رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المصريون يرفضون حماية الكونجرس للأقباط


نتعجب كثيرا من محاولة الكونجرس الأمريكي لتجديد وترميم الكنائس المصرية، فلا الدولة المصرية طلبت معونة للترميم، ولا البابا تواضروس  فكر في الأمر، ولا حتى أقباط المهجر طلبوا من الكونجرس أو من الإدارة الأمريكية ترميم الكنائس التي ضربها الإرهاب الإخواني المدعوم من الكونجرس نفسه، كما أن الدولة المصرية انتهت بالفعل من ترميم الكنيسة البطرسية، دون مساعدة مالية أو فنية من أحد خارج مصر، ولقد أكد القس أندريه زكى، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر رفض الكنائس المصرية أي تدخل أجنبي في الشأن الخاص المصري، وأن الإدارة المصرية وقفت إلى جانب المسيحيين في مصر منذ قيام ثورة 30 يونيو، وقامت بإعادة وترميم معظم الكنائس التي تعرضت للحرق والتدمير على يد جماعة من المتطرفين في أعقاب فض اعتصامي رابعة والنهضة عام 2013، حيث تم الاعتداء على 13 كنيسة إنجيلية إلى جانب عدد من المنشآت المملوكة لكنائس ومؤسسات إنجيلية، وتم الانتهاء من ترميم وإعادة بناء أكثر من 90% منها، والباقي في المراحل النهائية من التشطيبات، وأشاد بموقف الرئيس السيسي والحكومة المصرية في إصدار قانون بناء وترميم الكنائس الذي توافقت عليه الكنائس المصرية الثلاثة، أيضا موقف الدولة من الحادث الإرهابي الذي تعرضت له الكنيسة البطرسية، وقيام الإدارة الهندسية بالقوات المسلحة بإعادة ترميم الكنيسة خلال أيام قليلة، وإعادتها إلى ما كانت عليه قبل الحادث، كما ورفضت الكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية وبصورة قاطعة أي حديث عن مشروع قانون أمريكي خاص بترميم الكنائس المصرية المتضررة، معلنة أن الحكومة المصرية قامت بواجبها الكامل بإصلاح وترميم الكنائس بجهود مصرية وأموال مصرية.

وبالتالي لابد أن نحاول معرفة السبب الرئيس في محاولة الكونجرس، ونعتقد أن الإدارة الأمريكية التي سترحل بعد أيام دعمت الإخوان بكل ما تملك من قوة، وفشلت تحت إصرار الشعب المصري في ثورته على الفاشية الدينية، وانحياز الجيش المصري لإرادة الشعب في 30 يونيو، فقررت إدارة أوباما الانتقام من الشعب المصري عبر التدخل في شأنه الداخلي، فلو أن الكونجرس قرر بالفعل تخصيص أموال لترميم الكنائس، لكان مقدمة لمقولة حمناية المصري من المصري، أو التدخل في أي قضية بين مسلم ومسيحي، وهنا مربط الفرس لنفهم كيف يفكر الأمريكان، أيضا تحاول إدارة أوباما تلغيم الطريق أمام الرئيس المنتخب ترامب، بسبب علاقته الجيدة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمريكا لا تفكر سوى في حماية إسرائيل عبر تفريق الشعوب العربية، والتفريق بين طوائف كل شعب، ولكن الدولة المصرية بكل ميراثها ترفض مثل تلك التدخلات الإمبريالية، ونعود للماضي  عندما كانت الإمبراطورية الروسية أكبر دولة مسيحية أرثوذكسية، جاء السفير الروسي ليعرض على البابا بطرس الجاولي موضوع حماية قيصر روسيا للأقباط، فأبتسم البابا بطرس الجاولى في وجهه، وسأله: هل ملككم قيصر روسيا يموت أم يعيش إلى الأبد؟ فقال له الزائر: “هو يموت طبعاً مثل كل بني البشر”، فرد على السفير قائلا: نحن في حمى من لا يموت، فإذا كان قيصر روسيا يموت فنحن نفضل أن نكون في حمى من لا يموت وليس لملكه نهاية. فأنصرف السفير من أمام البابا وهو يتعجب من رده المنطقي، هو درس لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، حفظ الله الجيش، وحمى الكنائس والجوامع، وحفظ الله شعب مصر...: