رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالرصاص والقداس واليمين الدستورية.. أبرز مراسم تنصيب الرؤساء حول العالم

جريدة الدستور

لكل دولة مراسم وطقوس خاصة، تمارسها في حفلات تنصيب الرؤساء والملوك، تنبع من ثقافتها وتقاليدها المختلفة، وتظل كما هي مع ‏مرور الزمن وتعاقب الحكام، وأيضًا من نظام الحكم بها سواء كان جمهوريا أو ملكيا أو إمبراطوريا.

‏"أمريكا"‏
شهدت الولايات المتحدة الأمريكية، أمس الجمعة، يوما حافلا مع أحداث تنصيب دونالد ترامب، الذي أدى اليمين الدستوري وأصبح الرئيس الـ45 لأمريكا خلفًا للسابق "باراك ‏أوباما".‏

وعجت العاصمة الأمريكية واشنطن بالاجراءات الأمنية المشددة أمام البيت الأبيض، الذي وصل إليه ‏‏"ترامب" بعد مشاركته في قداس بكنيسة القديس "يوحنا"، وقام باحتساء الشاي مع "أوباما" وعائلته، ثم أدى ‏القسم أمام مئات الآلاف وألقى كلمة له.‏

‏"ترامب" خلال خطابه، قدم شكر للرئيس السابق وزوجته "ميشال" على كرمهما وعلى الانتقال السلس ‏للسلطة، متعهدًا باجتثاث‎ ‎الإرهاب‎ ‎من على وجه الأرض، وعقب الكلمة غادر الرئيس الأمريكي السابق ‏ساحة "الكابيتول" الخاصة بالبيت الأبيض، على متن مروحية عسكرية بعد أن سلم السلطة رسميًا.‏

وبشكل عام يمثل تنصيب الرئيس في أمريكا تقليدًا فريدًا من نوعه يشارك فيه الحزبان الجمهوري ‏والديموقراطي، وتطرح خلاله الكثير من المناظرات السياسية الحامية بين الحزبين لتكريم الانتقال ‏السلمي للسلطة‎.‎

ومن مراسم التنصيب أيضًا أن يشارك فيه ممثلوا السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، ويُشرف ‏رئيس المحكمة العليا الأمريكية على أداء اليمين الدستورية للرئيس في مبنى الكونجرس "وزارة الدفاع"، وكان هو ‏التقليد المتبع خلال فترة السبعينات، وظل كما هو رغم أنه طرأت عليه عدة تغييرات.

ولا يحدد الدستور الأمريكي كيفية تنصيب الرئيس، إلا في الجزء الخاص بأداء اليمين الدستورية.

‎"بريطانيا"‏
لازالت المملكة المتحدة تتبع الحكم الملكي، والذي يفرض عليها مراسم تنصيب مهيبة، يُتوج فيها‎ ‎الملوك‎، ويُمنحون‎ ‎المجوهرات ‎الدالة على سلطتهم ‏وحقوقهم. ‏

وعادة ما يتم تتويج الملك الجديد بعد وفاة السابق بعدة شهور، لاعتبار التتويج مناسبة مبهجة ليس من اللائق ‏الاحتفال بها خلال‎ ‎فترة الحداد، فقد اعتلت الملكة "إليزابيث الثانية"‏‎ ‎العرش في آواخر عام 1952، إلا أنها ‏توجت بداية 1953.‏

ويُشرف على المراسم رئيس أساقفة مدينة "كانتربري"، الذي يعد منصبه الأرفع بالنسبة لرجال الدين ‏في‎ ‎كنيسة إنجلترا، ويقوم الأسقف بتوزيع الأدوار المختلفة على رجال الدين والنبلاء الآخرون، ويحضر ‏الحفل العديد من المدعوين والمسئولين الحكوميين من بينهم ممثلين عن الدول الأجنبية، ولا بد على من ‏يحضر حفل التتويج أن يرتدي أزياء احتفالية.

وعقب ذلك، يقوم رئيس الأساقفة بتقديم الملك، وسط هتافات من الشعب، ثم يتلوا الملك قسم ولاء المحافظة ‏على القانون وتطبيقه، ثم يتم التتويج ومنحه‎ ‎المجوهرات الملكية، ولم تتغير تلك الطقوس الرئيسية في ‏حفلات التتويج بشكل كبير منذ ألف عام.‏

‏"روسيا"‏
تسير روسيا على النمط التقليدي في تنصيب الرؤساء، فيقوم الرئيس المنتخب بأداء اليمين الدستورية في ‏حفل خاص بمقر الكرملين الرئاسي، أمام حشد كبير من المسؤولين الحكوميين والضيوف الأجانب ورجال الدين ‏والأعمال وممثلين عن وسائل إعلامية. ‏

ويقوم الرئيس المنتهية ولايته بإعطاء الرئيس الجديد الرموز الرئاسية، وهي عبارة عن علم الرئيس والقلادة ‏الرئاسية ومن هنا يعلن رئيس المحكمة الدستورية، بدء تنفيذ صلاحيات رئيس الدولة.‏

وفي ختام الحفل، تعزف الفرقة الموسيقية الرئاسية النشيد الوطني لروسيا الاتحادية، ويُرفع فوق قبة ‏الكرملين علم رئيس روسيا الاتحادية، وتقوم المدفعية بإطلاق الرصاص ترحيبًا بالرئيس الجديد، وأخيرًا ‏يلقي الرئيس المنتخب خطابًا له.‏

وتعتبر موسكو من الدول المختلفة في مدة الرئاسة، حيث يتم انتخاب رئيس كل 6 سنوات، ويقام الحفل ‏بعد 30 يومًا من إعلان نتيجة الانتخابات، ويتخللها حلف اليمين، وهو القسم الدستوري في قصر ‏الكرملين.

‏"إيران"‏
تمتلك الجمهورية الإسلامية طقوسا مختلفة عن باقي دول العالم في تنصيب رئيس الجمهورية، إذ تنص المادة 121 ‏من الدستور الإيراني علي وجوب تأدية رئيس الجمهورية اليمين الدستورية أمام مجلس الشورى بحضور ‏رئيس السلطة القضائية وأعضاء مجلس صيانة الدستور‎.‎

ومنذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979، تعاقب على الجمهورية ستة رؤساء التزموا بنفس الطقس ‏الرئاسي، الذي يحتم أن يضع مجلس صيانة الدستور، بعد مراجعته للنتائج الانتخابية، خطاب اعتماد ‏رئيس الجمهورية، ويقوم قائد الثورة الإسلامية بتلاوته، ثم يؤدي رئيس الجمهورية اليمين التالية في مجلس ‏الشورى، بعد تلاوة آيات قرآنية.‏

‏"البرازيل" ‏
وللاحتفال بتنصيب الرئيس في البرازيل أهمية خاصة، كالكثير من دول أمريكا الجنوبية، ويبدأ عند ‏كاتدرائية برازيليا، إذ يقوم الرئيس ونائبه بالترجل في مسيرة حول الكاتدرائية وسط قوات حرس الشرف ‏ويقومون بالتلويح لمن جاءوا لتحية الرئيس.‏

ثم يقوم كل من الرئيس وزوجته ونائبه وزوجته باستقلال سيارتين من طراز خاص، ويصلوا بها إلى ‏الكونجرس البرازيلي، لحضور المؤتمر الوطني، وعند وصولهم يكون رئيس مجلس الشيوخ ورئيس ‏مجلس النواب بانتظارهما ثم يقوما بتحية الرئيس الجديد ونائبه.‏

وعقب ذلك، يؤدي الرئيس ونائبه الجديدين اليمين الدستوري بحضور أعضاء الكونجرس وعدد من ‏الشخصيات الدولية، ثم يبدأ عزف النشيد الوطني لجمهورية البرازيل، وإطلاق المدفعية لأكثر من 20 ‏طلقة في الهواء.‏

بعد ذلك يتوجه الرئيس ونائبه وزوجتيهما إلي قصر "بلانتو" مقر رئاسة الجمهورية وفور الوصول لمدخل ‏القصر تقوم الفرقة العسكرية التابعة للحرس الجمهوري بعزف مقطوعة موسيقية خاصة لتهنئة الرئيس ‏ويكون الرئيس السابق ونائبه في استقباله بالقصر.‏

وهناك ما يُعرف باسم طقوس تسليم الوشاح، الذي يدل على سلمية انتقال السلطة واحترام إرادة الشعب، ‏فيتم وضع الوشاح علي كتف الرئيس الجديد وعزف النشيد الوطني للمرة الثالثة ثم يقوم الرئيس الجديد ‏بإلقاء خطاب التنصيب.

‏"مصر"‏
تعاقب على حكم مصر ملكين وسبعة رؤساء، واختلفت مراسم تنصيب كل منهم بشكل طفيف، إلا أنها ‏اتفقت على أداء اليمين الدستورية أمام البرلمان المنتخب والذي لم يختلف منذ عهد الملك فاروق، عدا ‏اللواء محمد نجيب الذي أدى اليمين أمام أعضاء مجلس قيادة الثورة ووزراء الحكومة.‏