رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أستاذى.. من تربيت على يديه


من تربيت على يديه تربيت على كتابات وأطروحات الكاتب الكبير الأستاذ والمعلم والمربى الراحل عبد العظيم مناف. وكنت أرى فيه المدافع الصلب عن أفكار الزعيم الراحل جمال عبد الناصر خاصة ما يتعلق بنصرة الفقراء والغلابة وأصحاب الدخول المحدودة. لا أنسى يوم أن كتب «حرص جمال عبد الناصر على مال الشعب وكان يقول ابعدوا عن فاكهة الغلابة» عندما أشار بعض الوزراء إلى رفع سعر الشاى. على يد الأستاذ تعلمت أن المبادئ لا تتجزأ وأن أزهى الألوان هى الأبيض والأسود وأن الألوان الأخرى لامكان لها عند أصحاب المبادئ والقيم والمثل العليا.عبد العظيم مناف هو من رصد بقلمه الذهبى المؤامرات التى تحيكها أمريكا حتى لو ظنوا وبعض الظن إثم إنهم من الأصدقاء فقال «أمريكا هى من تنادى بحروق الأوطان وليس حقوق الإنسان كما تدعى» وكان يرى أن الصراع مع العدو الصهيونى صراع وجود وليس صراع حدود. وهذا ما تحقق فعلاً على أرض الواقع. فى عام 1981 كانت آراؤه الصائبة والجريئة سببا فى اعتقاله كما تعرضت جريدتة «صوت العرب» لسان كل الشرفاء إلى المصادرة والإغلاق بالضبة والمفتاح فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك. تعرض الراحل عبد العظيم مناف لضربات موجعة. حاولوا إسكات صوته مرة بالترهيب وأخرى بالترغيب إلا أنه أبدا لم ينزو ولم يهن ولم يتراجع. معارك كثيرة خاضها إلا أنه كان شريفاً فى خصومته وكان همه الأوحد هو بقاء الوطن قوياً. أدار المعارك بنبل وعلمنا ذلك وكان صاحب مدرسة متفردة فى الخلاف فى الرأى الذى لا يفسد للود قضية. نادى بالوحدة فى زمن عز فيه التوحد. على الدوام أتذكر مواقفه ونبله وفيض مشاعره وحنانه على أبنائه من تربوا فى مدرسة الناصر عبد الناصر. دون موعد كانت زيارتى الأولى له فى دار الموقف العربى بشارع قصر العينى. يومها استقبلنى بترحيب وتقدير شديدين وهكذا الكبار والعظماء. وفتح الرجل ذراعيه لى وطلب منى الكتابة وبصفة أسبوعية. فتعلمت على يديه الكثير والكثير. وكانت دروسه فى الوطنية وربما كان أبرزها أن الوطن لا يهون إلا عند العملاء والخونة. تعلمت منه أن المعارضة الشريفة والمسئولة هى الزاد للحاكم. وأنها فى كثير من الأحيان تكون عوناً لاعبئاً. وأن هناك من رجالات الحكم من يرجعون بالدولة إلى الوراء. عرفت الأستاذ والمعلم والمربى الراحل عبد العظيم مناف. وكنت أحرص على السؤال عنه والاستماع إلى آرائه ويكفينى أنه كان يخاطبنى فى نهاية اللقاء دمت لى قلماً وقلباً.