رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر ليست صدفة


ليست صدفة أن تكون مصر أول دولة على كوكب الأرض منذ آلاف السنين، ليست صدفة أن تأخذ اسمها مصر من اسم ابن سيدنا نوح عليه السلام، ليست صدفة أن يُولد فيها نبى الله إدريس. ويكون أول من كتب الأحرف بيده وأول من فصل الملابس ليلبسها البشر، ليست صدفة أن يُطلق الناس منذ فجر التاريخ على النقود والأموال اسم مصارى مشتق من مصر، ليست صدفة أن يشترى أحد المصريين نبى الله يوسف ويعيش ويموت فى مصر،

ليست صدفة أن تكون فيها خزائن الأرض ويكون نبى الله بمثابة رئيس الوزراء فيها.

ليست صدفة أن يأتى إليها كل بنى إسرائيل وعلى رأسهم نبى الله يعقوب وزوجته وأولاده، ليست صدفة أن يُولد فيها ويكبر فيها نبى الله موسى ويكلمه الله فى الوادى المقدس طوى وتكون المرة الأولى والأخيرة أن يصل صوت الله إلى الأرض ويسمعه بشر فى مصر.. ليست صدفة أن يُشق الله فيها لنبى الله موسى طريقا فى البحر لينقذه ومن معه وفى نفس الوقت يُهلك فرعون ومن معه على نفس الطريق.. ليست صدفة أن يضرب فيها نبى الله موسى الحجر فيخرج منه اثنى عشر عين من الماء ليشرب كل فريق من بنى إسرائيل..

ليست صدفة أن ينزل الله على بنى إسرائيل فيها المن والسلوى.. ليست صدفة أن تنزل التوراة على سيدنا موسى فيها.

ليست صدفة أن يبين الله فيها ضلال بنى إسرائيل وبينهم رسول موسى وأخاه هارون ويتركون عبادة الله ويعبدون العجل.. ليست صدفة أن تختارها مريم ابنة عمران ومعها طفلها الرضيع نبى الله ورسوله عيسى بن مريم.. مريم التى أحصنت فرجها، مريم التى ذكرها القرآن ومعها امرأة فرعون مثلا للذين آمنوا.. ليست صدفة أن تظل فيها مريم ورسول الله عيسى بن مريم سبع سنوات.. ليست صدفة أن يستعين نصارى مصر بالمسلمين لكى يخلصوهم من احتلال الرومان النصارى مثلهم .. ليست صدفة أن تُذكر مصر فى القرآن الكريم خمس مرات صراحة والعديد من المرات تكون إشارة إلى مصر..

ليست صدفة أن تكون أمنا هاجر زوجة نبى وخليل الله سيدنا إبراهيم مصرية.. ليست صدفة أن يقول رسول الله عن مصر «استوصوا بأهلها خيراً» ليست صدفة أن يقول عمرو بن العاص إن إمارة مصر تعدل كل باقى دول الخلافة.. ليست صدفة أن تحدث المجاعة فى شبه الجزيرة العربية ويموت الناس جوعا، ويرسل الفاروق عمر بن الخطاب بطلب الغوث من مصر ويكتب ثلاث كلمات فقط واغوثاه .. واغوثاه .. واغوثاه .. والسلام .. فيرد عليه عمرو بن العاص والى مصر بقوله والله لأرسلنك بقافلة من الغذاء أولها فى المدينة المنورة وآخرها فى الفسطاط (القاهرة) واجتمع المصريون وقرروا إنقاذ إخوانهم فى شبه الجزيرة العربية وعندما وصلت القافلة الى المدينة المنورة دعا الفاروق سيدنا عمر بن الخطاب لمصر وأهلها بالخير والنماء والرخاء..

ليست صدفة أن تكون البلد الوحيد الذى ذكر فى كل الكتب السماوية التوراة والإنجيل والقرآن الكريم.. وأخيراً ليست صدفة أن يختص الله فى القرآن الكريم مكانين بالأمن والأمان الأول: بيت الله الحرام أول بيت وضع للناس فى مكة.. والمكان الثانى: مصر بطولها وعرضها.. بسم الله الرحمن الرحيم «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين» صدق الله العظيم.

حفظ الله مصر .. هذا المقال الرائع للكاتب السعودى المحترم علاء محضر وما أحوجنا هذه الأيام إلى مثل هؤلاء الكتاب المحترمين المصريين والسعوديين.