رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لا للعنف ضد المرأة «1-4»


فى عام 1999، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 25 نوفمبر «اليوم الدولى للقضاء على العنف ضد المرأة»، ومنذ عام 1981 اعتاد الناشطون فى مجال الدفاع عن حقوق المرأة إحياء هذا اليوم كيوم لمناهضة العنف، ويرجع السبب فى اختيار هذا اليوم بالتحديد إلى أن هذا اليوم هو ذكرى الاغتيال الشنيع الذى استهدف فى عام 1960، الأخوات الثلاث ميرابيل اللائى كنّ منالناشطات السياسيات فى الجمهورية الدومينيكية، وذلك بأمر من الديكتاتور الدومينيكى رافائيل تروخيلو «1930-1961»، والحكومات والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية مدعوة إلى تنظيم أنشطة فى هذا اليوم من أجل إذكاء الوعى العام بهذه المشكلة. وسيكون اليوم الدولى للقضاء على العنف ضد المرأة مناسبة أيضاً لإطلاق مبادرة «16 يوماً من النشاط لمناهضة العنف القائم على نوع الجنس»، التى ستتخلّل اليوم العالمى لحقوق الإنسان الموافق 10 ديسمبر.

ومع مطلع القرن الحادى والعشرين ومع كل ما حققه الإنسان من التقدم الهائل فى جميع الأصعدة والمجالات الحياتية، ومع كل ما يعيشه إنسان اليوم فى عصر الحداثة والعولمة، لم يستطع هذا التقدم أن يهدى البشرية إلى السلام والرفق والمحبة والألفة إذ تبقى هناك الكثير من مظاهر الهمجية والجاهلية الحاكمة فى العصور الغابرة عالقة ومترسخة فى النفس البشرية وكأنها تأبى أن تنفض ذلك عنها رغم تغير الرداء الذى ترتديه، ومن هذه المظاهر السلبية «العنف ضد المرأة»، وبداية نؤكد أن العنف بصفة عامة ظاهرة عالمية تزايدت مؤخراً بسبب ضغوط العولمة الاقتصادية والاجتماعية وأصبحت مشكلة معقدة أمام العديد من المجتمعات‏، فالعنف من أكثر المشكلات المعقدة التى تواجهنا اليوم والحل ليس بالأمر السهل أو الهين، وظاهرة العنف عامة تهددالمنجزات التى حققها الإنسان خلال السنوات الماضية، والأسوأ من ذلك كله عندما يتعدى ويمتد هذا العنف إلى الفئات الضعيفة فى المجتمع كالمرأة مثلاً، فالعنف ضد المرأة ظاهرة مزمنة، وهو أكثر أحد انتهاكات حقوق الإنسان شيوعاًوانتشاراً، وهو يخترق الحدود الثقافية والإقليمية والدينية والاقتصادية، ويطال كطبقة وعنصر وعرق وسن ودين وعقيدة وقومية وهوية جنسية، وتعتبر ظاهرة ممارسة العنف ضد المرأة هى أقبح عار يجلل الإنسانية فى عصرنا الحالي، فهذا العنف الذى تتجرعه المرأة هو سُبة شنعاء فى جبين الإنسانية، وأقبح بلاء منيت به حقوق الإنسان فى عصرنا الحالى.

والعنف كما عرفته المادة الأولى من الإعلان العالمى للقضاء على العنف ضد المرأة الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة فى 20 يناير أول عام 1993هو «أى فعل عنيف قائم على أساس الجنس ينجم عنه أو يحتمل أن ينجم عنه أذى أو معاناة بدنيين أو جنسيين أو نفسيين للمرأة، بما فى ذلك التهديد باقتراف مثل هذا الفعل أو الإكراه أو الحرمان التعسفى من الحرية سواء وقع ذلـك فى الحياة العامة أم الخاصة». وللحديث بقية.