رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طعنة في ظهر "صاحبة الجلالة".. حبس نقيب الصحفيين يفجر بركان الغضب.. عيسى: "حكم قاس وتداعياته ‏كارثية".. "الإبراشي" يُشعل معركة حامية بين أعضاء النقابة.. وتعليق ناري من "حمدين صباحي"‏

جريدة الدستور

ما إن صدر الحكم أمس السبت، ضد نقيب الصحفيين "يحيى قلاش" بالحبس عامين، حتى انفجر ما يشبه بركان الغضب، ‏أطلق فيه الجميع حممه النارية تجاه الداخلية والمحكمة، واشتعلت الأوضاع سريعًا أمام نقابة الصحفيين، ‏بدعوى الاحتجاج على حبس صاحبة الجلالة خلف القضبان، وانتقلت شعلة الغضب سريعًا من الأوساط ‏الصحفية إلى الإعلامية بتنديدات لاذعة.‏

الحبس عامين وكفالة 10 آلاف جينه، كان الحكم الذي أصدرته محكمة جنح قصر النيل المنعقدة بمنطقة ‏عابدين، ضد "قلاش" وعضوي نقابة الصحفيين "جمال عبدالرحيم وخالد البلشي"، بتهمة إيواء هاربين ‏من العدالة، على خلفية أزمة الصحفي "عمرو بدر"، وذلك للمرة الأولى في تاريخ النقابة منذ 75 عامًا.‏

‏"يحيى قلاش"‏
ورغم شعلة الغضب التي تأججت سريعًا، إلا أن "قلاش" رفض التعليق على أحكام القضاء، مؤكدًا أنه ‏وزميليه مستهدفون منذ بيان النائب العام الثاني الذي تحدث عن الإجراءات القانونية لاقتحام النقابة، قائلًا: ‏‏"لسنا مرتكبين لجريمة نستحق عليها العقاب كما يتحدث البعض".‏

وتابع: "ولكن الحقيقة أننا مجني علينا وعلى كياننا النقابي، عندما تم اقتحام النقابة لأول مرة في التاريخ، ‏والقبض على بعض الزملاء من داخلها، المستهدف الحقيقي ليس شخص النقيب أو أعضاء المجلس ولكن ‏هو الكيان النقابي وحرية الصحافة في مصر، فالدولة تتعامل معنا على أننا مجرمون نستحق العقاب".‏

‏"ممدوح الولي"‏
وعلى الصعيد الصحفي، توالت التعليقات المنددة بحكم الحبس، حيث علق نقيب الصحفيين الأسبق ‏‏"ممدوح الولي"، على صفحته بموقع "فيس بوك" قائلًا: "بعد قرار الحبس، وقانون الجمعيات ، والبرلمان ‏الديكور، وقانون التظاهر، وسجن الإعلاميين، هذا ظلم للحريات".‏

وتابع: "فهي سابقة تعد الأولى من نوعها في تاريخ مصر، فالمشهد عبثي، ويعطي مؤشر انحداري ‏للحريات في مصر نحو الهاوية وهو الأمر الذي يشير إلى أن الأيام القادمة سوف تكون أسوأ".‏

‏"صلاح عيسي"‏
ووصف الكاتب الصحفي "صلاح عيسى"، الأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة، الحكم بـ"الكارثي ‏والسابقة التاريخية"، مؤكدًا أنه آثار دهشة الجماعة الصحفية في مصر والخارج؛ لأنه لم يكن متوقعًا على ‏الإطلاق، وسيجلب ردود فعل سلبية من الخارج، وتداعيات كارثية في الداخل، مختتمًا: "سنتابع مراحل ‏التقاضى القادمة، ونثق أن الحكم سيتم إلغاؤه في المراحل القادمة".‏

‏"محمد البرادعي"‏
‏"مشهد آخر من مسرحية عبثية"، بهذه الكلمات غرد الدكتور محمد البرادعي ، نائب رئيس الجمهورية ‏السابق، عقب الحكم الصادر ضد "قلاش"، قائلًا: "عندما نحبس نقيب الصحفيين هل ستنهال علينا ‏الاستثمارات نظرًا للثقة في دولة القانون أم ستنتظر حتى يعفو عنه؟".‏

‏"خالد علي"‏
وتابعه تغريدة أخرى للمحامي "خالد علي"، الذي كتب قائلًا: "الوصول بالصراع مع نقابة الصحفيين إلى ‏حد انتظار صدور حكم بحبسه ووكيليه، يعكس حجم الاستبداد والقمع الذي تخطى حواجز كثيرة".‏

‏"حمدين صباحي"‏
ولاقى تعليق "حمدين صباحي"، المرشح الرئاسي السابق، ترحيبًا كبيرًا من رواد موقع "تويتر" الذين ‏وصفوه بالناري، حيث قال: "مصر تنتقل من اللامقبول إلى اللامعقول، هذا هو الحال في ضوء الحكم ‏على نقيب الصحفيين".‏

وتابع: "وإن صحت فهي شرفهم الإنساني وواجبهم النقابي وامتحانهم الأخلاقي، الذي نجحوا فيه بجدارة ‏تليق بهم، وبنقابة الرأي العريقة، سنبقى مع وطننا ونقابتنا ونقيبنا حتى سيادة العقل والعدل والحرية، ‏اللهم استر مصر وانصرها".‏

‏"محمد الغيطي"‏
لم يختلف الأمر كثيرًا في برامج "التوك شو"، التي أطلق إعلاميوها هجومهم القوي تجاه الداخلية بعد قرار ‏الحبس، كان منهم الإعلامي "محمد الغيطي" الذي استنكر قرار الحبس، قائلًا: "إن هذا الحكم طعنة بسكينة في ظهر الدولة"

وأضاف: "هذا الحكم يعيد الدولة إلى نفق مظلم مرة اخرى، بعد الفرحة الكبيرة التي عمت الشعب ‏المصري بقرار الإفراج عن 83 شابًا من المحبوسين‎"‎‏.‏

‎ ‎‏"عمرو أديب"‏
أما الإعلامي عمرو أديب، فسخر من الحكم قائلًا: "في مصر‎ ‎كلنا هنتسجن، ومصر عاملة زي الخلاط، ‏كلنا ممكن نتسجن ونتبهدل وكله بالقانون، هذا المشهد سيء للغاية، الحكم على‎ ‎نقيب الصحفيين‎ ‎شكله مش ‏لطيف، صحيح إنه متحبسش وإنه هيتدفع له كفالة، بس الصحف الأجنبية متعرفش ده".‏

وتابع: "الصحف العالمية متعرفش غير الحبس سنتين، الذي صار‎ ‎المانشيت‎ ‎الرئيس‎ ‎لكل ‏الصحف‎ ‎العالمية، وممكن الصحفيين يعملوا حركة‎ ‎لطيفة‎ ‎ميدفعوش الكفالة فيتحط النقيب في السجن ويبقى ‏المنظر لطيف قدام العالم".‏

‏"وائل الإبراشي"‏
وكالعادة، اشتعلت معركة حامية داخل استوديو "العاشرة مساءً" على يد الإعلامي "وائل الإبراشي"، الذي ‏استضاف "حنان فكري" عضو مجلس‎ ‎نقابة الصحفيين، والكاتب الصحفي "جمال الدين حسين"، ونشبت الأزمة حين تحدثت ‏الأولى عن أن هناك ضغوط مورست في الخفاء لإسقاط نقابة الصحفيين.‏

‏فضحك "حسين" ما جعلها تعلق عليه قائلة: "أضحك ما أنت معندكش انتماء للنقابة"، فأجابها: "ده تطاول ‏وهنسحب لو اتكرر"، فاتهمته "فكري" بإنه يعمل عل تهييج الرأي العام ضد النقابة، والنقيب في أزمته مع ‏الداخلية، وحاول "الإبراشي" تهدئة الموقف قائلًا إنها وجهة نظره.‏

‏"أحمد موسى"‏
وكالعادة انشق الإعلامي "أحمد موسى" عن الصف الإعلامي والصحفي، إذا أيد الحكم بدعوى أنه لا أحد ‏فوق القانون، مؤكدًا أن جميع الصحفيين يحترمون القضاء؛ إذا تعرضوا لأي مساءلة، وعلى النقيب اللجوء ‏لدرجات التقاضي التالية كما يفعل الجميع، قائلًا: "علينا احترام العدالة والقانون، لا سبيل لحل الأزمة سوى ‏بسلوك المسار القضائي".‏