رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فتوح الشاذلى يكتب ... رسالة حب

جريدة الدستور

أنا المعلق بالحياة

 

أنا كل يوم بالحدود يسألونى من أنا يا صاح..

 

أنا المعلق بالحياة.. فلا بالعيش قد ظفر.. ولا بالموت حتى ارتاح..

 

أنا التعب.. أنا المرتاح.. أنا المذبوح والسفاح..

 

أنا المندس والخائن.. أنا الثائر.. أنا المجتاح

 

لنهضتكم أنا المفتاح.. بظلمتكم أنا المصباح

 

أنا أعراض انتهكت يحل بدينهم السفاح

 

أنا المتاح المستباح.. أنا درعا.. أنا حمص.. أنا دمشق.. أنا الكفاح

 

إذا استنجدت بالسكان أجابت صرختى الأشباح !!

 

ما عدت أبكى كل صباح.. لا بأس راح من قد راح

 

متى تنهوا مشورتكم بنصرتنا.. أما استخرتم الأقداح !

 

مدامعكم سلاح فاسد.. أعيرونا مدافعكم.. نريد سلاح !

 

أظلتنا سحابة ظلم أظلتكم.. متى تنزاح !

 

اتهمت بعشق سوريا وحب بلادنا ذباح

 

لأجل مآذن قصفت.. لبيك سوريا إن نادى المؤذن

 

حى على الجهاد حى على الفلاح.

 

بهذه الكلمات.. أبكت فتاة سورية ملثمة الحجر قبل البشر.. بهذه الكلمات خاطبت فتاة سوريا الملثمة ما تبقى من ضمير العالم.. هزتنى هذه الفتاة من الأعماق وغاصت كلماتها كالخنجر فى جسدى وعرفت أن هناك فى سوريا الجريحة نساء يدافعن عن الأوطان كالنسور والأبطال.

 

عندما وضع أوباما خطة تدمير سوريا بمشاركة المجرمين الصهاينة كان يعلم أن الأمر يتوقف فقط على البداية، وبعدها ستتحول ربوع هذا البلد إلى مرتع للجميع ، وأن الحرب عندما تبدأ فلن يكتب لها النهايه وأن رحا الحرب عندما تدور فإنها لن تتوقف.. كان يعلم رئيس الولايات المتحدة الذى نفذ مخطط الشرق الأوسط الجديد والفوضى الخلاقة بكل براعة أن الشرارة الأولى فى سوريا ستكون كفيلة بدخول إيران وحزب الله ومن ورائهما روسيا لمساندة حليفهم السفاح بشار الأسد، وعلى الجانب الآخر ستدخل تركيا لتأمين حدودها والسعودية ومعها بعض دول الخليج لحماية سوريا من الوقوع فى المستنقع الشيعى.. كل هذا حدث وجلس أوباما ومعاونوه وفى مقدمتهم كيرى ليديروا المعركة بالريموت.. أسسوا داعش لتكون ذريعة لكل من يريد دخول سوريا وتدميرها، ونجحوا فى مخططهم الإجرامى بكل براعه.. وضاعت سوريا.. واستباح الروس والإيرانيون وجنود السفاح بشار أعراض المسلمين السنة وأبادوا حلب وحمص ودرعا فى مجازر لم نشهد مثلها فى التاريخ الحديث.

 

هكذا سقطت سوريا.. وهكذا تكالب عليها اللئام.. ولكن فتاة سورية الملثمة ومعها الأحرار فى كل مكان.. ما زالوا صامدين يدافعون عن سوريا الأرض والعرض.. سوريا الأهل والوطن.. وسيرحل المجرمون يوماً ما.. وسيبقى كفاح الأبطال.. سيرحل المجرمون الذين تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء.. سيرحل الطغاة غير مأسوف عليهم تلاحقهم اللعنات..وسيذكر التاريخ بحروف من نور صمود الفرسان الأبطال ، وستظل ذكراهم باقية أبد الدهر تنير طريق الأجيال.