رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تركيا على حافة الغرق.. حوادث الإرهاب تقسم ظهر "أردوغان"وحزبه.. المجهول ينتظر أحفاد العثمانلي .. "خبير " : مستقبل السلطان على المحك

جريدة الدستور

تواجه تركيا أحداث لم تعهدها من قبل غيرت معالهما من النقيض إلى النقيض، صارت شلالات الدماء وطلقات الرصاص وحوادث الإغتيال، مرادفا شبه دائم لسيرتها في أنحاء مختلفة من العالم.

الدولة التركية التي شهدت ما يشبه الثورة الاقتصادية والفكرية والاجتماعية، منذ صعود نظام حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان، تعيش الآن مرحلة النزع الآخير مع متوالية من الأزمات، لا تكاد تنتهي واحدة حتي تطل أخري برأسها.

بداية العواصف جاءت مع تزايد حدة النزاع السوري، ودخول تركيا علي خطي المواجهة بكامل قوتها، قبل أن يُبغاتها الدب الروسي بالنزول لحلبة الصراع، لتجد نفسها دون سابق موعد مع مواجهة غير مأمونة العواقب مع بلاد الكرملين .

ومع توالي الأيام ونجاح القيصر الروسي فلاديمير بوتين في فرض كلمته في سوريا، حاول السلطان "أردوغان" أن يثبت للجميع حضوره، وهو ما أظهرته بوضوح واقعة إسقاط إحدي الطائرات الروسية، في واقعة صنفها الكرملين بأنها طعنة في الظهر، متوعدا تركيا بالكثير من العقوبات.

وما أن بدأت روسيا في إتخاذ إجراءتها التأديبية بحق أحفاد السلطان العثمائلي ، حتي بادر " أردوغان" بتقديم فروض الطاعة للقيصر، بإبداء الندم والرضوخ لكافة الشروط التي فرضها الكرملين علي بلاده، بهدف عودة شمس العلاقات الغائبة بين البلدين للسطوع من جديد.

ويبقي العام المنصرم ، هو الأثقل ظلا والأشد إثارة في مسيرة " أردوغان" وحزبه الحاكم، بعدما تعرض لمحاولة إنقلاب قادتها بعض قطاعات الجيش التركي، كانت كفيلة بإنهاء طموحه السياسي إلى الأبد، لكن القدر كان له رأي آخر، بعدما نجت رقبة السلطان هو والذين معه من المقصلة.

لكن عام 2016 قبل أن يرحل، قرر أن يحفر بصمة جديدة في ذاكرة "أردوغان"، بواقعة تحمل من الإثارة ما يكفي، وذلك بعدما تعرض السفير الروسي في تركيا لواقعة اغتيال علي أيدي أحد الضباط الأتراك، في حادثة مازالت أصداؤها تتوالي.

وبين ثنايا تلك الأحداث الجسام، شهدت تركيا العديد من العمليات الإرهابية الأخري، التي أرقت منامها، لتأتي بداية العام الجديد، بما هو أسوأ، بعدما تعرض أحد الملاهي الليلية في أسطنبول لحادثة إرهابية أسفرت عن مصرع ما يقارب الـ 39 شخصا، في واقعة هزت العالم بأسره.

وأمام تدافع تلك الحوادث، باتت الحقيقة التي يؤكدها كثيرين أن تركيا علي موعد مع أنواء موجة درامية، من المحتمل ألا تُبقي وراءها أو تذر أي فرصة جديدة أمام " أردوغان" نحو سعيه لإقتناص تعديل دستوري، يتمكن به من الإمساك بتلابيب السلطة من الرأس إلى القدم.

وفي تصريحات خاصة لـ"الدستور" أكد نشأت الديهي المتخصص في الشأن التركي، أن ثمة تداعيات خطيرة من المنتظر أن يواجهها النظام التركي الحاكم، يمتد تأثيرها ليشمل الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية.

وأوضح أن القطاع السياحي سيكون هو أكثر المتضررين بعد تلك الطعنة الغادرة، بجانب تأثيره البالغ أيضا علي موقف تركيا داخل حلف الناتو.

وأردف أن أكثر المستفيدين من الوضع الحالي، هي تلك الفئات التي نجح أردوغان في كسب عدواتها، مثل حزب العمال الكردستاني بجانب المعارضة التركية، التي سحلها عقب محاولة الإنقلاب .

وأكد "الديهي" ان أكثر ما يشغل بال تركيا تجاه المجتمع الغربي هي القواعد العسكرية الأمريكية الموجودة علي أراضيها، والتي لن تقبل الولايات المتحدة المساس بها تحت أي ظرف.

وأضاف، تمرير التعديلات الدستورية التي يحلم بها أردوغان، أصبح أمر بعيد المنال، مؤكداً أن مصير السلطان يحيط به الغموض، في ظل جبهات الصراع المفتوحة علي مصراعيها، والتي لن ينجو من لهيبها.