رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مرضى الكلى بين "فكي الموت".. رفع سعر جلسات الغسيل وغلق المراكز.. زيادة 230 جنيها لـ"الكيتوستريل".. واستغاثات المواطنين تفجر مفاجأة: "العلبة بـ2500 ومش لاقيينها"

جريدة الدستور

أزمة واجهت سوق الدواء في مصر بعد قرار تعويم الجنيه وارتفاع سعر الدولار، حيث اختفت أصناف أدوية من الأسواق، وارتفعت أسعار أخرى، ولكن كانت الكارثة الكبرى من نصيب مرضى الكلى.

"رفع سعر الجلسة لـ250 جنيها"
في منتصف الشهر الماضي، وافق وزير الصحة أحمد عماد الدين، على رفع أسعار جلسة الغسيل الكلوي، من 140 جنيهًا إلى 250 جنيهًا، لمواكبة زيادة الأسعار في المستلزمات الطبية، دون النظر إلى المريض، واتجهت بعض المراكز إلى غلق أبوابها أمام المرضى، بسبب نقص المستلزمات الخاصة بالغسيل.

وانتفضت السوشيال ميديا، وأطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاجات عدة لمساعدة مرضى الكلى، منها مريض الفشل الكلوي لو مغسلش هيموت، وحدات غسيل الكلى بتقفل، المرضى بيموتوا، انقذوا أرواح، الناس بتموت"، محاولين إيجاد حلول للمرضى، ومناشدين الحكومة والمسئولين بالتحرك، في حين حاول النشطاء مساعدة بعضهم البعض من خلال أرقام، وتبرع البعض بمبالغ من أجل علاج المرضى.

"رفع سعر عقار الفشل الكلوي لـ450 جنيها"
وجاء قرار جديد ليقضي على مرضى الكلى، حيث وافقت اللجنة الفنية بالإدارة المركزية للشئون الصيدلية بوزارة الصحة، على رفع سعر عقار الكيتوستريل الخاص بعلاج مرضى الفشل الكلوي من 220 إلى 450 جنيهًا.

وعلق هيثم الحريري، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، على قرار الوزارة، قائلًا "سياسة وزارة الصحة هى زيادة أسعار الدواء، بالرغم من التصريحات الإعلامية عن عدم زيادة أسعار الدواء، المريض المصرى أصبح لا يجد المستشفى ولا الدواء، وهذا نتيجة طبيعية لخصخصة قطاع الصحة وتدهور مصانع الدواء المملوكة للدولة والمستشفيات العامة.

"اختفاء الدواء"
وتأتي هذه الزيادة على الرغم من استغاثات عدة رصدتها "الدستور" على مواقع التواصل الاجتماعي، من عدم وجود هذا الدواء، فقد انتشرت منشورات عدة لرواد مواقع التواصل، التي تستغيث وتسأل عن أماكن لبيع "الكيتوستريل"، وكتبت إحدى النشطاء، "يا جماعة حد يعرف صيدلة بتبيع الدوا ده كيتوستريل، ده للكلى كان بيتباع بـ230 جنيه، دلوقتي العلبة بقت بـ2500 جنيه، ومش لاقينها، ده دوا جدتي"، وقالت أخرى "كيتوستريل حد يعرف ألاقي الدوا ده فين ضروري؟"، وقال أخر "حسبي الله ونعم الوكيل اشتري لمريض كيتوستريل بـ1500 جنيه من مصدره".

وفي منشور أخر استغاثت فتاة قائلة، "يا جماعة حد يعرف إزاي أجيب دوا كيتوستريل بتاع الكلى ضروري"، وقالت أخرى "يا جماعة حد يعرف ألاقى دوا كيتوستريل بيتباع فين محتاجاه ضروري لأمي ومش لقياه خالص"، وأضافت أخرى "يا جماعة أرجوكم أنا محتاجة الدوا ده ضروري لمريض فشل كلوي ومش موجود في الصيدليات"، وكتب أخر مستعينًا بـ"صيدلية تويتر"، "محتاج دواء كيتوستريل للكلي ضروري جدًا جدًا، يا ريت اللي يقدر يدلني اجيبة منين"، وقال أخر "كيتوستريل ضروري بأي سعر واحدة تعبانة جدًا، حتى لو شريط، بتاخد 9 حبات فاليوم، والعلبة بتقعد معاها 15 يوم، بالله عليكوا بأي سعر".
ووصل الأمر إلى بيع الدواء على الإنترنت "أون لاين"، حيث نشر عدد من الأشخاص توافر الدواء عندهم، وكتبت إحدى الصفحات "متوفر بفضل الله كيتوستريل برتغالي بسعر مخفض للمريض مباشرة التجار يمتنعون"، وشكى البعض من أن أسعار بيعه عند هؤلاء مرتفعة للغاية، في حين حذر البعض من تشجيع استغلال هؤلاء الأشخاص لأزمة نقص الدواء.
واستغل البعض أزمة المرضى، الذين يتعلقون بأي "قشة" قد تنقذ حياتهم، حيث نشر أحد المرضى الذي تم النصب عليه منشور كتب فيه "حد عنده دوا كيتوستريل عشان في واحد معندوش ضمير ولا دم خلاني اجيله من المنوفية وطلع نصاب وبيعمل إعلان عليه والله محتاجه ضروري لوالدتي بالله عليكم".
"في انتظار الموت"
وقال عمرو إسماعيل، أحد مرضى الكلى، "إحنا كمرضى فشل كلوي في انتظار الموت، بوضع وأسعار الأدوية ومستلزمات الغسيل، والفلاتر السيئة، محدش جرب يستنى الموت، انا لو قعدت أسبوع ما أغسلش هموت فعليًا، الموضوع كبير والحكومة مكتمة عليه عشان المسئولين لو اتعرفوا واتحاسبوا البيزنس بتاعهم هيقف، خايفين على فلوسهم، بس إحنا من حقنا نخاف على حياتنا، ونفسية أهالينا اللي ملهمش أي ذنب أنهم فقراء، إحنا مش بنشحت ده حقنا ودي بلدنا، لو دي مش بلدنا مشونا منها، ونوعدكم ولا هنجيب سيرتها بحلو ولا بوحش".
وتابع "إسماعيل"، في تصريحات لـ"الدستور"، "حياتنا واقفة بسبب المرض، لان أغلبنا مش لاقي شغل، واللي شغال ميقدرش يعيش حياة طبيعية ويتجوز من فلوس الشغل ده"، لافتًا إلى أن الأدوية أصبحت غير متواجدة من فترة طويلة، ويتم شرائها على حساب المرضى أنفسهم.
وأضاف "الأدوية لما بنلاقيها بنلاقيها بديل مصري، ومادته الفعالة ضعيفة جدًا، والدواء المستورد غالي أوي، اللي معاه فلوس بيشتري واللي معهوش بيعاني"، مشيرًا إلى أن مستلزمات الغسيل الطبية المتواجدة كانت حاصلة على رفض فني السنين الماضية، لانها رديئة جدًا.