رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحلم الذى تبدد في كنيستنا «28»


انعقدت لجنة الترشيحات والانتخابات فى دورة خاصة، للوصول إلى الكشف النهائى للمرشحين، الذين تجرى بينهم عملية الإنتخابات، فعقدت عدة جلسات مستمرة خلال الأسبوع الأول من شهر أكتوبر 1971. وقد راعت اللجنة تقديرها لجميع المرشحين، ثم فحصت جميع الطعون المُقدمة بتدقيق فى هذه الجلسات المستمرة، التى كان آخرها جلسة يوم الجمعة 15 أكتوبر 1971، التى ابتدأت فى الساعة الحادية عشرة صباحاً، واختُتمت فى الساعة السابعة مساءً، برئاسة القائمقام البطريركى وبحضور 14 عضواً، منهم ستة من المطارنة والأساقفة، وثمانية من الأراخنة أعضاء اللجنة.



وأتمت مداولاتها باقتراع سرى لتصفية المرشحين إلى العدد القانونى، فكانت الأسماء التى حصُلت على النصاب القانونى هى الآتى، مُرتبة حسب الحروف الهجائية: الأنبا باسيليوس (مطران القدس)، القمص تيموثاوس المقارى (المندوب البابوى بالكويت)، الأنبا دوماديوس (أسقف الجيزة)، الأنبا شنودة (أسقف التعليم)، الأنبا صموئيل (أسقف الخدمات). وكما سبق أن ذكرت أن القمص متى المسكين تم استبعاده بطلب من رئاسة الجمهورية، فكما ذكر الرئيس السادات عند لقائه مع القمص متى المسكين فى 25 أغسطس 1981 عقب الخلاف الذى نشأ بين الرئيس السادات والبابا شنوده، والذى فيه طلب الرئيس السادات من القمص متى المسكين ترشيح أسماء خمسة من الأساقفة لإدارة شئون الكنيسة وقت استبعاد البابا شنودة إلى الدير.

وهنا قام القمص متى المسكين بترشيح خمسة أسماء مع فضائلهم المتميزين بها، وهنا تعجب الرئيس السادات، إذ وجد بين هذه الأسماء اثنين من الأساقفة قد سبق أن تقدما بطلب فى أثناء انتخابات 1971 بضرورة استبعاد القمص متى المسكين لأنه «شيوعى ويتآمر على سلامة الدولة»!! وهنا أضاف الرئيس السادات أنه مازال محتفظًا بتوقيعهما على الطلب الذى قدماه!! ويمكن بسهولة استنتاج أن هذين الاسمين هما الأنبا صموئيل (أسقف الخدمات) والأنبا أثناسيوس «أسقف بنى سويف)!! ولهذا السبب – كما سبق أن ذكرت على لسان الأستاذ أنطون سيدهم عضو اللجنة – رفض حضور الاجتماع اعتراضاً على استبعاد القمص متى المسكين، بناءً على طلب الجهات العُليا.

كما علمنا وقتها أن الأنبا غريغوريوس قد تم استبعاده لعدم استكماله مدة 15 عاماً فى الرهبنة، وأن القمص شنودة السريانى قد تم استبعاده بسبب الآلام التى يعانى منها فى العمود الفقرى (على الرغم من أنه فى 12 ديسمبر 1971 قام البابا شنودة الثالث برسامته أسقفاً على إيبارشية الغربية باسم الأنبا يوأنس) وهذا يدل على أن مفهوم اختيار البطريرك الذى هو أصلاً اختيار أسقف الإسكندرية غير واضح عند مطارنة وأساقفة المجمع المقدس!! فالراهب المريض الذى لا يصلح لأسقفية الإسكندرية، أيضاً لا يصلح لأى إيبارشية أخرى. وقد ظل الأنبا يوأنس يعانى من مشاكل العمود الفقرى حتى نياحته.

وقد قررت اللجنة تحديد يوم الجمعة 29 أكتوبر 1971 لإجراء الانتخابات لاختيار ثلاثة من هؤلاء المرشحين الخمسة وذلك بالدار البطريركية بالأزبكية من الساعة التاسعة صباحاً إلى الخامسة مساءً. وقد قامت اللجنة بطبع شهادات قيد الناخبين، وقامت بتوزيعها فى القاهرة والإسكندرية، وأرسلت للإيبارشيات أيضاً ليقوم المطران أو الأسقف أو من ينوب عنه بتوزيعها. بلغ عدد الناخبين فى الكرازة المرقسية 700 ناخب تقريباً يضمون رجال الأكليروس وأعضاء المجلس الملى العام السابقين والوزراء الحاليين والسابقين والصحفيين و 12 ناخباً من كل إيبارشية. نستكمل فى الحلقة القادمة