رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الأدفنتست».. الطائفة المغضوب عليها داخل الكنيسة المصرية

الأدفنتست
الأدفنتست

تستعد الكنائس الثلاث المصرية «الأرثوذكسية والإنجيلية والكاثوليكية»، إلى إقرار الصيغة النهائية لقانون موحّد خاص بالأحوال الشخصية للأقباط في مصر، ورغم الاختلاف الأزلي بين هذه الكنائس، إلا أنهم يجتمعون حاليًا لمحاولة الوصول إلى قانون موحّد يرضي الجميع، والمقرر أن تنتهى صياغته في أبريل المقبل، بحسب تصريحات المستشار منصف سليمان، رئيس اللجنة القانونية المكلّفة بصياغة القانون.

وعلى الرغم من أن هذا القانون يسعى إلى توحيد جميع الطوائف المسيحية المختلفة كُليًّا، ووضع حل لهذه الخلافات بينها، إلاّ أن ما يحدث في الواقع يسير في اتجاه آخر، ويبدو أن هناك طوائف لن يتم الاعتراف بها وعدم ضمّها إلى هذا القانون ومنها طائفة «الأدفنتست».

و«الأدفنتست»، هي الطائفة المغضوب عليها داخل الكنيسة المصرية، لا يؤمنون بالكهنوت، ولا يرتدي قساوستهم الزي الأسود كالأقباط، كما أنهم يعمدون أبناءهم في سن متأخرة، بعكس باقي الطوائف التي تعمدهم في أول شهرين من الولادة.

تؤمن هذه الطائقة بأن السبت هو يوم الرب بدلاً من الأحد؛ لذلك يعرفون بـ«السبتيون»، حيث يأخذون إجازتهم يوم السبت، وحتى لو وافقت مصالحهم وامتحاناتهم هذا اليوم، لا يذهبوا، فهم متمسكون بالكتاب المقدس بشكل «حرفي» كما يقول كليتون فيتوزا، رئيس الطائفة في مصر.

هاجمهم البابا شنودة بشدة، ونشر كتابًا له تحت عنوان «بدع السبتيين الأدفنتست»، وقالوا إنهم ليسوا مسيحيين، وإنهم يحاولون استمالة المسيحيين إلى عقيدتهم، محذرًا الجميع منهم.

وهذه الطائفة لا يتعدى المنتمون إليها في مصر أكثر من 1000 فرد، بحسب ما أعلنه رئيس الطائفة، وقال إن عددهم قليل جدًا في مصر، وإن عددهم في العالم يصل إلى 20 مليون شخص.

وكلمة «الأدفنتست» تعني المجيء؛ أي إنهم يؤمنون بقرب مجيء المسيح، وبالنسبة لمجيئهم إلى مصر، يقول رئيس الطائفة، إن أول دولة في الشرق الأوسط يدخلها الأدفنتست كانت مصر، في بداية عام 1877، حيث جاء التاجر الإيطالي روميو بيرتولا لزيارة الإسكندرية وعمّد سبعة أشخاص، وكوّن أول جماعة أدفنتيستية، والتي بدأت تنشر مبادئها في مصر، إلا أن عددهم بدأ يقل بعد تزايده، بسبب الهجرة.

يقع المقر الأساسي للطائفة في ميدان روكسي بمصر الجديدة، ويختلف كثيرًا عن باقي الكنائس في مصر التي تتمتع بحماية وتأمين كبير ولا يدخلها أي أحد إلا بعد التأكد من هويته، فمقر «الأدفنتست» ليس به أي حماية ويستطيع أي إنسان أن يدخله دون أن يُسأل.

وعلى الرغم من اعتراف الدولة بهم كمواطنين مسيحيين، تظل الكنائس الثلاثة عند موقفها في عدم الاعتراف بهم، بل وتكفرهم وتحذر منهم الجميع، وما زالت الطائفة تسعى إلى الاعتراف بها في القانون الموحد.