رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"انقلب السحر على الساحر".. المصير الأسود ينتظر الإخوان بعد فوز ترامب.. وأمريكا ترفع يدها عن أحفاد البنا بقرار صادم.. ومراقبون: شهر العسل بين الجماعة والولايات المتحدة انتهى

جريدة الدستور

مصيرًا غامضًا يميل إلي القتامه صار يخيم علي التنظيم الدولي للإخوان بعد أن وجدوا أنفسهم أمام رهانًا خاسرًا بعد الهزيمة التي منيت بها المرشحه الديموقراطية هيلاري كلينتون، بوصول المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلي سدة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية.

وعلى عكس كل استطلاعات الرأي، حصل ترامب على أكثر من 270 من الأصوات الإجمالية البالغة 538 صوتا للفوز بمنصب الرئاسة الأميركية بفارق كبير عن منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون.

صعود ترامب علي رأس السلطة في الولايات المتحدة نزل كالصاعقة علي مسامع أعضاء تنظيم الإخوان وحلفاءهم الذين عولوا كثيرًا علي فوز المرشحة الأقرب إلي الجماعه هيلاري كلينتون، صاحبة المواقف المنحازه إلي حد كبير للجماعه، لاسيما في أعقاب الإطاحة بهم من حكم مكصر في 30 يونيو قبل ثلاث أعوام.

بل سبق وأن اتهم ترامب منافسته كلينتون بمساعدتهم للوصول للحكم بقوله: "ساعدت على الإطاحة بنظام صديق واستبدلته بنظام تابع للإخوان المسلمين"، واصفًا إياه بالمتشدد.

لكن خسارة الإخوان بفوز ترامب ليس متعلقة بخسارتهم حليف قوي في البيت الأبيض وانما لصعود آخر ذا خلفية معادية للإسلام الراديكالي المتطرف، بل وإظهاره الدائم في تصريحاته إبان حملاته الدعائية دعمه للنظام المصري بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

بل عمق من مخاوف التنظيم ما أعلنه وليد فارس مستشار العلاقات الخارجية بحملة المرشح الجمهوري، الذي أكد في سبتمبر الماضي، أن ترامب يؤيد مشروع قانون مطروح فى الكونجرس بوضع جماعة الإخوان على قائمة الإرهاب وسوف يوقع على هذا القانون فى حالة فوزه فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وعقب إعلان فوز المرشح الجمهوري تعاقبت تصريحات صقور الجماعه، إذ استبعد إبراهيم منير، نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين، مساء اليوم الأربعاء، إقدام الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب على اتخاذ قرار بتصنيف الجماعة على "قوائم الإرهاب" الأمريكية، قائلا إن هذا القرار "لا نرجوه ولا نخشاه".

أضاف منير الذي يشغل منصب أمين التنظيم العالمي للجماعة: "أي رئيس أمريكي محكوم بسلطات ونظم وأجهزة أخرى تعمل وتكون مساهمة في إصدار أي قرار".

وإزاء ذلك، يقول الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن صعود ترامب أفقد الإخوان حليفًا قويًا يتمثل في كلينتون التي كانت تنظر إليهم بإعتبارهم بديل محتمل للسلطة في مصر وتنظيم سلمي قوي، وهو ما دفعها للتردد كثيرًا في إعتبار ان ما حدث في 30 يونيو ثورة بل تعاملت مع الوضع علي أنه إنقلاب عسكري.

وأشار "نافعة" في تصريح لـ"الدستور"، إلي أن علي النقيض من كلينتون، ينظر ترامب للنظام المصري بإعجاب ويعتقد أن السيسي خلص البلاد من تنظيم يستخدم الدين في السياسة ومتطرف عقائديًا، متوقعًا أن تشهد تلك المرحلة المقبلة علاقات أفضل وأكثر قربًا بين مصر والولايات المتحدة.

واستبعد أن يصدر ترامب قانونًا يجرم الإخوان ويعتبرها تنظيم إرهابي في الوقت الراهن، وانما سيتعامل معهم بصفتهم تنظيم راديكالي والتي تدخل ضمن تيار الإسلام المعتدل، مع انحسار معركة علي تنظيم داعش الإرهابي وجبهة النصرة والتنظيمات النشطة في سوريا، مؤكدًا أنه في جميع الأحوال فإن ذلك ليس ضمن أوليات ترامب وعلينا أنتظار تشكيل الإدارة الأمريكية المعاونة له.

اما سامح عيد الباحث فى الشئون الإسلامية، قد استبعد أن يؤثر صعود ترامب علي نفوذ الإخوان سلبًا، مؤكدًا أن كلا من المخابرات والكونجرس والإدارة الأمريكية تنظر إلي تنظيم الإخوان بإعتباره ورقة رابحة في الصراعات الدائرة في منطقة الشرق الأوسط، التي باتت علي شفا حرب طائفية تقع الإخوان في القلب منها.

وأضاف "عيد"، في تصريح خاص، أن الإخوان لهم مكتب مخصّص لهم داخل المخابرات الأمريكية، وهم دائمو التواصل مع الإدارة الأمريكية، حتى إن تظاهر ترامب بكرهه للمسلمين، فإن العلاقات التحتية بينهم ما زالت مستدامة ومستمرة، ليس فقط بإخوان مصر، ولكن بالإخوان فى جميع الدول العربية.
وتوقع أن يشهد ملف العلاقات الخارجية مع مصر تغيرًا طفيفًا في ظل إدارة ترامب، بشكل يقل معه الضغوط علي النظام المصري، ولكن سيظل ملف الإعدامات ملف أخلاقي لاسيما وان بلدان اوروبا والعديد من الولايات الأمريكية ألغت عقوبة الإعدام، كما أن أمريكا تنظر إلي الحكم علي محمد مرسي بإعتباره حكم سياسي وليس قضائي بحت.