رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المخابرات الأمريكية تحجب معلوماتها عن ترامب

ترامب
ترامب

نشرت صحيفة «الأوبزيرفر» البريطانية مقالا لـ«جون شندلر»، الخبير السابق بالأمن القومي الأمريكي، حمل عنوان «بدء ثورة التجسس على ترامب».

قال «جون شندلر» إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب - التي مازالت قيد التشكل- قد بدأت بالفعل في تشكيل ضررا خطيرا على علاقة الدولة بالأجهزة الاستخباراتية العالمية والقوية، فالخوف من اقامة البيت الابيض علاقة ودية مع موسكو يخلق مجموعة من الحلفاء المقربين للحد من بعض العلاقات التجسسية مع واشنطن، يعد تطورا له عواقب وخيمة على الأمن الدولي، وخاصة فيما يخص مكافحة الارهاب، مشيرا ان تلك المخاوف اصبحت تؤثر على الواقع الداخلي للبلاد ايضا، فأجهزة الاستخبارات الامريكية تشعر بالقلق الشديد ازاء المشاكل الغير مسبوقة في البيت الابيض والتي تتسبب فيها ادارة ترامب.

ويرى الكاتب ان المخابرات الأمريكية لديها من الأسباب ما يكفي للقلق من ادارة ترامب، فقد خرج الرئيس الامريكي بصورة متكررة عن الاسلوب المتبع وقام بمعاداة عملاء المخابرات من خلال السخرية منهم والاساءة لما يقومون به من عمل، الامر الذي جعل بعض وكالات التجسس البدء في حجب المعلومات الاستخبارية عن البيت الأبيض وذلك نابعا من مخاوفها الامنية وعدم ثقتها في قدرة البيت الأبيض للحفاظ على تلك المعلومات في نطاق السرية، بحسب ما ذكر المقال.

وتابع «شندلر»: وهذا " مايك فلين" الجنرال المتقاعد والذي يرأس حاليا مجلس الأمن القومي، بالرغم من انه كان مكروها بشكل كبير في واشنطن لشخصيته المتهورة وتفضيله لنظرية المؤامرة على الحقائق الاستخباراتية ولذلك تم اقالته من وكالة الاستخبارات الدفاعية لعدم كفائته الإدارية، على خلفية تعامله مع موسكو وعلاقته الغريبة بفلاديمير بوتين، حيث اشار فلين انه هناك محادثات هامة بينه وبين السفير الروسي بعد انتخابات 8 نوفمبر، الامر الذي نفاه تماما البيت الابيض، وكانت تلك هى الشائعة، حيث فجرت صحيفة واشنطن بوست تقريرا قالت فيه بوضوح ان فلين قام بتحريف العديد من المحادثات مع السفير الروسي بشكل فاضح.

ولكن كما أشار الكاتب أن الحقيقة هي أنه كانت هناك مناقشات بين فلين والسفير الروسي بشأن رفع العقوبات التي وضعها الرئيس أوباما على روسيا وأجهزتها الاستخباراتية في أواخر العام الماضي انتقاما من تدخل "كرملين" في الانتخابات الامريكية 2016، الامر الذي نفاه فلين على الملأ، بل والاسوأ من ذلك ان فلين قد انكر محادثاته عندما انفرد بنائب الرئيس الامريكي "مايك بنس" مما اثار استياء "بنس" وادارته لشعورهم ان فلين كان يريد خداعهم.

آدم شيف، كبير الديمقراطيين في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكى، دعى بشكل صريح الى فصل مستشار الأمن الوطني وان الجمهوريين يتمنون لو ان البيت الابيض تتوقف عن الكذب على الجمهور فيما يتعلق بعلاقته بروسيا قبل ان تحدث شائعة او فضيحة اخرى، كما يشير تقرير جديد 35- صفحة- أعده كريستوفر ستيل، مسؤول المعلومات الاستخبارية البريطاني السابق، والذي صدر عن CNN، ان كثير من ملفات التجسس سيئة السمعة والمعلن عنها لتسليط الضوء على العلاقات المشبوهة بين موسكو والرئيس ترامب تم تأكيدها من خلال اجهزة الاتصالات التصنتية، حيث ذكر المقال ان الرئيس الروسى كان على علم بأن حديثه مع "فلين" كان يتم التنصت عليه، ولكن السؤال الاكبر الذي يخيم على هذه القضية ويجعلها اكثر غرابة هو الاسباب التي دفعت فلين للانكار والكذب، حسبما ذكر المقال.

واختتم الكاتب بتأكيده أن عملاء المخابرات الامريكية لا يحبون أسلوب ترامب في التعامل مع الأمور، "وأن هناك مخاوف واسعة وسط الأجهزة الأستخباراتية أن الرئيس ببساطة لا يولي للاستخبارات اي اهتمام."، حسبما ذكرت بعض التقارير التي نقل عنها المقال.