رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لأول مرة.. تأبين الـ«74 أهلاوي» بلا «ألتراس»

 «ألتراس»
«ألتراس»

فبراير الحزين، هكذا تطلق جماهير ألتراس أهلاوى على الشهر الذى شهد مقتل 74 مشجعًا أهلاويًا فى استاد بورسعيد خلال مباراة الأهلى والمصرى عام 2012.

الأول من فبراير، أمس، الذكرى السنوية الخامسة ويحرص الألتراس على كل عام على الخروج بالآلاف إلى استاد التتش فى النادى الأهلى لتأبين زملائهم.

ورغم اعلان الالتراس النزول أمس إلا أنهم أصدروا بيان بالتراجع ولم يحضروا للنادى الأهلى لتفادى الصدام مع الشرطة.


ما الذى جرى؟

أصدر الألتراس بيانًا يدعوفيه للاحتشاد فى الذكرى السنوية لمقتل 74 أهلاويًا فى ستاد بورسعيد، حيث تمت المذبحة، التى لم تحدد الأدلة من المتورط فيها حتى الآن، إلّا أن الأمن رد باقتحام منازل عدد من زملائهم أمس، والقبض عليهم وعلى ذويهم قبل الذكرى بقليل، وتردّد أنه ورد تهديد سريع بأنّه «سيتم تلفيق قضايا أكبرللجميع»، فردت المجموعة ببيان تهدئة تلغى فيه التجمع، وإلغاء فعالية إحياء الذكرى، احترامًا لزملائهم المفقودين حتى الآن، وخوفًا من القبض على آخرين.

وبين بيان الدعوة للتجمع، وبيان الانسحاب جرت مياه كثيرة، وآراء، ودعوات، وشدّ وجذب، لكن على فيسبوك كانت هناك فعالية أخرى، حيث نشر مشجعو الأهلى، من روابط الألتراس ومن غيرهم، مشاهد لا تنسى عبر صور أو فيديوهات، كان أولها نزول جمهور النادى المصرى إلى أرض الملعب وتوجهه إلى مدرجات الأهلى، واشتباكه مع مشجعى الرابطة، الذى كان صادمًا لكل المتابعين، وبدأت البشرى بالكارثة.

المشهد الثانى للأبواب المغلقة لمدرجات استاد بورسعيد، التى تم تصويرها عبر هواتف محمولة، وخلعت التسجيلات قلوب الجماهير، خاصة صيحة «افتح.. هنموت»، التى وضعت عددًا من علامات الاستفهام على أداء الجهات الأمنية، وأسباب غلق الأبواب، وعدم قدرة المشجعين على الخروج.

المشهد الثالث.. الذى انتشر بين مشجعى الأهلى على مواقع التواصل الاجتماعى، يسجل لحظة فرار لاعبى الأهلى بعد نزول الجمهور إلى أرض الملعب، وقيام حسام وإبراهيم حسن، مدربى الفريق البورسعيدى، بمحاولة حماية البرتغالى مانويل جوزيه، من الفتك به، الذى بدا نية مبيتة لدى المشجعين.

المشهد الأخير.. لحظة سقوط قتلى.. حين أعلن بعض لاعبى الأهلى الاعتزال نهائيًا من هول المشهد، قبل أن يتراجعوا.

وهاجم عدد من اسر شهداء بورسعيد محمود طاهر، رئيس النادى الأهلى، لعدم مساندته لهم طوال الفترة الماضية، كما أنه لم يدعُهم لإحياء الذكرى الخامسة للشهداء أمام النصب التذكارى الموجود فى فرع النادى بالجزيرة.

وأكدت السيدة ليلى عبدالعزيز، والدة الشهيد أحمد وجيه، لـ«الدستور» أن محمود طاهر تجاهل أسر الشهداء طوال الفترة الماضية رغم أن أولادهم لقوا مصرعهم حبًا فى النادى الأهلى، كما أنه لم يكلف نفسه فى يوم من الأيام أن يطمئن على ولو باتصال تليفونى بأى من الأسر مؤكدة أنها عاشت أصعب أيام حياتها بعد كارثة بورسعيد، وإحياء الذكرى أقل شىء ممكن أن يقدم لأسر الشهداء وكان من الواجب على محمود طاهر أن يقوم بدعوة الاسر لإحياء الذكرى أمام النصب التذكارى والذى تم إنشاءه للأسر.

وردًا على الحملة المنظمة ضد الألتراس، أعلن محامى الرابطة مختار منير، أنه تم التحقيق مع اثنين من بين المجموعة التى تم القبض عليها أمس، موضحًا أن الأحراز التى ضبطت حتى الآن هى «تيشيرتات» لاعبى الأهلى و«طرومبيدة»، واستيكرات عليها 74 وهو رقم عدد شهداء الألتراس.

وعارض المحامى الحقوقى قرار ضبط وإحضار هؤلاء الشباب باعتباره يأتى بقرار من الدولة قبل ذكرى مذبحة بورسعيد لإفساد ذكراها على جماهير الأهلى، والتى كان مقرّرًا إحياءها داخل النادى الأهلى بالجزيرة.

وقالت مجموعة ألتراس فى بيانها الأخير، الذى أعلنت فيه هزيمتها، وإلغاء الفعاليات، أنه فى الحقيقة لا نفهم بيان الداخلية بخصوص احداث الذكرى ومفاداته أنهم سيتواجدون فى مكان الذكرى لمنع الاحتكاك مع قوات الأمن، ذكرى تقام منذ 4 سنوات دون وجود أمنى تحضر الداخلية فى السنة الخامسة خوفا من حدوث احتكاكات مع الأمن، ربما لغتكم العربية لا تسعفكم إلى التعبير عن نواياكم السيئة.

وأضاف البيان: «نظن انفسنا نفهكم جيدًا ونفهم مخططكم فى تشويه صورة المجموعة والجر بها إلى حرب شوارع لتكملوا مخططكم الذى بدأ بحبس أعضاء الجروب وترحيلهم إلى سجن 15 مايو المشدد فى ظرف 24 ساعة بتهمة الدعوة إلى التظاهر».