رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصير الشرق الأوسط بعد فوز ترامب «١-٢»


ترامب يعكس الأزمة الكبيرة التى يعيشها الحزب الجمهورى منذ تراجع نفوذه وسيطرة المحافظين الجدد عليه إبان عهد الرئيس بوش الابن، ولم ينجح فى إعادة الهيكلة التى تمكنه من إزالة الآثار السلبية لتلك الفترة، ومن ثم لم يستطع تقديم مرشح توافقى للرئاسة قادر على انتشال الحزب من مشكلاته ويوحد صفوفه، بل على العكس جاء ترشح ترامب ليكرس حدة الانقسام داخله، ومع تراجع وانسحاب المرشحين البارزين مثل تيد كروز وجيب بوش، أصبح ترامب بمثابة مرشح الضرورة، بعدما نجح فى الانتخابات التمهيدية، وهو ما يعنى استمرار أزمة الحزب.

بروز دور الفاعلين الآخرين فى المنطقة: فلم تعد أمريكا الفاعل الرئيسى فى تفاعلات وقضايا الشرق الأوسط، مع تصاعد أدوار قوى دولية أخرى مثل روسيا والصين خاصة فى مرحلة ما بعد ثورات الربيع العربي، حيث أصبح الدور الروسى بارزا ومتشابكا فى العديد من الأزمات بالمنطقة، خاصة فى الأزمة السورية. إضافة إلى أن هناك عددا من المحددات التى تحكم السياسة الخارجية الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط، وتجعل هناك استمرارية لتلك السياسة واستمرار الانخراط الأمريكى فى أزماتها، بغض النظر عن الفائز فى الانتخابات، وتتمثل فى المصالح الاستراتيجية الأمريكية فى المنطقة وحماية أمن إسرائيل والمحافظة على إمدادات وأسعار نفط مستقرة، ومحاربة الإرهاب ومواجهة أسلحة الدمار الشامل والحفاظ على استقرار الدول الصديقة والحليفة، لكن التغير فقط سيكون فى الآليات وليس فى التوجهات. - العلاقة مع إيران والاتفاق النووي: يعارض ترامب الاتفاق النووى مع إيران، ويقول إنه قادر على التفاوض على صفقة أفضل. وأكد أنه سيوقف البرنامج النووى الإيرانى «بأى وسيلة ضرورية»، كما يؤيد زيادة العقوبات الاقتصادية على إيران لأكثر مما كانت عليه قبل الاتفاق. المصالح الاستراتيجية الأمريكية فى المنطقة وتتمثل فى حماية أمن إسرائيل، والمحافظة على إمدادات وأسعار نفط مستقرة، والحفاظ على استقرار الدول الصديقة فى المنطقة، ومحاربة الإرهاب خاصة تنظيم داعش، وهو ما يعنى استمرار الانخراط الأمريكى فى المنطقة، كذلك تصاعد تأثير الرأى العام العربى فى عملية صنع السياسة الخارجية لدول المنطقة، حيث لم تعد السياسة الأمريكية، كما كان فى السابق، مقتصرة فقط على التحالف مع الأنظمة الحاكمة فى المنطقة بما يحقق مصالحها وأهدافها خاصة الحرب على الإرهاب، فى مقابل الدعم الأمريكى لتلك الأنظمة للحفاظ على شرعيتها واستمرارها، بل أضحى الرأى العام عاملا حاكما فى السياسة الخارجية لدول المنطقة، مما ساهم فى جعلها أكثر استقلالية إزاء السياسة الأمريكية، بعد أن كانت أشبه بالتابعة لها. ولذلك فإن الإدارة الأمريكية الجديدة وهى تسعى لتحقيق مصالحها فى الشرق الأوسط عليها أن تراعى الرأى العام العربى فى نمط تحالفاتها أو سياساتها الخارجية تجاه المنطقة. مرشح الجمهورى ، قد ينحاز مع منطقة الشرق الأوسط ضد إيران ويرجع سياسة لجم وإخماد النظام الإيرانى التى كانت موجودة قبل فوز الرئيس أوباما، وربما يعزز قوة حلفائه بالمنطقة، وربما ينفتح على إيران ويفعل العكس ويقدم لها ويمنحها أكثر مما منحها الرئيس «أوباما».