وتنشره تحت عنوان: الغيطى يكشف تفاصيل زواج.........». وتشاهد المقطع، فلا تجد أى تفاصيل، بل مجرد «قد.. لو.. إذا.. ربما»، مع استنتاجات عبثية لن نصفها بـ«الهلاوس»، لأن الغيطى زميلنا وحبيبنا!

وغير «الوفد»، نقلت المقطع مواقع إخوانية!

فرصة لا يمكن تعويضها ويثير دهشتك وسخريتك وينتزع ضحكاتك أن يكون مصدر «الغيطى» هو أحد مواقع الإخوان: موقع «كلمتى» الذى ظهر حلفه على «الفيديو وول»، وهو الموقع الذى نقل الخبر عن «العربى الجديد» الذى نقل عنه أيضًا موقع «الأهرام الكندى» وهو الموقع الذى نقلت عنه بوابة «فيتو» الخبر تحت عنوان: «على مسئولية الأهرام الكندى: زواج طارق عامر وداليا خورشيد».

«الأهرام الكندى» يا عصام؟! وعصام، هو زميلنا الأستاذ عصام كامل، الصحفى القديم والمخضرم، الذى ما كنا نتوقع أن تتورط البوابة والجريدة التى يرأس تحريرها فى النقل عن موقع طالما حذّرنا سكان كوكبى فيس بوك وتويتر من النقل عنه، أو تصديق ما ينشره: هذا الموقع فيه سم قاتل وأخباره مضروبة، أى «مفبركة».

طيب، طالما ستنقل عن «الأهرام الكندى»، فلتنقل حاجة تستاهل. انقل مثلًا: «السد العالى يرقد على تل من الذهب والبلاتين.. لو استخرجت يبلغ نصيب الفرد منها 40 مليون جنيه»!

أو بلاش ده، وخد الأنقح: «وزارة الأوقاف: إنشاء ١٢ مركزًا لعلاج الإلحاد بالأعشاب»، وفى هذا الخبر العظيم نقرأ أن الوزارة «قررت، بالاشتراك مع دار الإفتاء، نشر مراكز لعلاج الإلحاد فى أنحاء الجمهورية»، وأن وزارة الصحة وافقت على العلاج الجديد الذى «يعتمد على خلطة من الأعشاب»!

وتلك مجرد عينة، وربنا يستر، ولا نفاجأ بمن ينقل عن رأفت جندى، رئيس تحرير جريدة الأهرام الكندية، أن «السيد المسيح هو الذى أنشأ الجريدة»، ولا تعتقد أننى أمزح أو أسخر، فقد قال الرجل ذلك فعلًا، بالصوت والصورة، فى فيديو نشره موقعه!

ما هكذا تورد الإبل يا باشمهندس نجيب!

ونجيب ساويرس، هو صاحب «فيتو»، الذى وصلت خلافاته مع طارق عامر حد «الردح» المتبادل، بسبب صفقة «بنك الاستثمار سى آى كابيتال». ووقتها، شن ساويرس هجومًا على عامر فى مقال نشرته جريدة الأخبار، صباح الأحد 27 مارس 2016 ومساء اليوم ذاته قال، فى مداخلة تليفونية مع لميس الحديدى: «أملك دليلًا على تدخل محافظ البنك المركزى فى وقف تمويل الصفقة، ولن أستطيع نشره».. فهل كان دليل «الباشمهندش» هو خبر نشره، أيضًا موقع «الأهرام الكندى»؟!