رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الدماء تفسد فرحة الأعياد.. حوادث حولت مناسبات المصريين إلى سرادق عزاء.. تفجير "القديسين" ومركب الوراق في الصدارة.. وواقعة البطرسية تثبت حضورها في دفتر الأحزان

جريدة الدستور

يبدو أن ثلاثية الإهمال والإرهاب والفساد أبت ألا تترك للمصريين بعض لحظات السعادة، هروبًا من الواقع المؤلم، بعدما توالت ضربات الغلاء والوباء علي روؤسهم كغثاء السيل دون أي هوادة أو رحمة.

اختلطت الأفراح بلون الدماء، وباتت لا تعرف التفرقة بين مصري وآخر، ليبقي الإتشاح بالسواد في كافة المناسبات السعيدة مثل الأعياد الدينية وغيرها، حدثًا ليس عارضًا في حياة الشعب المصري.

وشهدت احتفالات المصريين في الفترات الماضية، وقوع العديد من النوائب المؤلمة والمصائب الجلل، والتي نجحت في "العكننة" علي الجميع، لتضيف بذلك سطورًا جديدة لدفتر أحزان الشعب المصري المفتوح علي مصراعيه منذ زمن، وإلي حين يقضي الله أمرًا كان مفعولًا.

"الدستور" ترصد بعض الحوادث التي أفسدت فرحة المصريين بالأعياد والمناسبات

كنيسة القديسين
في واقعة مازالت تتأرجح حولها الأقاويل، وتتوزع بشأنها الإتهامات، تارة بتحميل المسئولية عنها لوزير داخلية "مبارك" حبيب العادلي وبين بعض الجهات الأخري، تبقي الحقيقة المؤكدة أن الجاني مازال مجهولًا بحسب التحقيقات القضائية.

الحادث الذي هز الدولة المصرية علي بكرة أبيها، ويعود إلي بدايات عام 2011، بعدما تعرض محيط كنيسة القديسين بالإسكندرية إلي عمل إرهابي 2011، تسبب في وفاة ما لا يقل عن 23 شخصًا وإصابة كثيرين، وجاء متواكبًا مع إحتفال الأقباط بذكري أعياد الكريسماس، فحول مصر حينها إلي ساحة أحزان لم تشهدها منذ زمن، لتتحول فرحة المصريين إلي مأتم حدادًا علي الضحايا.

حادث البطرسية
وفي واقعة حديثة العهد تتشابه كثيرًا مع تفجير كنيسة القديسين، شهد مقر البطرسية الكنسية بالعباسية، عمل إرهابي أسفر عن مصرع 25 قبطيًا وإصابة آخرين، وذلك خلال حضورهم لقداس الأحد، في واقعة اعتصرت خلالها قلوب الشعب المصري بكافة أطيافه بالحزن والأسي علي ذويهم وشركاء الوطن.

لكن تلك المرة جاء في خضم إحتفال المصريين مسلمين ومسيحيين بأعيادهم الدينية، لتقلب الطاولة علي الجميع، بعدما جمعت الأحزان المصريين جميعهم علي كلمة سواء.

مركب الوراق
وفي واقعة أخرج فيها الإهمال لسانه للجميع، كان الحادث المأساوي الذي شهدته منطقة الوراق ثاني أيام عيد الفطر المبارك عام 2015، بعد غرق أحد المراكب النيلية في منطقة الوراق، تاركًا خلفه 42 ضحية لقوا حتفهم في كارثة أفسدت فرحة المصريين بطعم العيد.

حادث غرق المركب الذي جعل السلطات المصرية تنتفض علي بكرة أبيها، وتدق أجراس الإنذار بالتفتيش علي كافة المراكب النيلية، منعًا لتكرار الكارثة من جديد، وأكدت جهات التحقيق أن غياب الرقابة والفساد الإداري أحد الأسباب الرئيسية وراء وقوعه.

لكن وسط تلك التداعيات، كان الشىء اليقيني هي حالة الحزن التي أرقت ليل المصريين، بعدما دفع الثمن مواطنين أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل، غير أنهم ذهبوا للإستمتاع بالعيد.


مذبحة رفح الأولي
وشهد شهر رمضان من عام 2012 وقوع حدث إرهابي، جاء متواكبًا مع تناول بعض الجنود المرابضين علي الحدود والبالغ عدههم 16 جنديًا بمدينة رفح لطعام الإفطار، بعدما صوبت رصاصات الغدر الإرهابي نحوهم، والتي أتت عليهم جميعهم، لتتركهم شهداء عند ربهم يرزقون.

الواقعة التي مزجت فرحة المصريين بقدوم شهر الصيام، بالأحزان علي فقد الشباب،جعلت الجميع يقتصد في استقبال الشهر الفضيل، كنوع من العزاء الشعبي وإظهار الحزن علي فقد الضحايا.