طعنة في ظهر "صاحبة الجلالة".. حبس نقيب الصحفيين يفجر بركان الغضب.. عيسى: "حكم قاس وتداعياته كارثية".. "الإبراشي" يُشعل معركة حامية بين أعضاء النقابة.. وتعليق ناري من "حمدين صباحي"
ما إن صدر الحكم أمس السبت، ضد نقيب الصحفيين "يحيى قلاش" بالحبس عامين، حتى انفجر ما يشبه بركان الغضب، أطلق فيه الجميع حممه النارية تجاه الداخلية والمحكمة، واشتعلت الأوضاع سريعًا أمام نقابة الصحفيين، بدعوى الاحتجاج على حبس صاحبة الجلالة خلف القضبان، وانتقلت شعلة الغضب سريعًا من الأوساط الصحفية إلى الإعلامية بتنديدات لاذعة.
الحبس عامين وكفالة 10 آلاف جينه، كان الحكم الذي أصدرته محكمة جنح قصر النيل المنعقدة بمنطقة عابدين، ضد "قلاش" وعضوي نقابة الصحفيين "جمال عبدالرحيم وخالد البلشي"، بتهمة إيواء هاربين من العدالة، على خلفية أزمة الصحفي "عمرو بدر"، وذلك للمرة الأولى في تاريخ النقابة منذ 75 عامًا.
"يحيى قلاش"
ورغم شعلة الغضب التي تأججت سريعًا، إلا أن "قلاش" رفض التعليق على أحكام القضاء، مؤكدًا أنه وزميليه مستهدفون منذ بيان النائب العام الثاني الذي تحدث عن الإجراءات القانونية لاقتحام النقابة، قائلًا: "لسنا مرتكبين لجريمة نستحق عليها العقاب كما يتحدث البعض".
وتابع: "ولكن الحقيقة أننا مجني علينا وعلى كياننا النقابي، عندما تم اقتحام النقابة لأول مرة في التاريخ، والقبض على بعض الزملاء من داخلها، المستهدف الحقيقي ليس شخص النقيب أو أعضاء المجلس ولكن هو الكيان النقابي وحرية الصحافة في مصر، فالدولة تتعامل معنا على أننا مجرمون نستحق العقاب".
"ممدوح الولي"
وعلى الصعيد الصحفي، توالت التعليقات المنددة بحكم الحبس، حيث علق نقيب الصحفيين الأسبق "ممدوح الولي"، على صفحته بموقع "فيس بوك" قائلًا: "بعد قرار الحبس، وقانون الجمعيات ، والبرلمان الديكور، وقانون التظاهر، وسجن الإعلاميين، هذا ظلم للحريات".
وتابع: "فهي سابقة تعد الأولى من نوعها في تاريخ مصر، فالمشهد عبثي، ويعطي مؤشر انحداري للحريات في مصر نحو الهاوية وهو الأمر الذي يشير إلى أن الأيام القادمة سوف تكون أسوأ".
"صلاح عيسي"
ووصف الكاتب الصحفي "صلاح عيسى"، الأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة، الحكم بـ"الكارثي والسابقة التاريخية"، مؤكدًا أنه آثار دهشة الجماعة الصحفية في مصر والخارج؛ لأنه لم يكن متوقعًا على الإطلاق، وسيجلب ردود فعل سلبية من الخارج، وتداعيات كارثية في الداخل، مختتمًا: "سنتابع مراحل التقاضى القادمة، ونثق أن الحكم سيتم إلغاؤه في المراحل القادمة".
"محمد البرادعي"
"مشهد آخر من مسرحية عبثية"، بهذه الكلمات غرد الدكتور محمد البرادعي ، نائب رئيس الجمهورية السابق، عقب الحكم الصادر ضد "قلاش"، قائلًا: "عندما نحبس نقيب الصحفيين هل ستنهال علينا الاستثمارات نظرًا للثقة في دولة القانون أم ستنتظر حتى يعفو عنه؟".
"خالد علي"
وتابعه تغريدة أخرى للمحامي "خالد علي"، الذي كتب قائلًا: "الوصول بالصراع مع نقابة الصحفيين إلى حد انتظار صدور حكم بحبسه ووكيليه، يعكس حجم الاستبداد والقمع الذي تخطى حواجز كثيرة".
"حمدين صباحي"
ولاقى تعليق "حمدين صباحي"، المرشح الرئاسي السابق، ترحيبًا كبيرًا من رواد موقع "تويتر" الذين وصفوه بالناري، حيث قال: "مصر تنتقل من اللامقبول إلى اللامعقول، هذا هو الحال في ضوء الحكم على نقيب الصحفيين".
وتابع: "وإن صحت فهي شرفهم الإنساني وواجبهم النقابي وامتحانهم الأخلاقي، الذي نجحوا فيه بجدارة تليق بهم، وبنقابة الرأي العريقة، سنبقى مع وطننا ونقابتنا ونقيبنا حتى سيادة العقل والعدل والحرية، اللهم استر مصر وانصرها".
"محمد الغيطي"
لم يختلف الأمر كثيرًا في برامج "التوك شو"، التي أطلق إعلاميوها هجومهم القوي تجاه الداخلية بعد قرار الحبس، كان منهم الإعلامي "محمد الغيطي" الذي استنكر قرار الحبس، قائلًا: "إن هذا الحكم طعنة بسكينة في ظهر الدولة"
وأضاف: "هذا الحكم يعيد الدولة إلى نفق مظلم مرة اخرى، بعد الفرحة الكبيرة التي عمت الشعب المصري بقرار الإفراج عن 83 شابًا من المحبوسين".
"عمرو أديب"
أما الإعلامي عمرو أديب، فسخر من الحكم قائلًا: "في مصر كلنا هنتسجن، ومصر عاملة زي الخلاط، كلنا ممكن نتسجن ونتبهدل وكله بالقانون، هذا المشهد سيء للغاية، الحكم على نقيب الصحفيين شكله مش لطيف، صحيح إنه متحبسش وإنه هيتدفع له كفالة، بس الصحف الأجنبية متعرفش ده".
وتابع: "الصحف العالمية متعرفش غير الحبس سنتين، الذي صار المانشيت الرئيس لكل الصحف العالمية، وممكن الصحفيين يعملوا حركة لطيفة ميدفعوش الكفالة فيتحط النقيب في السجن ويبقى المنظر لطيف قدام العالم".
"وائل الإبراشي"
وكالعادة، اشتعلت معركة حامية داخل استوديو "العاشرة مساءً" على يد الإعلامي "وائل الإبراشي"، الذي استضاف "حنان فكري" عضو مجلس نقابة الصحفيين، والكاتب الصحفي "جمال الدين حسين"، ونشبت الأزمة حين تحدثت الأولى عن أن هناك ضغوط مورست في الخفاء لإسقاط نقابة الصحفيين.
فضحك "حسين" ما جعلها تعلق عليه قائلة: "أضحك ما أنت معندكش انتماء للنقابة"، فأجابها: "ده تطاول وهنسحب لو اتكرر"، فاتهمته "فكري" بإنه يعمل عل تهييج الرأي العام ضد النقابة، والنقيب في أزمته مع الداخلية، وحاول "الإبراشي" تهدئة الموقف قائلًا إنها وجهة نظره.
"أحمد موسى"
وكالعادة انشق الإعلامي "أحمد موسى" عن الصف الإعلامي والصحفي، إذا أيد الحكم بدعوى أنه لا أحد فوق القانون، مؤكدًا أن جميع الصحفيين يحترمون القضاء؛ إذا تعرضوا لأي مساءلة، وعلى النقيب اللجوء لدرجات التقاضي التالية كما يفعل الجميع، قائلًا: "علينا احترام العدالة والقانون، لا سبيل لحل الأزمة سوى بسلوك المسار القضائي".