رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحلم الذى تبدد فى كنيستنا (24)


بدأ الأنبا أنطونيوس مطران سوهاج وساقلته عمله كقائمقام البطريرك فى عقد عدة إجتماعات للمجمع المقدس، للتفكير فى طريقة إنتخاب البطريرك الجديد. وكان هناك رأيان فى هذا الموضوع:

الأول: يختص باختيار مرشح واحد، يتفق عليه جميع أعضاء المجمع.

الثانى: وهو إجراء إنتخابات عادية حسب لائحة إنتخاب البطريرك الموضوعة سنة 1957، والتى بها تم إنتخاب البابا كيرلس السادس.

وقد فكر أعضاء المجمع فى اتباع الطريق الأول، إختصاراً للوقت والجهد اللازم لطريق الإنتخابات .. وفعلاً عُمل اقتراع سرى بين أعضاء المجمع لترشيح عدد من الأساقفة أو الرهبان، وتم تصفية عدد المرشحين تمهيداً لإجراء إنتخابات داخلية سرية بين أعضاء المجمع. وجاءت نتيجة الإنتخابات الأولية التى تمت داخلياً بين أعضاء المجمع إلى حصول الأنبا شنوده أسقف التعليم على أكبر الأصوات، ولكن بعض أعضاء المجمع أعترضوا على هذه الطريقة لأن بعض المرشحين حصل على بعض الأصوات وقرروا أن يتبعوا طريق الإنتخابات العادية حسب لائحة سنة 1957، حتى يعطى للشعب فرصة لإبداء رأيه فى البطريرك الجديد. وفعلاً بدأ القائمقام البطريركى فى إعداد الترتيبات اللازمة للسير فى إجراءات انتخابات البطريرك الجديد.

دعى القائمقام البطريركى أعضاء مجمع الأساقفة وهيئة الأوقاف القبطية وأعضاء لجنة إدارة أوقاف البطريركية إلى حضور إجتماع موسع للتشاور فى موضوع إنتخاب البطريرك الجديد وذلك حسب نصوص لائحة إنتخاب البطريرك التى صدرت سنة 1957م، والتى كانت تنص على دعوة أعضاء المجلس الملى العام بالقاهرة للإشتراك فى إنتخاب البطريرك (مادة 3) ونظراً لأن بعض الأعضاء اعترض على هذه المسألة، لأن المجلس الملى العام قد زالت صفته الكنسية، وحل مكانه هيئة الأوقاف القبطية لذلك حدث التعديل. وفعلاً صدر قرار جمهورى باحلال هيئة الأوقاف القبطية ولجنة إدارة أوقاف البطريركية محل المجلس الملى العام. تلك المشكلة القانونية العامة حدثت بعد ذلك فى إنتخابات 2012 بعد نياحة البابا شنوده الثالث إذ أن المجلس الملى العام – وجميع المجالس الملية الفرعية – قد أنتهت مدتها القانونية فى عام 2010، وبذلك لم يعُد هناك وجود لمجلس ملى عام مُنتخب. لكن بالرغم من ذلك تمت إنتخابات 2012 فى وسط مخالفات قانونية.

بدأ الإجتماع الأول للمجمع المقدس فى 22 مارس 1971 برئاسة القائمقام البطريركى. وكان المجلس قد رشح 16 مرشحاً من بينهم مطارنة وأساقفة، مخالفين بذلك القوانين والتقاليد الكنسية فى أن المرشح من بين الرهبان فقط، لكن اللجنة استبعدت أربعة اسماء وهم: الأب كيرلس السريانى لعدم وجود راهب بهذا الاسم!! الأنبا أثناسيوس (لعدم بلوغ رهبنته 15 عاماً!!)، الأب أنطونيوس السريانى (لعدم بلوغ رهبنته 15 عاماً !! وهو حالياً الأنبا باخوميوس مطران البحيرة)، القمص مترى السريانى لأنه محب للوحدة. هل اللجنة أسقطت فى ذلك الوقت صفة الرهبنة من الأسقف الذى لم يمكث بالدير أقل من 15 عاماً؟ فإن كان كذلك فإن كثير من الأساقفة المرشحون لم يمكثوا بالدير أكثر من 15 عاماً!! نستكمل فى الحلقة القادمة.