رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحلم الذى تبدد فى كنيستنا


منذ أن خلا الكرسى البابوى بانتقال مثلث الرحمات البابا كيرلس السادس البطريرك 116، اهتمت البطريركية باختيار خلف له، وكان هناك رأيان فى هذا الموضوع وهما: «أولاً» إجراء انتخابات داخلية يحضرها مجمع الأساقفة ولجنة الأوقاف القبطية، يُختار البابا من بين الأسماء التى يرشحها المجتمعون، على أن يتفق الجميع على مرشح واحد يكون هو البابا الـ117. «ثانياً» إذا لم يتفق الأعضاء على شخص واحد، تُطبق لائحة انتخاب البطريرك والموضوعة سنة 1957، والتى تم بها اختيار البابا كيرلس السادس.

ولكن الذى حدث هو أنه لم يصل المجتمعون إلى مرشح واحد، بل كانت هناك عدة أسماء أخذت غالبية الأصوات، كما أن الأنبا شنودة «أسقف التعليم» حصل على أكبر الأصوات، إلا أن الجميع لم يتفقوا على ذلك، بل فضلوا تطبيق اللائحة.

فكان لابد من تطبيق هذه اللائحة، والسير فى هذه الإجراءات حتى النهاية، بصرف النظر عن طول مدة هذه الإجراءات. ولكن ظهرت اعتراضات من أعضاء المجمع ومن أراخنة الشعب فى نصوص لائحة انتخاب البطريرك الصادرة فى سنة 1957م. ويمكن تلخيص هذه الاعتراضات فى الآتى:

«أولاً» هل يُنتخب البابا من الرهبان فقط، أو من المطارنة والأساقفة والرهبان والعلمانيين البتوليين؟ وهذا الاعتراض كان الاعتراض الأول، والذى اهتمت به جميع الهيئات الدينية، وأصدرت منشورات عدة تؤيد وجهة نظرها. وهى:

«أ» مجلس ملى الإسكندرية: انعقد مجلس ملى الإسكندرية برئاسة المستشار فريد الفرعونى وكيل المجلس وبقية أعضاء المجلس وقرروا أن يُنتخب البطريرك من بين الرهبان فقط، وأصدروا منشوراً فى 20 أبريل 1971 بذلك.

«ب» جماعة الإصلاح القبطى بالإسكندرية: قررت أن يُنتخب البطريرك من بين الرهبان فقط الذين لا تزيد رتبتهم على درجة قمص وأصدرت نشرة أيضاً فى 31 مارس 1971.

«جـ» دار النسخ والتحرير القبطية بحدائق شبرا بالقاهرة: أصدرت نشرة أيضاً وأشارت فيها إلى أنه لا يجوز ترشح المطارنة والأساقفة لكرسى الإسكندرية، وقد صدرت أيضاً فى نفس الميعاد تقريباً.

«د» نشرات أخرى صدرت بنفس المعنى، ولكن من جهات غير معلومة بتوقيع أبناء أسقفية البابا.

«هـ» نشرة صدرت بتوقيع أبناء إيبارشية البابا «يُعتقد أن تلك النشرة كانت بتوجيهات من الأنبا شنوده أسقف التعليم»: تثبت أنه يجوز ترشيح الأساقفة العموميين الذين ليس لهم إيبارشيات جغرافية، بل هم أساقفة عموميون، يعاونون البابا فى بعض الأعمال التى ينص عليها التقليد الذى يُتلى فى رسامتهم وقد رسم البابا الراحل ثلاثة أساقفة عموميين بهذا النظام «للمعاهد الدينية والخدمات والبحث العلمى». وهؤلاء الأساقفة رُسموا بعد صدور لائحة 1957.

«و» الأنبا غريغوريوس: أصدر بحثاً يقع فى 72 صفحة من الحجم المتوسط بعنوان «إيضاح وبيان للمبادئ العامة الأساسية فى موضوع انتخاب البطريرك، أو كتاب مفتوح للمجلس الملى بالإسكندرية». نستكمل فى الحلقة المقبلة.