رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الجمعة السوداء" كارت إنقاذ الطبقة المتوسطة.. قشة التخفيضات تقصم كساد البضائع .. أزمة الاقتصاد الأمريكي وراء إطلاقها.. وقدسية اليوم تغير لونها للأبيض

جريدة الدستور

فرصة اقتصادية سانحة تمنحها أشهر المحلات العالمية من خلال تخفيضات "الجمعة البيضاء"، بعد أن أعلنت عشرات العلامات التجارية الشهيرة في مصر، عن تخفيضات تصل إلى 50% على منتجاتها ليوم واحد فقط، بمناسبة اليوم العالمي للتخفيضات في العالم "الجمعة السوداء".

ومنذ الساعات الأولى في الصباح الباكر، احتشد مئات المواطنين أمام أشهر مراكز التسوق بالقاهرة والاسكندرية، احتفاءًا بتخفيضات "الجمعة البيضاء"، بهدف اقتناء أغلى الماركات وبأرخص الأسعار، خاصة في ظل الأزمة المالية الطاحنة التي بات يكابد ضغوطها كافة طبقات المجتمع المصري.

"ما هي الجمعة السوداء"
وتأتي "الجمعة السوداء" في اليوم التالي مباشرة لعيد الشكر في الولايات المتحدة الأمريكية، وعادة ما يكون في نهاية شهر نوفمبر من كل عام، ويعتبر هذا اليوم بداية موسم شراء هدايا عيد الميلاد، حيث تقوم أغلب المتاجر بتقديم عروض وخصومات كبيرة.

وفي وقت مبكر، تفتح المتاجر والمحلات العالمية أبوابها لأوقات تصل إلى الساعة الرابعة صباحًا، حيث يتجمهرأعدادًا كبيرة من المستهلكين خارج المتاجر، وفور لحظة الافتتاح تبدأ الجموع بالتقافز والركض للحصول على النصيب الأكبر من البضائع المخفضة الثمن.

وبخلاف المتاجر والمحلات، تقوم بعض مواقع التسويق الالكترونية على الانترنت بتقديم عروض مغرية، مثل موقع "أمازون" و"إيباي"، ففي ذلك اليوم يقوم الموقع بتقديم خصومات على منتجات عديدة، كما يقدم عرض خاص على منتج معين يتغير كل ساعة.

"سبب التسمية"
وتعود تسمية الجمعة السوداء إلى القرن التاسع عشر، حيث إرتبط ذلك مع الأزمة المالية عام 1869 في الولايات المتحدة والذي شكل ضربة كبرى للإقتصاد الأمريكي، بعد أن كسدت البضائع وتوقفت حركات البيع والشراء، إلا أنها تعافت منها عن طريق اجراء تخفيضات كبرى على السلع والمنتجات لبيعها بدلًا من كسادها وتقليل الخسائر قدر المستطاع.

ومن ذلك اليوم أصبح من تقاليد الولايات المتحدة، أن تقوم كبرى المتاجر والمحال والوكالات بإجراء تخفيضات كبرى على منتجاتها تصل إلى 90% من قيمتها لتعاود بعد ذلك إلى سعرها الطبيعي بعد انقضاء الجمعة السوداء أو الشهر الخاص في هذا اليوم.

وأعطيت تسمية "الجمعة السوداء" لأول مرة في عام 1960 من قبل شرطة مدينة "فيلاديلفيا" التي أعطت هذا المسمى نتيجة لإختناقات المرورية الكبيرة والتجمهر أمام المحلات، كما يشاع أيضاً أن هذا المسمى يدل على التجارة والمُحاسبة، وارتباطه بالربح والتخلص من الموجود في المستودعات، بينما يعبر اللون الأحمر على الخسارة والعجز أو تكدس البضاعة وكساد العمل.

"الانتشار العربي"
وعلى الرغم من اقتصار هذا الحدث التجاري على الولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول العالم، إلا أن أحد مواقع التسوق الإلكتروني العربية أطلقت في عام 2014، مبادرة أخرى للرد على يوم الجمعة السوداء الخاصة بأسواق ومتاجر أمريكا، خاصة موقع "أمازون"، وأطلق عليه اسم "الجمعة البيضاء"، وتم إختيار اللون الأبيض بدلًا من الأسود لخصوصية يوم الجمعة لدى أغلبية العرب من المسلمين.

وكان من ضمن الآراء أن يتم اختيار يوم جمعة سابق لشهر رمضان أو عيد الفطر أو عيد الأضحى بحيث يكون مناسب للثقافة العربية والإسلامية بعيدًا عن التقليد الأعمى للغرب.

وفي عام 2015، تباينت آراء التجار المصريين في جدوى هذا اليوم، حيث رفض بعض التجار والهيئات هذه المناسبة لما تحمله من خسائر لهم، خاصًة في ظل الكساد التجاري للعام الماضي نتيجة الظروف الاقتصادية التي مر بها البلاد.