رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الماسونية.. والأهرامات وأورشليم وبابل


وهنا أتذكر الآية الكريمة من كلام رب العزة سبحانه وتعالى «ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين».. ختاماً.. أدعو الله أن يكون كل ما ذهبت إليه واستشهدت به مجرد رؤى بعيدة عن الواقع.. وأن يُحسن الإخوان المسلمين ظن الشعب بهم ويحققوا له كل ما وعدوا به..والله من وراء القصد.

«الهيئة العليا لحفظ التراث» تعنى فى دستور الإخوان المسلمين بتنظيم وسائل حماية التراث الحضارى والعمرانى والثقافى المصرى والإشراف على جمعه وتوثيقه بحسب نص المادة «213» من الدستور الجديد.. ولم توضح لنا المادة من سيكون أعضاؤها وهل ستقضى على الجهات المنوط بها القيام بنفس العمل وجميع موظفيها ومحو ما قامت به سابقاً؟.. أم ستبدأ مما انتهت إليه هذه الجهات؟

واستكمالاً لخشيتنا من العبث بمصير تاريخ وتراث وآثار وعادات وتقاليد هذا البلد العظيم.. فإننا نذكر القارئ العزيز بتلك الأيادى الخبيثة التى حرقت وسرقت ودمرت المجمع العلمى وأتلفت داخله أمهات الكتب وفى مقدمتها كتاب «وصف مصر».. فضلاً عن سرقة وتهريب آثارنا فى الداخل والخارج أثناء وبعد الثورة.. وهذا العبث يقودنا إلى ما حدث فى العراق الحبيب من تدمير لحضارته وسرقة لتراثه ومخطوطاته وآثاره على يد عصابة صهيو ـ أمريكية.. خططت ونفذت ونهبت كل شىء بحجة القضاء على أسلحة الدمار الشامل التى يخفيها صدام حسين.. وطبعاً هذا الكلام طلع «فشوش x فشوش».. وهذا ما نخشاه حالياً بسبب التقارب الأمريكى الإخوانى الذى كشف أسراره قيادى الإخوان السابق ثروت الخرباوى.. من أن يستخدم الأمريكان الإخوان المسلمين لتنفيذ مؤامراتهم الدنيئة ضد مصر.

ومن يتابع الأحداث التى تعرض لها شعب الرافدين ويقارنها بالأحداث التى بدأت تمر بها مصرنا الحبيبة بعد ثورتنا العظيمة فى 25 يناير 2011 مروراً بما يجرى فى سوريا وليبيا واليمن وقبلها أفغانستان.. سوف يدرك جيداً حجم المؤامرة التى يتم تنفيذها بإتقان ضد العرب والمسلمين.. أستند فى وجهة نظرى هذه إلى ما ذكره برنارد لويس ـ الأستاذ المتقاعد بجامعة برنستون الأمريكية ـ والذى ألف عشرين كتاباً عن الشرق الأوسط منها «أزمة الإسلام» و«الصدام بين الإسلام والحداثة فى الشرق الأوسط الحديث» و«حرب مقدسة وإرهاب غير مقدس».. حيث يؤكد هذا اللويس أن «العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون لا يمكن تحضرهم.. وإذا تركوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمر الحضارات وتقوض المجتمعات».. ويضيف لويس أن «الحل السليم للتعامل معنا كعرب ومسلمين هو إعادة احتلالنا واستعمارنا وتدمير ثقافتنا الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية».

وينصح لويس أمريكا بضرورة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات وعشائر وطوائف دون مراعاة للخواطر أو التأثر بانفعالات شعوبنا وردود أفعالنا عندهم.. ويستطرد لويس قائلاً: «على أمريكا بعد أن تحتل العرب والمسلمين أن تدعى أن مهمتها المعلنة هى تدريب هذه الشعوب على الحياة الديمقراطية، وأن تضغط على قادتهم بشدة ليخلصوا شعوبهم من المعتقدات الإسلامية الفاسدة.

أعتقد أنه بعد هذه الرؤية يجب إدراك ما نمر به من كوارث يجب جذب الانتباه إليها والعمل على إفشالها حتى نفوت الفرصة على هذا العدو الحاقد علينا وعلى حضارتنا.. فقد سبق لهذا اللويس أن قام بدور العراب الصهيونى الذى صاغ للمحافظين الجدد فى إدارة بوش الابن استراتيجيتهم فى العداء الشديد للإسلام والمسلمين.. وشارك أيضاً فى وضع استراتيجية الغزو الأمريكى للعراق.. كما أنه كان مرافقاً لبوش الابن ونائبه دى تشينى فى طائرة خاصة وتواروا عن الأبصار والأسماع وقت ضرب برجى التجارة العالميين فى 11 سبتمبر الأسود بحسب الصحف الأمريكية التى أشارت أيضاً إلى أن لويس هو من ابتدع مبررات للعزوف العراقى وحدد أهدافه التى ضمها فى مقالاته وتصريحاته حول صراع الحضارات والإرهاب الإسلامى.

وفى هذا السياق تجدر الإشارة إلى ما ذكره د. محمد السادات فى كتابه «أرض العراق وأرض الأهرامات هما مستودع الأسرار والإيحاء بأفكار الجمعيات الماسونية».. حيث يقول الكاتب إن لويس وضع مشروعاً شيطانياً لتقسيم الدول العربية والإسلامة خدمة وتحقيقاً للهدف الماسونى، مؤكداً أن أمريكا اعتمدت هذا المشروع ونفذت أولى خطواته فى حرب الخليج الأولى بين إيران والعراق.. ثم بين العراق والكويت.. ثم لبنان وسوريا والسودان واليمن وأفغانستان وإيران ولن تتورع على تطبيقه فى تركيا وبعد ذلك دول الخليج ودول الشمال الأفريقى.. وسينتهى المشروع بتقسيم مصر وتجزئتها وسيكون ذلك هو الجائزة الكبرى للصهيونية العالمية أو الماسونية بحسب لويس.. والسؤال المطروح هو: لماذا يقصدون تدمير مصر وشعبها بالذات.. وهنا تأتى الإجابة واضحة وجلية من وجهة النظر الصهيو ـ أمريكية.. بأن الأهرامات هى المركز الوحيد للاتصال بالكواكب الأخرى.. وأن أورشليم هى المركز الثانى لحكم العالم سياسياً.

ما أشرت إليه سالفاً يجرنى جراً إلى كلمات الكاتب والمحامى الإخوانى السابق ثروت الخرباوى فى كتابه «سر المعبد» عندما قال إنه اطلع على مقالات كان الأستاذ سيد قطب قد كتبها فى جريدة «التاج المصرى» ويضيف الخرباوى أنه أثناء بحثه عرف أن هذه الجريدة كانت لسان حال المحفل الماسونى المصرى!!.. ويقول الكاتب إنه عاد ليتذكر ما كتبه الشيخ محمد الغزالى ـ رحمه الله ـ فى مؤلفاته، حيث يقول الغزالى: «إن سيد قطب انحرف عن طريق البنا، وأنه لم يشعر أحد بفراغ الميدان من الرجالات المقتدرة فى الصف الأول من الجماعة المسماة «الإخوان المسلمين» إلا يوم مقتل حسن البنا فى الأربعين من عمره.. ويضيف «الغزالى»: وأكاد أوقن بأن من وراء هذا الاستقدام أصابع هيئات سرية عالمية أرادت تدويخ النشاط الإسلامى الوليد فتسللت من خلال الثغرات المفتوحة فى كيان جماعة هذه حالها وصنعت ما صنعت.. ولقد سمعت كلاماً كثيراً عن انتساب عدد من الماسون بينهم مرشدا سبق لجماعة الإخوان.. ولكننى لا أعرف بالضبط كيف استطاعت هذه الهيئات الكافرة بالإسلام أن تخنق جماعة كبيرة على النحو الذى فعلته؟.. ويختتم «الغزالى»: «وربما كشف المستقبل أسرار هذه المأساة».

تلخيصاً.. من تقع عيناه على ما جرى ويجرى فى مصر ودولنا العربية والإسلامية.. ربما يدرك ويربط بين تلك الأحداث وما تسعي إليه «الماسونية» واستخدامها جميع أدواتها القذرة فى تحقيق مآربها..

■ كاتب صحفى

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.