"الدستور" تحاور الأردنية رانيا الكردي.. ابتعدت عن الفن لأجل أولادها.. وهاجمت المنتجين بسبب الإغراء الجنسي.. ورفضت عمليات التجميل بسبب تأثيرها

أولادي سبب ابتعادي بعدي عن الساحة الفترة الماضية
أخشى على الجيل الصاعد من الجمال المصطنع
لا نعرف مدى تأثير حقن التجميل عَلى المدى البعيد
الشباب أصبح مهووس بالغناء الهابط المليء بالإغراء
الأعمال المنتشرة حاليًا فاقدة للشكل والمضمون لمجرد دواعي مادية
نجوم الفن قدموا تنازلات من أجل الشهرة

أوروبية الملامح، شرقية الروح، عربية الهوى، شاركت الفنان أحمد الفيشاوي في فيلم "الحاسة السابعة"، وقدمت برنامج "سوبر ستار"، إلا أنها اختفت عن الساحة الفنية لفترة طويلة، وعادت مؤخرًا بشكل قوي من خلال كليب "وصلت"، التي سخرت فيه من بعض الفنانين ومنتجي الأعمال الفنية الهابطة، إنها الأردنية الشهيرة رانيا الكردي.

تكشف رانيا، في حوارها لـ"الدستور" أسباب اختفائها عن الساحة خلال الفترة الماضية، كاشفة تأثير حياتها الأسرية على مشوارها الفني، وإلى نص الحوار:

بداية ما سبب ابتعادك عن الساحة الفنية منذ فترة طويلة؟
ابتعدت بضعة سنوات للتفرغ لأولادي حتى كبروا ودخلوا المدارس، عدت إلى لبنان لتقديم برنامج "كاريوكي" على تلفزيون المستقبل وبرنامج منوعات "نغم من حياتي" على قناة "LBC"، وفي عام 2011 بدأت بالتحضير "رانيا شو" لقناة رؤيا الأردنية، حيث ألفت على مدار سنتين 60 حلقة كوميدية، ولأول مرة اعمل برنامج متكامل من إعدادي، وكتابتي، وغنائي، وتميثلي، ومن ثم عدت لبريطانيا بعد غياب طويل للعمل في المسرح والتلفزيون وكتابة سيناريو طويل بالتعاون مع كاتب بريطاني قدير.

ماذا عن تجربتك الإعلامية؟
كانت المحطة الأكبر والأهم في مسيرتي المهنية، وهي من أجمل أيام حياتي، ولكنني ممثلة في الأساس وكنت دائما اعلم ذلك وأتطلع للعودة لها.

أيهما أفضل الفن أم الإعلام من وجهة نظرك؟ وأيٍ منهما تفضلين الاستمرار فيه؟
الاتنين مهمين عندي، ولكن أفضل الاستمرار بالتمثيل الدرامي أو الكوميدي.

ما هي البرامج والأعمال الفنية الأقرب لقلبك؟
بالتأكيد "سوبر ستار" على قناة المستقبل، كنت سعيدة جدا بوجودي بالقرب من مواهب عربية والعمل بجانب عمالقة الموسيقى مثال إلياس الرحباني، كما كان لي الشرف انه كتب لي أغنية خاصة لألبومي "قولي ليه".

و"رانيا شو" الذي استطعت من خلاله إيصال رسالة من واقعنا المضحك المبكي، صنعت عمل إردني كوميدي جديد من نوعه ومتكامل من ناحية الفكرة والكتابة والتمثيل والغناء.

برنامج "رانيا Show" هل حقق النجاح الذي كنتي تتمنيه؟
بالطبع نجح، و فخورة جدًا بهذا العمل، وأتمنى أن يحقق انتشار تلفزيوني أكبر وأوسع كونه الوحيد في الوطن العربي الذي يصور الواقع كما هو في سكتشات قصيرة، وأنا ألعب فيه خمسة شخصيات نسائية عربية.

واستغرق العمل فيه سنتين في البحث عن الشخصيات والكتابة وسنة كاملة في الإنتاج، وتمكنت بأن اجمع ما بين الغناء والتمثيل واصل فيها رسالة بطريقة كوميدية، وبناءًا على طلب الجمهور الذي لم يكتفِ بموسمين، وما زلت أتواصل معهم من بريطانيا من خلال الشخصيات على صفحة البرنامج على "فيس بوك" و"سناب شات"، ويصلني عديد من الفيديوهات من الجمهور يقلدون فيها هذه الشخصيات.

رانيا الكردي شاركت النجم أحمد الفيشاوي في فيلم "الحاسة السابعة" كيف كانت التجربة؟
كانت تجربة جميلة وممتعة، سعدت بتواجدي في مصر والعمل مع أحمد الفيشاوي، وأن أكون بأول عمل إخراجي للفنان خفيف البارع أحمد مكي، ومن حين إلى آخر نتواصل سوية من خلال السوشال ميديا.

لماذا لم يتكرر التعاون ؟
انشغالي بأعمال أخرى في لبنان والأردن، واطمح وأتطلع لإعادة التجربة إن وجدت الفرصة.

هل تفضل رانيا الكردي الأعمال الكوميدية الساخرة على الأنواع الأخرى في الدراما أو السينما؟
أحب وأتقن جميعها ولكن أفضل الأعمال الكوميدية، استمتع بتقليد شخصيات ولهجات عديدة عربية وأجنبية.

ماذا عن حياتك الأسرية؟ وهل لها دور في ابتعادك عن الفن؟
نعم كان لها دور خاصة حينما كانوا في سن صغير، حتى أوازن بين دوري كأم وكفنانة كان من الضروري بأن أخد فترة غياب بين العمل والثاني.

هل لزوجك دور في حياتك الفنية؟
نعم، كان مشجعًا دائما، وحتى بعد الانفصال قبل ثلاث سنوات، وأكن له كل الاحترام والتقدير.

سبق وحذرتي النساء بالابتعاد عن عمليات الحقن التجميلية ما سبب ذلك؟
تحذيري كان نابع عن محبة وخوف على الجيل الصاعد الذي أصبحت قدوتهم عالم الجمال المصطنع و الجمال الخارجي بدلاً من الجمال الداخلي، قوة شخصية و موهبة حقيقية، و لا نعرف مدى تأثير هذه الحقن عَلى المدى البعيد.

هل تعرضتي لمشكلة بسبب الحقن التجميلية؟
لم أتعرض لأي مشكلة كوني لم اخضع لحقن حتى الآن.

حدثيني عن كليبك الأخير الذي يحمل عنوان "وصلت"؟
قمت بعمل شخصية "ساشا أبي نجمة" من برنامجي "رانيا شو" لتوعية المجتمع وبالأخص الأطفال وأهليهم عن هذا النوع من الغناء الهابط والأسرع للشهرة والمال، "ساشا" سابقا كانت تدعى "منال البق" مغنية أردنية تبحث عن الشهرة، مدعمة بعمليات التجميل وتغيير المظهر واللهجة إلى اللبنانية لسرعة الشهرة، وأشهرت بأغنيتها " أنا أنا أنا" الذي تتحدث عن نفسها فقط .

وقبل وخلال تصوير "رانيا شو" كنت امتحن المجتمع بشخصية "ساشا"، قمت بالغناء في أكثر من مناسبة أمام جمهور كبير بدون علم أحد غير منتجة البرنامج لمعرفة أثر هذا النوع من الغناء على شبابنا والنتيجة كانت صادمة! بهذه الطريقة تعلمت كثيرا عن هوس الشباب والإعلام لهذا الفن الهابط الذي ضاعف عندي المسؤولية والمواصلة لمشواري التوعوي عن طريق هذه الشخصية، عملت أغنية "وصلت" - راب بالعربي بمشاركة "ساشا" انتقد فيها هذا النوع من الفن وتبعاته، قمت بتصوير الكليب في الأردن مع مغني الراب عامر الطاهر والمخرج زيد بواب، وأتمنى من خلال "وصلت" أن تكون وصلت الرسالة وأن لم تصل فمشوارنا طويل ولن نقف هنا.

من الواضح في الكليب أنك تهاجمين الفن، ومنتجي الأعمال الفنية لماذا؟ وما الهدف من ذلك؟
هو لوم وليس هجوم، ألوم مغنين هذا النوع من الغناء ومنتجينهم والإعلام الذي يدعم ويروج لهم بسبب المادة وعلى حساب أطفالنا، يستعملون مسميات طفولية لكل أغنية كلها إغراء جنسي لدواعي البيع، مثل "بوس الواو" و "إلعب".

في أي الأماكن تفضلين العيش.. الأردن أم بريطانيا؟ ولماذا؟
كلاهما بلدي، درست وعشت في البلدين كون والدتي إنجليزية، ووالدي أردني، توجهي حاليا إلى أعمال انجليزية بأدوار عربية وإنجليزية فارتئيت أنه من الأفضل أن أسكن في بريطانيا حيث التنوع في الأعمال التلفزيونية والمسرحية كبيره والفرص عديدة.

كيف ترى رانيا الساحة الفنية حاليًا؟
الأعمال بدون الشكل والمضمون لمجرد دواعي مادية كثيرة ولكنني متفائلة وفخورة جدا بأعمال موهوبة وواعية شابة تبحث عن التغير والتجديد.

من هو مثلك الأعلى في الفن؟ ومن هي الشخصيات التي تأثرتي بها؟
العمالقة دريد لحّام و ياسر العظمة، عمرو واكد، ميل جيبسون، ميريل ستريب و أنثوني هوبكنز، أحب حريفتهم في العمل و توازنهم بحياتهم المهنية والخاصة وبعدهم عن أضواء الشهرة.

ما هي أعمالك المقبلة؟ وهل سنرأى رانيا الكردي من جديد في عمل درامي؟
انتهيت بتصويري في فيلم درامي و مسلسل على محطة الـ BBC الإنجليزية وأواكب ابنتي في أول مشاركة لها بمسلسل بريطاني، كما أنني أتطلع لبيع "رانيا شو" لمحطات عربية بموسم جديد.

يقال إن نجوم الغناء العربي يقدمون تنازلات للوصول إلى النجومية فما رأيك في هذا الكلام؟، وهل قدمتي تنازلات من أجل الشهرة، وإلى أى مدى؟
للأسف صحيح أن الكثير قدّموا تنازلات! لكنني شخصياً لم "ولن" أقدم أي تنازلات من أجل الشهرة.

هل تري أن تعرية الجسد وإظهار المفاتن أحد أسباب النجاح؟
أرى أن الإيحاء والدلع الزائد في الكلام الذي يغزوا شاشاتنا وإذاعتنا هو ما يجعل الجسد عُري و مغري وليس التعري نفسه.