رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ويسألونك عن ترامب


فيه إثم كبير ومنافع للناس

إثمه القدس التى ستنتقل إليها سفارة أكبر دولة فى العالم أو «هكذا قيل»

ولكن.. من الذى ساوم على القدس وتاجر باسمها وأضاع الحقوق.

أنباء عن ترحيل ٣ ملايين مهاجر.. نعم هذا إثم كبير، ولكن ماذا فعل هؤلاء فى بلادهم وبلاد الغير.. ثلاثة ملايين من الممكن أن يكونوا جيشاً وتكون له عقيدة ذبح،

ولنا فى «داعش» أسوة بغيضة يا أولى الألباب.

تهرب من الضرائب وبنى لنفسه قصوراً وهيلماناً نعم هو آثم.

ولكن من صنع له منظومة الفساد وتركه يعبر ويمر.

هو زير نساء.. هذا صحيح ولكن لماذا ارتضت بعضهن القبوع فى غياهب الزير وهن على دراية وعلى يقين من أن هنالك ذكوراً غاوين يهوون الغرق فى قيعان الجب.

لا أبرر الآثام.

فهى أشياء لا تبرر.

لا تبرير لآثام أو جرائم لا يبررها أو يقرها قانون ولكن.. أمن العدل أن ننصف فاسداً كاذباً متجملاً على حساب من صدق فى إظهار قبح وتبجح؟

أيخضع ترامب يا سادة يا كرام وينبطح لرجال لحومهم مسمومة فيسحق لأجلهم القانون ويخضعه لمكيالهم؟

هل سيروج ترامب لأساطير وخزعبلات وهلاوس وضلالات؟

هل سيخيفنا ترامب بالثعبان الأقرع ويرهبنا بعذاب القبر؟

هل سيكون ترامب عرضةً للابتزاز والمساومات على حساب أمته وصالح أهلها؟

هل قانون ترامب يسمح بسجن الباحثين والمجددين والمبدعين؟

هل فى زمن ترامب يقتل رجال مثل فرج فودة ونابض حتر والشيخ حسن شحاتة ويذبح لمعى على رؤوس الأشهاد وعلى قارعة الطريق وفى عقر دار متجره المرخص ويسجن بحيرى وتهرب فاطمة ناعوت- ثم تعود بفضله- ويسجن ناجى ولا يقبل طلبه إلا عندما طلع ترامب علينا؟!

هل سيصاب ترامب بهبوط فى الدورة الدموية وخفقان سريع فى القلب عندما يقرأ نصاً لأحمد ناجى؟

هل سيضع ترامب كتب الحوينى وحسان وبرهامى وخرافات ليلة الزفاف على أرصفة تكساس وسياتل وهارلم؟

هل سيسمح ترامب ببيع أشرطة عمر عبدالكافى والمنادين بحجاب الفنانات وإرهابهن وجعلهن عبرة ونموذجاً لاعتزال الحياة؟

هل سيسمح ترامب لبرهامى والشحات وبكار أن يدلوا بدلوهم على منابر أو شاشات ويفرج عن «على ونيس» ومن على شاكلته ويحبس من كانت معه؟

هل سيسمح ترامب بحفلات تقام فى المدارس للفتيات اللاتى ارتدين الحجاب..؟

هل سيضع ترامب التيجان على رءوسهن لمجرد وضعهن طرحاً عليها وإخفائها؟

هل سيرضى ترامب بقص شعر التلميذات غير المحجبات فى المدارس؟ وقطع أذن قبطى؟

هل قامت حملته الانتخابية بعمل حملات للختان جابت الولايات الأمريكية المتحدة؟

هل قالت حملته إن مريم العذراء «ست النور» تؤيد ترامب وهو الإنجيلى البروتستانتى اليمينى المتشدد؟

هل سيضع ترامب فى دستور بلاده ديناً للدولة؟

هل سيضع فى دستوره قوانين سيئة للسمعة؟

هل يقبل أو يقر ترامب قانون الحسبة؟

هل سيجبر ترامب رجلاً على تطليق زوجته قائلاً له أطِع الله والرسول وأولى الأمر منكم؟

هل سيحاكم ترامب شعبه ومبدعى بلاده وفقاً لقانون يسمى «ازدراء الأديان»؟

هل جعل ترامب من نفسه نائباً للإله؟

هل قال ترامب أنا أحمى الله؟

أنا ساعده الفتى؟

هل سيقول ترامب للنساء - مهما احتقرهن - قرن فى بيوتكن؟

هل سيعتبر ترامب من تضع العطر زانية؟

هل وعد ترامب النساء بالنار؟ لأنهن كاسيات عاريات؟

هل زير النساء ترامب يجرؤ على مفاخدة صغيرة؟

هل سيبيح قانونه زواج الفتاة فى سن التاسعة؟

هل يجرؤ ترامب -على كل فجاجته - أن يضاجع جثة لمتعة الوداع أو ينادى بإرضاع الكبير؟

إن ترامب تشابه علينا يا حضرات....

سيقت له الآثام وفيه حتماً منافع للناس.

كل ما سبق يشفع له عند كثيرين.. لسان حالهم يقول:

طلع ترامب علينا!!

ومن دخل حلفه فهو آمن.

اطرقوا بابه.. يُفتح لكم!!

ولا لوم على مكلوم خائف إن قال لبيك ترامب!!

هكذا يفكر من عانى وآسى ودُقت رقابه باسم رب البيت...

هؤلاء دفعوا أثمانا.

باهظة وهم صاغرون..

هؤلاء قيل عنهم إنهم كفار وذميون.

هؤلاء شعروا أنهم رعايا أو عبيد.

فآتاهم غول تسبقه هالة من هيبة.

واجهت كل أنواع الرهاب وتصدت لمن أرهب وقض المضاجع فى غيبة من العدل.

سيذكر التاريخ لترامب.. ما له وما عليه.

وللتاريخ وقائع لا تكذب ولا تمالئ.

اتركوه يكتب لنفسه تاريخاً.

فما أدرانا ما سيفعل.

المستقبل يعرف تماماً كيف يعتنى بنفسه.

سيعرف طريقه إلينا إن عاجلاً أو آجلاً.

وما سيصل إلينا سيكون أصدق أنباءً من كل ما كُتب ومن كل من كتب.

ليُصحح لنا الخطأ.

أو ليثبت لنا الصواب.

اتركوه يفعل.

وعندما يفعل.

سنرى.