رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المناطق الصناعية فى المحافظات قبل أن تسكنها الأشباح


فى ظل الارتفاع المتوالى لسعر الدولار أمام الجنيه كان لابد من البحث عن طرق غير تقليدية لإيقاف هذا النزيف المستمر لقيمة الجنيه، ولعل من أهم الموضوعات التى يمكن لنا أن نسلط عليها الضوء من أجل البدء الفورى فى صياغة روشتة العلاج لها والتصميم والمتابعة الجيدة لتنفيذها، هى المناطق الصناعية المنتشرة فى ربوع الجمهورية، فأغلب المحافظات توجد بها مناطق صناعية سواء كانت هذه المناطق تابعة للمحافظات أو تابعة لوزارة الصناعة ممثلة فى هيئة التنمية الصناعية التابعة لوزارة الصناعة.

لعل أولى الملاحظات التى يمكن لى أن أعرضها لسبب عدم قيام هذه المدن بالدور المنوط بها _أو السؤال بطريقة أوضح وأسهل_ لماذا هناك مدن صناعية تابعة للمحافظات أى تخضع لسلطة المحافظ ومدن أخرى تابعة للتنمية الصناعية؟ ولا تقل لى الإجابة سهلة وبسيطة، من أجل المنافسة نعم المنافسة_ فأنت كمستثمر مش حابب تأخذ فى هذه المدينة خذ فى غيرها، فى جميع الأحوال لن تأخذ شيئاً، لأن الجهاز الإدارى فى البلاد غير مقتنع تماماً بالمنافسة، إنما مقتنع بالبيروقراطية وإسقاط الناجح حتى لا يظهر فشله فى إدارة هذه المدن. ثانياً: كثرة إنشاء المدن الصناعية، فمحافظة بنى سويف على سبيل المثال يوجد بها ثمانية مدن صناعية لا أعرف لماذا هذا العدد من المدن وجميعها تعانى من الأشباح لأنها غير مكتملة الأركان بداية من رؤية إنشاء المدينة حتى المرافق باختصار شديد، فمن يحاسب على هذه الأموال المهدرة فى البدء فى إنشاء مدن صناعية لم تكتمل بعد، وكما يعلم المسئولون ونعلم نحن أن الاعتمادات لاستكمال أى من هذه المدن غير متوافرة، فلماذا تم البدء فى إنشاء مدن أخرى؟

ثالثا: أعتقد أن هذا البند هو لب الموضوع، لأنه عنصر النجاح لتحقيق أى هدف، هم القائمين ذاتهم على شئون هذه المدن، الطامة الكبرى فى هذا العنصر هو افتراض سوء النية فى رؤساء المدن الصناعية من قبل الدول ذاتها فأصبحوا منزوعين من أى اختصاصات أو صلاحيات تمكنهم من القيام بدورهم، فإذا تحدثت مع احدهم لتخصيص قطعة أرض لإقامة مشروع، تجد الإجابةواحدة أنه لا يملك ذلك، وإذا كان رئيس المدينة الصناعية قلبه على البلد وعجبه المشروع ممكن يدلك على طريق طويل يبدأ من وزارة الاستثمار بقطاعاتها الغائبة دائماً عن الاستثمار_فوزارة الاستثمار لا تعلم شيئا عن الاستثمار إلا تأسيس الشركات _ ثم هيئة التنمية الصناعية بأجهزتها.

فى ظل هذا النفق المظلم الذى تعانى منه المدن الصناعية، وبالتالى يعانى منه المستثمر الصغير والكبير فالكل يئن ويعانى، فهذه الصرخة موجهة إلى المجلس الأعلى للاستثمار والذى يرأسه السيد رئيس الجمهورية ورسالتى لهم لو سمحتم لا تنشئوا مدناً صناعية جديدة استكملوا القديم ثم وحدوا المدن الصناعية لجهة واحدة، وأخيراً اختيار القائمين على إدارة هذه المدن اختارواشخصيات جاذبة للاستثمار وليست طاردة له «من نوعية فوت علينا بكرة أو هو أنا إللى البلد هتتقدم بسببى» حتى تكون هذة المدن وبحق جاذبة لرؤوس الأموال جميعاً الكبيرة والصغيرة والمتوسطة، المحلية منها قبل الخارجية ....حمى الله مصر وحفظ شعبها وجيشها.