رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السلفيون يهاجمون تعيين الوزيرات والمحافظ


نتوقع دائمًا من الإخوة السلفيين إطلاق الفتاوى على أعنتها، فهم يكفرون كل خلق الله ما عداهم، يحتقرون المرأة احتقارا مبالغًا فيه، لم يراعوا أنها الأم والابنة والعمة والخالة، ولكن هذا رأيهم وتلك ثقافتهم، ومن ثم لم نُصدم بفتاواهم ضد تعيين سيدة محافظا للبحيرة، وهم الذين خرست ألسنتهم عندما تولت أستاذات مناصب في الوزارة فى عهد حسنى مبارك وقبله السادات، فقط مارسوا التقية عندما كانوا يخوضون حربا شرسة ضد الدولة.

ولكن فى هذه الأيام أصدرت حركة دافع السلفية ومعهم شيوخ سلفيون غيرهم بيانا، هاجموا فيه تولى المهندسة نادية عبده منصب محافظ البحيرة، معتبرة أنه أمر لا يجوز، مستندين على حديث نراه موضوعا على لسان النبى الكريم: «لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة» وقالوا: «لم يؤثر عن النبى صلى الله عليه وسلم، ولا الخلفاء الراشدين، أن استنابوا امرأة فى ولاية أو قضاء، حتى إن أبسط الولايات، وهى ولاية الأسرة، جعلها الله فى عصمة الرجل ولم يجعلها للمرأة، كونها تتمتع بطبيعة مختلفة فسيولوجيا وسيكولوجيا، فكيف بولاية عامة كمحافظ .

وفى أحكام القرآن، فإن المرأة لا يتأتى منها أن تبرز إلى المجالس، ولا تخالط الرجال، ولا تفاوضهم مفاوضة النظير للنظير، ولا يجمعها والرجال مجلس تزدحم فيه معهم، وتكون منظرة لهم، ولم يفلح قط من تصور هذا ولا من اعتقده، قال تعالى: «وقرن فى بيوتكن» ... ويجوز للمرأة أن تتولى الولاية الخاصة، كطبيبة أو مدرسة، وما هو على هذه الشاكلة، وذلك فى إطار الضوابط الشرعية المعروفة. هذا ملخص بيانهم فى صورة فتوى مملة، لا يحترمون رأى الأزهر ولا دار الإفتاء ولا مجمع البحوث الإٍسلامية، وهم الذين ردوا على الفتوى الشاذة.

ثم عندما قرأنا التاريخ الإسلامى لم نجد أن دولة فارس حكمتها امرأة، والتى قيل إن النبى عليه الصلاة والسلام عندما علم بولاية بنت كسرى قال: «ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة»، وهو الحديث الذى يعيش عليه السلفيون حتى اليوم، وهو الذى لا يصمد أمام البحث التاريخي الفقهي، صحيح أن الأزهر يعترف بالحديث، ولكنه يقوم بتأويله بما يتفق ومقاصد الشريعة، ولم تبتعد الدكتورة آمنة نصير عن الحقيقة عندما قالت: «هؤلاء السلفيون لم يفقهوا تقدم العصور، وعقولهم تجمدت، ولم يعقلوا ما جاء فى النص النبوى» وأن الحديث الذى يستشهد به السلفيون لتحريم تعيين امرأة فى منصب المحافظ، صدر فى حالة خاصة، ودليل ذلك احتفال القرآن بالملكة بلقيس زوجة سليمان، وهؤلاء السلفيون لا يعرفون منزلة العقل، وليس لديهم العلم الواسع، فهم جمدوا عقولهم».

إن المهندسة نادية عبده وأخواتها من الوزيرات، أكثر علما وفهما وبصيرة فى تخصصاتهن، وحتى فى الفقه العفوى النابع من ضمير الدين من السلفيين ومن غيرهم من الرجال، هذا لو افترضنا أن للسلفيين علمًا، يجب على الأزهر كشف فتاوى السلفيين على المنابر، بدلا من رفع القضايا على المفكرين، كما يفعلون كثيرا.