رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كذبت الاستطلاعات ولو صدفت.. "مفاجأة ترامب" تقود بحوث الرأي العام إلى غرفة الإنعاش.. التوقعات تنصب "كلينتون" رئيسًا وهميًا.. و"مرسي" و"شفيق" أبرز تنبؤات الفشل

جريدة الدستور

"هيلاري كلينتون" الفائزة لا محالة، كانت تلك النتيجة التي أظهرتها العديد من استطلاعات الرأي وبحوث الرأي العام، والتي مالت دفة توقعاتها وتحليلاته في اتجاه تنصيب مرشحة الحزب الديمقراطي كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية.

لكن أصوات الناخبين جاءت بما لا تشتهي استطلاعات الرأي العام الأمريكية، بعدما جعلتها مجرد دخان في الهواء لا يمكن التعويل عليه.

ورغم أن حالة "ترامب" و"كلينتون" كانت الاستثناء الوحيد في تاريخ توقعات الرأي الأمريكية، التي جاءت بنتائج عكسية خلافا لما هو متوقع، لكن الملاحظ هو زيادة وتيرة فشل استطلاعات الرأي الأمر الذي ترجمته العديد من نتائج الانتخابات والاستفتاءات في الفترة الأخيرة.

مرسي وشفيق

شهد المحيط العربي تجسيدًا حيًا لظاهرة فشل استطلاعات الرأي، بتجربة حية جرت أحداثها علي الأراضي المصرية خلال فعاليات الانتخابات الرئاسية عام2012 .

الأحداث بدأت مع إعلان اللجنة العليا المشرفة علي الانتخابات، القائمة النهائية للمرشحين المتنافسين علي المنصب الرفيع، لتبدأ معها جولة من محاولة جميع المرشحين تزكية أنفسهم لدي جموع الناخبين لأجل الظفر بأصواتهم.

ومع الدخول في معمعة السباق، بدأت الأنظار تتوجه صوب المرشحين عمرو موسي وعبد المنعم أبو الفتوح، بعدما أكدت توقعات المحليين وكافة الاستطلاعات أن الإعادة قادمة كلا منهما ولا عزاء لبقية المرشحين.

لكن في مفاجأة من ذات العيار الثقيل، جاءت نتائج الجولة من الماراثون الإنتخابي مخالفة لتوقعات الكل، بعدما أسفرت عن وجود جولة إعادة ستدور رحُاها بين المرشحين الآخرين محمد مرسي وأحمد شفيق.

اعتقد البعض أن نتائج الجولة الأولي، ستكون كفيلة بإخراس أصوات استطلاعات الرأي حين من الدهر، لكن سرعان ما عادت العجلة للدوران من جديد، بعد ظهور العديد من الاستفتاءات، والتي كانت تؤكد في معظمها بأن كرسي الرئاسة في انتظار "شفيق".

لكن كالعادة خابت من جديد التوقعات، بعدما قادت أصوات الناخبين "مرسي" إلي سدة الحكم.

بريطانيا والاتحاد الأوروبي

في واحدة من الاستفتاءات المصيرية، والتي اعتبر كثيرين نتائجها بمثابة ثورة جديدة، تصنع التغيير في المحيط الأوروبي والعالمي أيضا، كانت وقتها كل العيون شاخصة تجاه ما ستسفر عنه أصوات الناخبين بين كلا المعسكرين الرافضين والمؤيدين لبقاء بريطانيًا عضوا في الاتحاد الأوروبي.

الاستفتاء الذي جرت أحداثه في يونيو الماضي، كانت معظم التوقعات تصب في صالح التيار المؤيد لبقاء بريطانيا عضوا في الإتحاد الأوروبي.

لكن جاءت النتائج لتضع استطلاعات الرأي التي أيدت البقاء في موقف لا تحسد عليه، بعدما أيدت الغالبية العظمي من المشاركين خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

تركيا والانتخابات النيابية

الشىء ونقيضه" هكذا كان حال مراكز استطلاعات الرأي وقت إجراء الانتخابات النيابية، والذي تنافس فيها حزب العدالة والتنمية الحاكم بجانب حزب الشعب الجمهوري، وعدد من الأحزاب الأخري.

التوقعات التي صارت علي وتيرة واحدة بتأكيدها فوز "العدالة والتنمية" بالأغلبية البرلمانية من أول جولة وإعادة تشكيل الحكومة طبقًا لنصوص الدستور التركي.

ومن جديد ذهبت التنبؤات سُدي، بعدما استطاع حزب الشعب الجمهوري، من أن يصبح الحصان الأسود، بعد فوزه بنسبة عالية من الأصوات، جعلته شريكًا لحزب أردوغان في المطبخ السياسي، ومزاحمًا له في تشكيل الحكومة الجديدة.

وعقب جولة من المفاوضات، فشلًا كلا الحزبين في إعادة تسمية رئيس للحكومة أو الإتفاق عليها، الأمر الذي ترتب عليه إعادة الانتخابات النيايبة من جديد.

وعقب إجراء جولة الإعادة أكدت كافة استطلاعات الرأي، فشل العدالة والتنمية في الفوز بالأغلبية البرلمانية، وأن حزب الشعب الجمهوري سُيلقن الحزب الحاكم درسًا لا ينسي.

لكن حزب أردوغان فاجىء الجميع وكسر تابوهات استطلاعات الرأي، بعدما أزاح حزب الشعب الجمهوري من طريقه، حاصدًا الأغلبية البرلمانية، التي فتحت أمامه المطبخ السياسي يفعل به ما يحلو له.