رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"بن قردان" تشعل شرارة غضب التونسيين بعد مرور 6 أعوام على الثورة

بن قردان
بن قردان



مع مرور 6 أعوام على الثورة التونسية خرجت مظاهرات غاضبة في بعض المناطق التونسية وخاصة في مدينة بنقردان، فقد شهدت المدينة السبت، احتجاجات حادة، طالبت بالتنمية والتوظيف، وتتخللت التظاهرات اعمال شغب والاعتداء على الوحدات الامنية والتي ردت باطلاق الغاز المسيل للدموع، في تصعيد جديد وتعبير عن حالة الغضب التي يعيشها التونسيون والذين يطالب الكثير منهم الآن بالتنمية والأمن.
وعبر المحتجون عن غضبهم، مع ذكرى الثورة التي لم تحقق اهدافها بل كانت 6 سنوات من الوعود الكاذبة، وتعيش هذه المدينة الحدودية مع ليبيا توترا منذ أربعة ايام واعتصام منذ حوالي شهرين بسبب اغلاق معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا والذي يمثل شريان الحياة في هذه المنطقة الحدودية.
توسع دائرة الاحتجاج
لم تقتصر حالة الغضب على بنقردان فقط وأنما تصاعدت الاحتجاجات مع ارتفاع حدةالتوتر في مناطق أخرى في تونس، ومنها في بلدة المكناسي التابعة لمحافظة سيدي بوزيد حيث تظاهر أكثر من أربعة آلاف، الخميس الماضي للمطالبة بتوفير فرص عمل وأعلنوا إضرابا عاما في البلدة، أسوة ببن قردان حيث أعلن الاتحاد العام التونسي للشغل عن إضراب عام مفتوح احتجاجا على تجاهل الحكومة لمطالب أهالي المنطقة.
"الوضع متوتر للغاية، هناك كر وفر بين الأمن والمحتجين الذين يريدون مشاريع تنموية في المدينة التي همشت، بينما قوات الأمن تلاحق الشبان وسط المدينة وتلقي قنابل الغاز فيما يرد المحتجون بالحجارة"، بهذه الكلمات عبر فتحي شندول وهو من سكان بن قردان لرويترز عن حدة الأوضاع والتي تتجه نحو التصعيد في ظل استمرار الأزمة.
وفي محاولة لاحتواء الاحتجاجات في بن قردان لمنع توسع رقعتها إلى مناطق أخرى أكد رئيس الوزراء يوسف الشاهد أنه يتفهم مطالب أهالي بن قردان لكن طالب بأن تبقى الاحتجاجات سلمية، وأرسل وفد يضم عددا من وزرائه، الجمعة إلى بن قردان لمناقشة مطالب المحتجين لكنهم لم يتوصلوا لشىء.
وأكد الشاهد، أن الاحتجاجات التي تحدث جنوب شرقي البلاد مشروعة، طالما أنها تطالب بالتنمية والتشغيل، وأوضح أن مشكلة المعبر الحدودي برأس الجدير الرابط، بين تونس وليبيا، تكمن في تمسك الجانب الليبي بغلق المعبر من جانبه.
وبالرغم من أنّ مطالب المحتجين تتمثل في التنمية وتوفير التشغيل، فإنّ المطلب الأهمّ، والعاجل بحسب المحتجين يتمثل في إيجاد الحلول الضرورية مع الجانب الليبي من أجل ضمان ديمومة فتح معبر رأس جدير وتسهيل انسياب جلب السلع دون تعطيلات، من أي طرف كان، سواء الجانب التونسي أو من الجانب الليبي.
الإرهاب يؤرق تونس:
تعاني تونس من الإرهاب بشدة خاصة بعد الثورة حيث تعتبر أكثر دول العالم تصديرا للمقاتلين الأجانب وقدرت ب3000ـ 5000 مقاتل في صفوف الجماعات الارهابية في سوريا والعراق، وأثارت مساعي الحكومة مؤخرا لعرض مبادرة على الجهاديين للعودة إلى تونس غضب التونسيين مؤكدين رفضهم التصالح مع الارهابين.
وأكد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي أن الأزمة الليبية أثرت على الأوضاع بتونس، مشددا على أن الأمن التونسي هو من يحمي الحدود التونسية الليبية وحده دون مشاركة الجانب الليبية، وأكد أن معظم التونسيين المشاركين في القتال داخل مناطق متوترة تلقوا تدريبات داخل ليبيا.
وأمر السبسي بتشديد الرقابة على دخول الليبيين إلى تونس عن طريق معبر رأس جدير، الأمر الذي أدى لتكدس المئات منهم على الحدود ورفض السلطات دخول بعضهم ، ما دفع الجانب الليبي للتعنت هو الآخر وفرض رسم دخول لليبيا 30 دينار عن كل تونسي، ووقف دخول بعض المواد الغذائية رداً على الإجراءات ضد الليبيين.
التنمة المطلب الأول:
توضح هذه الاحتجاجات أنها محدودة ولكن مطالبها في التنمية والتوظيف لمواجهة تردي الاوضاع الاقتصادية، لكن هذه المطالب ليست فقط لسكان بن قردان فهي طالب التونسين جميعا والذين يبدون استياء من أداء الحكومة.
وقد اعترف رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد بفشل الحكومات المتعاقبة في تحقيق التنمية الاقتصادية، وترجع هذه الاوضاع السيئة بسبب تراجع مداخيل السياحة لغياب الاستقرار واستهداف الارهاب الدائم لتونس الى جانب تعطل قطاعات انتاج حيوية مثل مصانع الفوسفات.
ويمكن القول انه منذ الثورة وحتى اليوم لم تتحسن الاوضاع كثيرا بل ساءت حيث اصبحت تونس مفرخة للارهاب الى جانب استهداف الارهاب لها في الداخل، وقد زادت الاضطرابات وحجم الاستياء الشعبي بسبب تراجع عمليات التنمية.
والى جانب ذلك اسهمت الثورة في رضوخ تونس كثيرا للجانب الغربي والذي يسعى لاجبارها على استقبال ارهابيها في الخارج في ظل رفض شعبي لهذا التوجه، كما اعترف الرئيس السبسي بوجود عمليات للطائرات الامريكية في بلاده لاستهداف ارهابيين وهذا يؤكد أن البلاد لم تعد قادرة على رفض التدخل في شأنها أو أراضيها لانها اصبحت ضعيفة.