رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحلم الذى تبدد فى كنيستنا «27»


تناولنا فى الحلقة السابقة الاعتراض الأول فى انتخابات 1971 وهو: هل يُنتخب البابا من الرهبان فقط، أم من المطارنة والأساقفة والرهبان والعلمانيين البتوليين؟ وكانت هناك اعتراضات شديدة على قيام المطارنة والأساقفة بترشيح أنفسهم، وذلك من مجلس ملى الإسكندرية، جماعة الإصلاح القبطى بالإسكندرية، دار النسخ والتحرير القبطية بحدائق شبرا بالقاهرة، نشرات أخرى تحمل الاعتراض نفسه من جهات غير معلومة ودون توقيع رسمى من أصحابها، ولكنها تحمل توقيع أبناء أسقفية البابا، ومن هذه النشرات نشرة تحمل اسم «شعب الإسكندرية اليتيم» أصدرها القمص بيشوى كامل كاهن كنيسة مارجرجس بسبورتنج، وكان لها انتشار واسع فى أنحاء القُطر».



ونشرة واحدة تؤيد ترشيح الأساقفة بتوقيع أبناء إيبارشية البابا وهى تابعة لأسقفية التعليم، التى كان أسقفها الأنبا شنودة أسقف التعليم. وكانت هناك مذكرة تقع فى 72 صفحة من الحجم المتوسط أصدرها الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمى والثقافة القبطية بعنوان «إيضاح وبيان للمبادئ العامة الأساسية فى موضوع انتخاب البطريرك، أو كتاب مفتوح للمجلس الملى بالإسكندرية» أثبت فيها أحقية الأسقف العام فى الترشح لأنه بلا شعب وبلا إيبارشية جغرافية. لكن د. منير شكرى -رئيس جمعية مارمينا العجايبى للدراسات القبطية بالإسكندرية- قام بالرد الوافى على كل ما ورد فى هذه الوثيقة. بالإضافة إلى أن الأنبا غريغوريوس نسى ما حدث فى عام 1967 عندما قام البابا كيرلس السادس برسامة القمص باخوم المحرقى أسقفاً للبحث العلمى والثقافة القبطية فى 10 مايو باسم الأنبا غريغوريوس، وهنا قام أسقف التعليم الأنبا شنودة بإرسال تلغراف شديد اللهجة للبابا كيرلس السادس استفسر فيه: «كيف يُقام أسقفان على إيبارشية واحدة؟» وهذا تأكيد أن هناك لم يوجد أسقف بلا إيبارشية. بالإضافة إلى أنه لا معنى لأسقف بلا شعب «ما يُسمى بالأسقف العام» وفى الوقت نفسه يحمل عصا رعاية!!.

وكان الاعتراض الثانى: هل تُحتسب مدة الرهبنة التى نصت عليها لائحة 1957 بخمس عشرة سنة داخل الدير أم خارجه؟ وكان الخلاف شديداً وبالأخص أن الراهب الذى يُقام أسقفاً تكون قد انقطعت صلته بالدير، وبذلك لابد أن يحيا فى الدير على الأقل خمسة عشر عاماً متصلة.

وكان الاعتراض الثالث: هل يُدعى للانتخابات العدد البسيط المنصوص عليه فى اللائحة، أم يُزاد العدد عن ذلك؟ وكان المطلب هو وضع شروط للناخبين بحيث يُسمح لأكبر عدد ممكن من أفراد الشعب للانتخابات.

كان يوم الإثنين 21 يونيو 1971 آخر موعد لإغلاق باب الترشح للمنصب البابوى، وذلك بعد أن امتد الموعد الذى حددته لجنة الترشيحات أسبوعاً آخر. وقد تقدم للجنة الترشيحات فى المدة الأولى ستة مرشحين هم: الأنبا باسيليوس «مطران القدس»، الأنبا شنودة «أسقف التعليم»، الأنبا صموئيل «أسقف الخدمات»، الأنبا بولس «حلوان»، القمص متى المسكين «دير القديس مكاريوس»، القمص شنودة السريانى «دير السريان». وفى المدة الثانية تقدم للجنة الترشيحات ثلاثة مرشحين هم: الأنبا دوماديوس «الجيزة»، الأنبا غريغوريوس «البحث العلمى»، القمص تيموثاوس المقارى «المندوب البابوى بالكويت». وقد اجتمعت لجنة الترشيحات وقررت قبول الطعون من الناخبين فى مدى شهر من تاريخ إغلاق باب الترشيح. نستكمل فى الحلقة المقبلة.