رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

‏"ثورة التشكيك تؤرجح مصير ترامب".. 3 عوامل خطيرة تساعد "هيلاري كلينتون" على رئاسة أمريكا وقلب ‏الموازين.. فهل تقول السيدة الجريئة للرئيس الأمريكي: كش ملك؟ ‏

جريدة الدستور

يُغلق حاليًا، الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" فمه على اللقمة الرئاسية، التي اقتنصها من طبق الانتخابات ‏الذهبي في أمريكا، استعدادًا كي يبتلعها ويخرج لسانه لغريمته الخاسرة "هيلاري كلينتون"، واثقًا من أنه ‏سيكون الرئيس الـ43 لبلاد العم سام، إلا أن بعض المؤشرات الخطيرة التي بدت تظهر تباعًا قد تقلب ال‏موازين قريبًا.‏

‏"التشكيك في النتائج"‏
ثورة تشكيك كبرى، يواجهها الرئيس الأمريكي حابسًا لأنفاسه المتلاحقة؛ بسبب الشكوك التي بدأت تدور حول نتائج الانتخابات في عدة ‏ولايات أمريكية، ومحاولة البعض التنقيب والتشكيك في صحتها، بل والمطالبة بإعادة فرزها من جديد، ‏وهو ما قد يغير النتيجة النهائية لصالح "كلينتون".‏

تزعم ثورة التشكيك في النتائج، حزب "الخضر" الأمريكي، بقيادة المرأة الحديدية "جيل شتاين"، التي ‏طالبت بإعادة فرز الأصوات في انتخابات الرئاسة بولاية "ويسكونسن" وسط الولايات المتحدة، ولم تقف ‏عند ذلك الحد بل طبقت القول بالفعل وتقدمت بطلب لإعادة فرز الأصوات.‏

وأعلنت أن هدفها هو تقييم نزاهة نظام التصويت في واشنطن وليس تقويض فوز الجمهوري، وجمع ‏حزبها أكثر من خمسة ملايين دولار في محاولة لتمويل إعادة فرز الأصوات في الولايات الثلاث ‏المتأرجحة "ويسكونسن، ميتشيجان، وبنسلفينيا"، لتمنح الأمريكيين ثقة في النتائج‎.‎

وجاء رد الفعل سريع على ما قامت به "شتاين"، إذا قررت أمس السبت، لجنة الانتخابات إعادة فرز ‏أصوات الناخبين في تلك الولايات تلبية لـ"حزب الخضر" الأمريكي، ويتوجب عليها وفقًا للقانون الفيدرالي ‏إنهاء إعادة الفرز قبل الـ13 ديسمبر.‏

إذا ثبت تقدم "كلينتون" في ولاية "ويسكونسن" وحدها لن تستطيع الانتصار على "ترامب"؛ لأنه مُنح 10 ‏أصوات فقط في تلك الولاية، أما إذا فازت بالولايات الثلاثة، فذلك من شأنه أن يجعل الفوز في انتخابات ‏الرئاسة الأمريكية من نصيب الديموقراطيين.‏

الأمر دفع الحماس يدب في نفس الديموقراطيين ومناصري "كلينتون"، لاسيما أن حزب "الخضر" يتمتع بالنزاهة والهوية الاستقلالية، وبمثابة الطرف الثالث، ولا يمكن إدراجه في ‏الحزبين الجمهوري أو الديمقراطي، ولا يقبل التبرعات من الشركات، كما يعرف بانتقاده بشدة أي نفوذ ‏للشركات على الحكومة، أو وسائل الإعلام، أو على المجتمع ككل‎. ‎

‏"المجمع الانتخابي"‏

كذلك فإن أحد أطواق النجاة التي تتعلق بها "كلينتون"هي المجمع الانتخابي، الذي تعتبر روح "ترامب" ‏معلقة به بشكل كبير، لأنه من سيكون له القول الفصل النهائي في الأمر، سواء بتصعيد وزيرة الخارجية السابقة، أو ‏حلف "ترامب" لليمين الدستوري يوم 20 يناير المقبل.

فأمريكا لديها طريقتين تحسم بهما الانتخابات دومًا، الأولى عن طريق النظام الانتخابي، والذي فازت على ‏يديه "كلينتون"، بعدما أظهر الفرز النهائي لصناديق الإقتراع أنها حصلت على 47.7% من الأصوات، ‏مقابل 47.1 % لمنافسها، وبالأرقام انتخبها 60 مليونًا و470 ألفا من الأميركيين، هم أكثر بنصف مليون ‏تقريبًا ممن انتخبوه.‏

لكن المجمع الانتخابي المكون من 538 مندوبًا، يمثلون 50 ولاية، يقرّون انتخاب من يحصل على ‏أصوات 270 منهم، وحصل "ترمب" على 306 صوتًا، و"هيلاري" 232 صوتًا، فكان هو الفائز ‏دستوريًا، وهي الرابحة شعبيًا، فيعتمد المجمع الانتخابي على ‏نظرية "الناخب الغادر"أو "الرئيس المفاجىء".

وبعد أن تقد نحو 3 ملايين أمريكي وقعوا على عريضة يطالبون المجمع بإعادة التصويت يوم 9 سبتمبر المقبل وتصعيد "كلينتون"، وبالفعل سيقوم الأعضاء بالتصويت في الموعد المقرر ويحسمون المنافسة نيابة عن ناخبيهم، وهي ‏الخطوة التي قد تقلب الموازين .

ويعتبر المجمع الانتخابي بمثابة هيئة انتخابية مهمتها الوحيدة انتخاب الرئيس ونائبه، وفق لما ورد في ‏الدستور الأمريكي، وكل ولاية بها عدد من الناخبين يساوي ممثليها في "الكونجرس" بمجلسيه الشيوخ ‏والنواب، ويدلي الناخبون بأصواتهم للمرشحين الفائزين في التصويت الشعبي‎. ‎

وتصعيد "كلينتون" ليس أمريًا بعيدًا أو غريبًا عن أمريكا، فقد سبق وحدثت قبل ذلك خلال عام 2000، حين فاز "جورج بوش" على منافسه "آل غور" بأصوات ‏مندوبي المجمع، مع أن الأخير حصل على نصف مليون صوتًا شعبيًا زيادة عنه، فانتهت الحال به ‏خاسرًا رغم أنه الرابح الحقيقي.‏

‏"مفاجأة سي إن إن"‏

وما يعزز أيضًا من فكرة قلب "كلينتون" للموازين، هي المفاجأة التي فجرتها شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أول ‏أمس، وضيقت الخناق أكثر على "ترامب"، إذا نقلت عن مصادر رفيعة المستوى داخل لجنة الانتخابات ‏الأمريكية، التي تضم عددًا من المتخصصين بعلوم الكمبيوتر، وجود تلاعب في عملية إحصاء الأصوات‎.‎

وقالت المصادر، إن المتخصصين عثروا على أدلة تشير إلى تلاعب أو قرصنة في نتائج الانتخابات، و‏قدموا نتائج التحقيقات إلى كبار مساعدي "كلينتون"، لاسيما أن الأدلة تشير إلى أن نتائج التصويت كانت في ‏صالحها.‏

واستندوا في ذلك على أن التلاعب حدث في الولايات التي تعتمد على التصويت الإلكتروني وليس في ‏نظريتها التي تعتمد على التصويت بالأوراق، مرجحين أن يكون الأمر ناجم عن عملية قرصنة، ‏مطالبين حملتها بإثارة القضية.‏