رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحلم الذى تبدد فى كنيستنا «29»


عقد المجمع المقدس للكنيسة القبطية اجتماعاً طارئاً، برئاسة القائمقام البطريركى بحضور 22 مطراناً وأسقفاً ورئيس دير، وظل الاجتماع منعقداً نحو خمس ساعات. وكانت المناقشات تدور حول استمرار الانتخابات أو إرجائها؟ وأخيراً أخذ الرأى بطريق الاقتراع السرى، فجاءت النتيجة موافقة الأغلبية على السير فى إجراءات الانتخابات. وتقرر أن تكون الانتخابات يوم الجمعة 29 أكتوبر 1971 من التاسعة صباحاً وحتى الخامسة مساءً، وذلك بالدار البطريركية بشارع الكنيسة المرقسية بالأزبكية بالقاهرة.



قبل الساعة التاسعة صباحًا كان كل شىء هادئاً فى فناء البطريركية المرقسية بالأزبكية، وجلس كل واحد من أعضاء لجنة الانتخابات فى مكانه المخصص، وفى خارج السرادق وقف مندوبو المرشحين ومعهم نبذات عن حياة كل مرشح وأعماله المجيدة التى تُشيد بماضيه، الأمر الذى كان ينبغى ألا يحدث بداخل الكنيسة القبطية بصفة عامة لأن المرشحين مقبلون على خدمة غسل أرجل الشعب بالعمل لا بالكلام!! فهذه الانتخابات ينبغى أن تكون خالية من التنافس!!.

حضر عدد كبير من الناخبين، منهم المهندس إبراهيم نجيب، وزير السياحة، والدكتور كمال رمزى إستينو، ومن الإسكندرية حضر المستشار فريد الفرعونى، وكيل المجلس الملى، والأستاذ ألبرت برسوم سلامة، سكرتير المجلس الملى، والدكتور منير شكرى، رئيس جمعية مارمينا للدراسات القبطية، وبقية أعضاء المجلس الملى. ومن القاهرة حضر المهندس نجيب إستينو، والأستاذ أنطون سيدهم، والأستاذ فرح أندراوس أعضاء هيئة الأوقاف القبطية. والمهندس سعد يوسف، وكيل المجلس الملى العام السابق، والدكتور نجيب إسكندر، وزير الصحة السابق، ورئيس وأعضاء رابطة القدس، بالإضافة إلى الناخبين من بقية الإيبارشيات المصرية.

وفى الساعة الخامسة مساءً أغلق الباب المؤدى إلى السرادق الداخلى بعد أن أخلى ممن كان فيه من غير أعضاء اللجنة. ثم تناول أعضاء اللجنة غذاءهم بعد الصوم الانقطاعى، الذى أعلنه القائمقام البابوى لهذه المناسبة. بدأ أعضاء اللجنة فى فرز الأصوات بحضور مندوب وزارة الداخلية الأستاذ أحمد كامل خليفة، مدير عام إدارة الشئون الدينية بوزارة الداخلية. واستمر الفرز حتى الساعة التاسعة مساءً. وكانت نتيجة الانتخابات كالتالى: الأنبا صموئيل «أسقف الخدمات» 440 صوتاً، الأنبا شنودة «أسقف التعليم» 433 صوتاً، القمص تيموثاوس المقارى «النائب البابوى بالكويت» 306 أصوات، الأنبا باسيليوس «مطران القدس» 212 صوتاً، الأنبا دوماديوس «أسقف الجيزة» 164 صوتاً. وبلغ عدد الأصوات الصحيحة 620 صوتاً، والباطلة خمسة أصوات، والذين لم يحضروا 75 صوتاً.

وبذلك يكون الثلاثة الحائزون أكبر الأصوات هم الثلاثة الأوائل فى الترتيب. وتحدد يوم الأحد 31 أكتوبر 1971 ليكون اليوم الذى تُجرى فيه القرعة الهيكلية بالكاتدرائية المرقسية الكبرى بالأزبكية فى القاهرة. بدأت صلوات القداس فى الثامنة صباحاً، وبعد قراءة جزء من كتاب أعمال الآباء الرسل- نحو التاسعة والنصف صباحاً- وقف قائمقام البطريرك على منصة مرتفعة ومعه صندوق من الفضة، وقال لجماعة المصلين: «الآن سنضع ثلاث ورقات مكتوبًا فيها أسماء المرشحين الثلاثة وسأريكم الثلاث ورقات، ورقة ورقة مختومة من الجانبين بختمى وختم رئيس لجنة الانتخاب، الورقات بحجم واحد ومكتوبة بخط واحد، ومتشابهة فى كل شىء دون تمييز».