رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.. العفو الرئاسي ينقذ إسلام بحيري من "زنزانة" ازدراء الأديان.. والباحث يعود للتحدي: "هكمل برنامجي واللي قلته قبل الحبس أهون بكتير من الجاي"

جريدة الدستور

"ازدراء الأديان".. تلك التهمة التي ألقت بالباحث إسلام بحيري خلف القضبان منذ ديسمبر الماضي، بعد قبول الاستئناف المقدم منه على حبسه 5 سنوات، بتهمة ازدراء الإسلام، والذي بمقتضاه تم تخفيف الحكم لعام، وعلق "بحيري" حينها على الحكم في منشور له على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، قائلًا " "قدمت للناس وللدين كل خير ودلوقتي باخد سنة سجن، بلد الظلم هي مصر".

واختلفت المواقف حول حبس "بحيري"، ما بين مؤيد ومعارض، معتبرين أن في حبسه انتهاك لحرية الفكر، وفي سبتمبر الماضي، أعلن جمال سعيد، محامي بحيري، أنه سيتم الإفراج عنه بعد إنهاء الاجراءات، وانقضاء مدة حبسه، وانتظر الجميع لحظة خروجه من السجن، إلا أن مصادر أمنية عادت لتؤكد أن مدة حبس البحيري لم تنقض بعد، ولم ينطبق أي من شروط العفو عليه.

وتعجب عدد من الإعلاميين من عدم الإفراج عن "بحيري"، وانطلقت مطالبات عدة للإفراج عنه، كان أبرزها للإعلامي عمرو أديب، الذي طالب المسئولين ووزارة الداخلية خلال برنامجه بالإفراج عن إسلام بحيري، قائلًا "إسلام لم يذنب عندما فكر، ومبقاش في حد بيتسجن دلوقتي عشان بيفكر، طلعوه كفاية، الواد اتبهدل كتير عشان فكر، في ناس عملت بلاوي أكتر من كده وخرجت، حرام كده، ارحموا أمه لانها متبهدلة، إسلام اتأدب بما فيه الكفاية، وخلص مدته طلعوه بقى، ومش هيتكلم تاني، فيه ناس هتيجي بعدنا يقولوا سجنوا ناس كانت بتفكر، خرجوه وخلوه يهاجر يفكر في حتة تانية بس أمه تفرح بيه".

وتسائل "الحسيني"، في تغريدة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، "هو إسلام بحيري ما بيخرجش من السجن ليه؟، إسلام خلص مدته طيب ما بيخرجش ليه؟".

وأطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي في نهاية الشهر الماضي، مبادرة جديدة للعفو عن الشباب المحبوسين، خلال المؤتمر الوطني الأول للشباب الذي عُقد في شرم الشيخ، ودعا إلى تشكيل لجنة من الشباب المشاركين في المؤتمر لمراجعة أسماء المحبوسين، وبالفعل أصدر الرئيس منذ ثلاث أيام قرارًا جمهوريًا بالعفو عن بعض الشباب المحبوسين على ذمة قضايا، وعددهم 82 شابًا، جاء بينهم الإعلامي إسلام بحيري.

وفي أول رد فعل لـ"بحيري"، نشر بيانًا على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أشاد فيه بالقرار الرئاسي، قائلًا "القرار الرئاسي انتصارًا للتنوير والمثقفين على الظلام السلفي، القرار الرئاسي رفع رأس كل مثقف في مصر".

وعلى الرغم من المعاناة التي ذاقها "بحيري" خلف القضبان، فقد قال الباحث، إنه قضى 10 أشهر و20 يومًا في السجن، وأن حبسه كانت تجربة صعبة، لان الفكر لا يُحبس، إلا أنه عاد ليتحدى مرة أخرى الجميع بأفكاره، وأصر على استكمال برنامجه وأفكاره.

ففي تصريحات تليفزيونية له عقب قرار العفو عنه، كشف "بحيري" عن عودة برنامجه "مع إسلام البحيري"، والذي تسبب في حبسه، مرة أخرى قائلًا "أفكارى هاقولها فى نفس البرنامج، مش فى ذات القناة ولكن فى غيرها، وسأعرضه على أكثر من قناة، وما قلته قبل السجن أهون بكثير مما سأقوله بعد السجن، وأنا مصمم على مواصلة مشواري ومش هتراجع ولا هخاف".

وقال، إنه يرفض أراء البعض بربط العفو بالمدة المتبقية لديه وهي 40 يومًا، مضيفًا "حصلت على براءة نهائية من ازدراء الأديان من محكمة النقض، وأي حد هيقولي بتزدري الأديان هرفع عليه قضية وأسجنه".

وتابع "لن أشتري سلامي الشخصي، وأبيع ما كنت أدافع عنه، ليس إدعاء بطولة، لكن ما يحدث في سيناء أدعى بأن أستمر في مواجهة الفكر الظلامي، فهؤلاء الذين يقتلون جنودنا في سيناء، يقتلوهم بناء على فتاوى مستمدة من كتب التراث التي كنت انتقدها".

وأضاف أن السجن أفاده أكثر مما ضره، لانه جعله يتمسك أكثر بآراءه في مواجهة الفكر الداعشي المتشدد الذي يستبيح قتل والتنكيل بأي شخص لمجرد أنه مختلف، وأنه يسعى إلى جمع كل المثقفين المتفرقين حاليًا في مشروع ثقافي تنويري، قائلًا "أنا طالع أكثر قوة ومرفوع الرأس وهكمل برنامجي على أي قناة، فأنا لم أقل إلا 1% فقط من أفكاري".