كلينتون تواجه الهجمات من كل جانب.. "ويكليكس" مستمر في مهاجمتها و"التحقيق الفيدرالي" يدخل المعركة قبل أيام من موعد الانتخابات.. وخبراء: من المتوقع وقف كلينتون

توالت الفضائح في السقوط على رأس المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية، هيلاري كلينتون، كالسهام الحادة والتى لم تمهلها أن تبدأ في النهوض من سقطة إلا وتجد الأخري، ما أدي إلى تقلص الأصوات لصالحها في تلك الأيام الأخيرة قبل موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وهي المدة الفاصلة بينها وبين منافسها المرشح الجمهوري، دونالد ترامب.

ويستمر موقع "ويكليكس" في نشر الرسائل الإلكترونية المسربة لكلينتون، منذ فترة من ترشحها وحتى الأن، قبل أيام قليلة من موعد الانتخابات الرئاسية، ولكن لم يهاجم "ويكليكس" بمفرده كلينتون ويسعي لنشر فضائح لها، بل انضم إليه في الفترة الأخيرة مكتب التحقيق الفيدرالي "FbI"، وبدأ في الكشف عن رسائل إلكترونية فاضحة تضر بحملة كلينتون الانتخابية.

-"ويكليكس" ينفذ وعده
تعد أخر الفضائح التى نشرها موقع "ويكليكس" لهيلاري كلينتون، أمس الثلاثاء، هي رسائل إلكترونية تثبت تلقي كلينتون لأسئلة طرحها عليها منافسها، دونالد ترامب، خلال مناظرات الانتخابية التمهيدية للحزب الديموقراطي، وهو ما يؤكد اتهامات وجهها إليها ترامب من قبل.

وقال ويكليكس إن إحدى هذه الرسائل كتبتها الرئيسة الموقتة للحزب الديموقراطى "دونا برازيل" وأرسلتها إلى رئيس حملة كلينتون "جون بوديستا"، في 5 مارس الماضي.

وكشف الموقع نص الرسالة، حيث قالت برازيل: "إن أحد الاسئلة التى ستطرح على كلينتون سيكون من امرأة مصابة بطفح جلدى، وستسألها ماذا تستطيع فعله للسكان في حال أصبحت رئيسة"، وبالفعل وجه نفس السؤال لكلينتون في اثناء المناظرة من امرأة مريضة.

ونشر موقع ويكيليكس هذه الرسائل بعد اختراق رسائل البريد الإلكترونى العائد لبوديستا من قبل قراصنة قريبين من السلطات الروسية بحسب ما أكدت الاستخبارات الامريكية.

كما نشر الموقع أمس الثلاثاء، رسائل أخري مسربة لجون بوديسا، ينصح فيها إحدى مساعداته بـ"التخلص" في أسرع وقت من جميع الرسائل في اليوم الذي أصبح فيه معلوما أن كلينتون استخدمت بريدا شخصيا لأغراض عمل عندما كانت تعمل كوزيرة للخارجية.

وجدير بالذكر أن إدارة الموقع تنشر الرسائل المسربة لكلينتون، منذ 8 أكتوبر الماضي، وذلك بعد أن توعد جوليان أسانج، بنشر بيانات مهمة ورسائل سرية عن الأنتخابات الأمريكية في مطلع شهر أكتوبر.

-"F B I" يدخل المعركة
شارك مكتب التحقيق الفيدرالي "FBI"، في معركة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وذلك قبل موعد الانتخابات بأسبوع واحد، حيث بدأ في نشر رسائل إلكترونية سرية لمرشحة الحزب الديموقراطي، هيلاري كلينتون، تعد بمثابة هجمات تفتك بحملتها الانتخابية وتجعلها تخسر منصب سيدة أمريكا الأولي، وبالفعل بدأت الأصوات تتقلص لصالح كلينتون.

وكانت أولي الفضائح التى فجرها مكتب التحقيق الفيدرالي، آلاف الرسائل ذات مضمون الجنسي داخل جهاز كمبيوتر محمول يعود لهوما عابدين، مساعدة كلينتون السياسية والتى دائمًا بجوارها حتى قيل عنها "ابنتها الثانية".

واعلن مكتب التحقيق الفيدرالي، الاثنين الماضي، العثور علي رسائل خاصة بزوج عابدين، وهو عضو الكونجرس السابق يدعي، أنطوني وير، والذي انفصل عنها في أغسطس الماضي، وكانت تلك الرسائل ذات مضمون جنسي يوجهها إلى فتيات قاصرات.

وتعد أخر الفضائح التى نشرها مكتب التحقيق الفيدرالي، اليوم الأربعاء، تحقيقًا بشأن مرسوم مثير للجدل أصدره الرئيس الأسبق، بيل كلينتون، في اليوم الأخير لولايته، حيث أصدر بيل كلينتون مرسوم عفو عن مارك ريتش، الملياردير الذي توفي في 2013 وكان ملاحقاً في قضايا تهرب ضريبي وتعاملات تجارية مشبوهة واستغلال النفوذ.

-ترامب يتقدم لأول مرة
اظهر استطلاع للرأي اجرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أمس الثلاثاء ان المرشح الجمهوري للرئاسة الاميركية دونالد ترامب تقدم على منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون بنقطة واحدة للمرة الاولى.

وكشف الاستطلاع ايضا عن تراجع كلينتون سبع نقاط لدى شريحة الناخبين المتحمسين جدا لها، وهو ما يعكس على الارجح تجدد الجدل حول استخدام بريدها الالكتروني الشخصي حين كانت وزيرة للخارجية.

نال ترامب 46% من الاصوات مقابل 45% لكلينتون، وهي المرة الاولى التي يتقدم فيها على كلينتون في استطلاع للرأي.

-احتمالات وقف كلينتون
قال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية، "إن الهجمات التى يشنها مكتب التحقيق الفيدرالي سوف تؤذي كلينتون ومن الممكن أن يتسبب في وقفها عن الانتخابات، وذلك إذا تم تفريغ كل الإيميلات الخاصة بها واكتشاف مخالفات أخري".

وأضاف صادق: "أنه من المتوقع منع كلينتون من استكمال الانتخابات، في ظل تلك الفضائح، مؤكدًا أنه إذا استمرت المفاجأة حول كلينتون في الظهور، في حال فوزها بالانتخابات وأصبحت رئيسًا فعليا لأمريكا، من الممكن ان يتم عزلها وتعيين نائب الرئيس بدلًا منها".

-تقدم ترامب دليل
قال الدكتور سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية، إن رسائل البريد الإلكتروني المسربة لكلينتون أثرت بالفعل على حملتها الانتخابية، والدليل على ذلك هو استطلاعات الرأي الأخيرة التى أظهرت تقدم ترامب على كلينتون لأول مرة.

وأضاف اللاوندي أنه إذا استمر مكتب التحقيق الفيدرالي في نشر رسائل جديدة لكلينتون، سوف يؤدي ذلك إلى احتمالية وقفها عن الانتخابات.