رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

د. مينا بديع عبد الملك يكتب: الحلم الذى تبدد فى كنيستنا «30»


استكمالاً لما سبق.. وبعد أن قام قائمقام البطريرك بشرح ما سيقوم به، أحضر الورقة الأولى وعليها اسم القمص تيموثاوس المقارى، والثانية عليها اسم الأنبا شنودة، والثالثة عليها اسم الأنبا صموئيل. وقام بثنى كل ورقة أمام الحاضرين بطريقة منتظمة جداً، ثم قام بلف كل ورقة بشريط صغير، وفى الحال أحضر رئيس شمامسة الكنيسة الشمع الأحمر وقام القائمقام بختم كل ورقة بختمه وختم رئيس لجنة الانتخابات بطريقة متساوية تماماً حتى لا يحدث تمييز بين الورقات الثلاث. ثم وضع الورقات الثلاث الملفوفة فى علبة فضية «أى غير مكشوفة» وقام بغلقها وتشميعها بالشمع الأحمر وختمها بختمه. ثم أعطى الختم للمهندس إبراهيم نجيب وزير السياحة.

ثم حمل القائمقام صندوق الفضة ووضعه على المذبح بداخل الهيكل أمام أعين الجميع. وبعد نهاية صلوات القداس حوالى العاشرة والنصف صباحاً، تقدم القائمقام ليختار طفلاً سيقوم بسحب الورقة التى تحمل اسم البابا الـ 117 من بابوات الكرازة المرقسية. وقتها نظر القائمقام إلى فوق ومد يده فوقعت على الطفل «أيمن منير كامل غالى». حمل القائمقام الصندوق الفضى معه، ووقف على المنصة التى أعدت خصيصاً لهذا الغرض، وطلب من المصلين التزام الهدوء والصلاة.

وبمنتهى الشفافية وقف القائمقام ورفع العلبة الفضية أمام المطارنة والأساقفة الحاضرين والكهنة والشمامسة وكل الشعب، وحمل أحد الشمامسة الطفل «أيمن» وجعله فى مستوى عال، وأتوا بشريط أحمر وعصبوا عينيه أمام كل الشعب. وزيادة فى الحرص، حرك القائمقام العلبة الفضية يميناً ويساراً وإلى أعلى وأسفل، ثم رشمها بعلامة الصليب.

بدأ بعد ذلك بفتح الأختام المختومة بها العلبة ونزع الشريط المغلفة به العلبة، وطلب من الحاضرين أن يصلوا جميعاً: «يارب ارحم .. كيرياليسون .. ثم الصلاة الربانية: أبانا الذى فى السماوات ..».

طلب القائمقام من الطفل أن يسحب ورقة واحدة فقط من الورقات الثلاثة الموجودة داخل الصندوق، وكانت يد القائمقام بعيدة تماماً عن يد الطفل، فأدخل الطفل يديه بداخل العلبة وبدأ يسحب إحدى الورقات الثلاث بحرية كاملة. وعندما سحب الورقة أخذها منه القائمقام وبدأ يفتحها. ثم أعلن أمام الحاضرين أن الاسم المختار هو «الأنبا شنودة».

فى ذلك الوقت كان الأنبا شنودة بدير الأنبا بيشوى، وعلى الفور تحركت الجموع صوب دير الأنبا بيشوى لتقديم التهانى للمختار للبطريركية. ثم أقيمت بعد ذلك، فى 14 نوفمبر 1971، صلوات التنصيب وليس الرسامة لأنه كان أسقفاً من قبل ولا يجوز أن توضع عليه اليد مرتين. وتم تنصيب الأنبا شنودة بطريركاً باسم البابا شنودة الثالث «لأنه كان يسبقه اثنان من البطاركة باسم الأنبا شنودة».

لكن الذى حدث بعد تنصيب الأنبا شنودة، أن حدث بينه وبين أعضاء مجلس ملى الإسكندرية وجمعياتها قطيعة لموقفهم الموحد فى فترة الانتخابات، على الرغم أن كل ما فعلته الإسكندرية كان يتفق تماماً مع قوانين الكنيسة وتقاليدها العريقة وأن الشعب السكندرى لم يكن يطالب براهب مُعين إنما كان يسعى نحو أن المختار لأسقفية الإسكندرية من بين الآباء الرهبان كما هو منصوص عليه فى قوانين المجامع المسكونية، بل إن هذا ما سبق أن أعلنه القائمقام فى بداية اختيار المرشحين وقال بالنص: «إننى أشعر بارتياح تام لو قصرنا الترشح على الرهبان فقط، أسوة بما حدث فى عام 1959 وأتت براهب قديس هو البابا كيرلس السادس». نستكمل فى الحلقة المقبلة.