رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"مذابح الدماء الزرقاء"..الإمبراطورية الباردة تسقط في فخ الاغتيالات.. قوائم داعش تتحدى طموحات قيصر روسيا.. سفراء موسكو يتصدرون خط المواجهة.. وبوتن يتوعد بالتصعيد

جريدة الدستور

يبدو أن موعدًا جديدًا من حملات الإغتيال الممنهجة بات ينتظر قوائم الدبلوماسيين وكبار الشخصيات البارزة من ذوي الدماء الزرقاء، في معركة ضارية لا تعرف الهواده تشنها أذرع الجماعات المتطرفة التي دخلت مؤخرًا في عداء صريح وصدام مباشر مع روسيا علي نحو جعل من ممثليها خارجيًا وداخليًا في بؤره أهداف العمليات الإرهابية المحتمله.

ففي أسبوع دامٍ وقعت سلسلة من الحوادث الممنهجة استهدفت دبلوماسيين روس في عدد من العواصم الأوروبية، في تصعيد جديد جاء متماشيًا مع نجاحات أحرزتها موسكو ميدانيًا علي صعيد الملف السوري، الذي أضحي يسير بخطي ثابته نحو دحر الجماعات المتطرفة هناك، مع تثبيت أقدام الرئيس السوري بشار الأسد أكثر فأكثر، مناوئًا للمساعي الخليجية والغربية بقيادة الولايات المتحدة التي تدعم المعارضة السورية المسلحة.

لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعتبر مثل تلك الحوادث تستهدف إفساد عملية السلام السورية، التي تدعمها بنشاط روسيا وتركيا وإيران وآخرون، والتي لا يمكن أن يكون هناك سوى رد واحد، تصعيد الحرب على الإرهاب قطاع الطرق سيشعرون بذلك".

"إغتيال مندوب روسيا"
بيد أن الوتيرة المتسارعه لتلك العمليات التي لازال يكتنفها الغموض بات يطرح حوله العديد من التساؤلات، لعل آخرها، واقعة إغتيال مندوب روسيا لدى حلف شمال الأطلسي "الناتو" يفس شانديلون في أحد شوارع العاصمة البلجيكية بروكسل بطلق ناري في الرأس مساء أمس الأحد.

ويعد شانديلون ثالث دبلوماسي روسي يقتل هذا الأسبوع، بعد مقتل وكيل وزارة الخارجية الروسية بيتر بولشيكوف وعمره 56 سنة، الذي عثر عليه مقتولا في شقته في العاصمة الروسية موسكو، إذ تم العثور على رصاص وبندقية وفوارغ طلقات نارية قرب جثته.

وذكرت وسائل إعلام روسية محلية أن بولشيكوف هو أحد كبار المستشارين في قسم أمريكا اللاتينية في وزارة الخارجية الروسية، عثرت الشرطة على مسدس تحت مغسلة حمام شقته الواقعة في حي Balaklavsky Prospekt بالعاصمة الروسية.

كما عثروا أيضاً على قذيفتي رصاص فارغتين قرب جثة "الدبلوماسي الرفيع" بحسب ما وصفته ، بمواقع وسائل إعلام روسية عدة، بينها موقع محطةRen TV التلفزيونية، من دون أن تكشف عن منصبه، قائلة إن زوجته كانت في الشقة عند مقتله ولم تتعرض لأذى، وأن بولشيكوف كان سفيراً سابقاً لدى بوليفيا، ثم دبلوماسياً مهماً بدائرة أميركا اللاتينية في الخارجية الروسية قبل أن ينتقل منها إلى دائرة أخرى بالوزارة، لكنها غير معروفة.

"إستهداف كارلوف"
أما الواقعة الأبرز كانت من نصيب السفير الروسي لدي تركيا أندريه كارلوف، بالعاصمة أنقرة الذي لقي مصرعه الاثنين الماضي، إثر قيام شرطي تركي بإطلاق النار عليه، بينما كان يلقي كلمة في معرض فني بعنوان "روسيا في عيون الأتراك"، تمّ تنظيمه بالتعاون بين السفارة الروسية وبلدية جنقايا في العاصمة التركية أنقرة.

ووقع الهجوم - الذي التقطته عدسات الكاميرات- في تمام الساعة 19:05 بتوقيت إسطنبول، بعد أن تمكن رجل مسلح من الدخول إلى المبنى الذي أقيم فيه المعرض الفني، حيث قدم نفسه على أنه شرطي، بحسب مختلف المصادر الإخبارية.

وأظهرت لقطات مصورة منفذ الهجوم وهو يطلق النار على كارلوف بينما كان يلقي كلمة في المعرض الفني، وظهر المهاجم وهو يتحرك عشوائيا ويصيح وهو يحمل مسدسا في يد ويلوح بالأخرى، وذلك أمام الحاضرين الذين أصيبوا بالذهول واختبئوا خلف طاولات الحفل.

"إطلاق نار"
أيضًا قبل بضعة أيام وقعت حادثة إطلاق النار على الشرطة الروسية في العاصمة الشيشانية غروزني من قبل مجموعة من المسلحين بعد استيلائها على بندقية وسيارة أحد رجال الشرطة، ما أسفر عن مقتل 4 مسلحين، فيما أصيب 2 آخران بجروح ونقلا إلى المستشفى.

إلا أن القوات الأمنية تمكنت بعد مرور وقت وجيز، من القضاء على العصابة خلال إطلاق النار المضاد عليها، بعد أن دهسوا عنصرا من شرطة المرور وفتحوا النار على زملائه في محاولة منهم للفرار.

"تهديدات داعش"
وبعد يوم واحد من إغتيال السفير الروسي لدي تركيا، نشرت صحف أجنبيه قوائم منسوبه لتنظيم داعش تستهدف البعثات الدبلوماسية الروسية في الخارج، تضم أسماء الدبلوماسيين الروس الذين يستهدفهم في جميع أنحاء العالم، وذلك وفق ما نشرته عدة صحف أجنبية.

ونشرت صحيفتا "الصن" البريطانية و"نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية، صورا لوثائق تعلوها شعارات لتنظيم الدولة، سُجلت فيها قوائم كتبت باللغتين العربية والإنجليزية، لعناوين وأرقام هواتف السفارات الروسية بلدان عدة، من بينها: أذربيجان وإيران وأوغندا والعديد من الدول الأخرى، وقالتا إنها يمكن أن تصبح أهدافا لعمليات إرهابية.

وأوردت أن هذه القوائم التي تستهدف البعثات الدبلوماسية الروسية، تأتي بأمر من قيادة تنظيم الدولة، للبدء في شن عمليات إرهابية ضد ولفتت صحيفة "الصن" في تقريرها الذي اطلعت عليه "عربي21" إلى أن "قوائم المستهدفين"، ظهرت فورا بعد مقتل السفير الروسي في تركيا، أندريه كارلوف، واعتداء برلين، الذي أعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عن التنفيذ.

وقال الخبير مدير معهد الاستشراق في أرمينيا، روبن سافراستيان إن قوائم السفارات الروسية المطلوب مهاجمتها، التي ظهرت في وسائل الإعلام البريطانية، هي حدث لا يمكن إلا أن يكون منطقيا، من حيث انسجامه مع الاتجاه العام لتطور الأحداث التي تتجلى الآن في سوريا وما حولها، وفق قوله.

ونقلت أيضا عن الخبير الروسي فياتشيسلاف ماتوزوف، أن ما يسمى "قوائم السفارات الروسية المستهدفة، ومقتل السفير الروسي، هما ظاهرة كان يجب الاستعداد لمواجهتها عاجلا أم آجلا".

وأكد أن قوائم تنظيم الدولة لا يوجد فيها "شيء غير عادي"، لأن عنوان أي سفارة وهواتف الدبلوماسيين يمكن الحصول عليه عبر الإنترنت وليس المهم في الأمر هو "نشر القوائم"، بل الأهم هو أن سفارات الاتحاد الروسي ستعمل في إطار قواعد أمن مشددة، وفق قوله.