رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"التعذيب في سلخانات التعليم" .. 5 وقائع اعتداء على الطلاب في أقل من شهر.. من "الدهس" إلى "قطع الأوردة" كوارث جديدة تضاف لوحشية المُعلمين

جريدة الدستور

"قف للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا".. ذلك البيت الذي لخص فيه أمير الشعراء أحمد شوقي، مكانة المعلم المرموقة بين صفوف طلابه، أضحت اليوم لا تمت للواقع بصله بعد أن أصبحت الاعتداءات عادة المعلمين في المدارس.

ففي ثلاثة أيام فقط، شغلت ثلاث حوادث الرأي العام تورط فيها مدرسين أشبه بأن يكونوا "جزارين" وليسوا أصحاب لتلك الرسالة السامية، بعدما اعتدوا على طلاب لم تتجاوز أعمارهم 12 عامًا، إضافة إلى واقعتين في نفس الشهر.

"مدرسة تضع طالب تحت قدميها"

مؤخرًا، انتفضت مواقع التواصل الاجتماعي بعد تداول صورة لطفل ملقيًا على الأرض، وقدم معلمة تدهس صدره بكل قوة، أول أمس، وأثارت الصورة غضب النشطاء لما تحتويه على سلوك لا يتناسب مع مكان تلقي العلم والتربية.

وأفادت صاحبة الصورة، أن المدرسة التي بالصورة تسمى عديلة وهي مدرسة تربية نفسية، في مدرسة محمد عبده الإعدادية، وإنها قامت بالاعتداء على هذا الطفل الذي يدعى "محمد حمدي"، في الصف الثاني الإعدادي، بسبب قيام ولد خلفه بـ"التصفير"، واعتقدت المدرسة أنه هو من قام بذلك، فأمسكته من قميصه، ووضعته أسفل قدمها، ولم يجدي معاها توسل الطفل لها".

وروى محمد حمدي، الطالب المعتدي عليه بمدرسة إعدادي بعين شمس، تفاصيل اعتداء معلمة التربية النفسيه عليه، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي وائل الإبراشي، في برنامج "العاشرة مساءً"، المُذاع على فضائية "دريم"، قائلًا "نايمتني على الأرض وحطت رجليها فوق صدري لمدة ربع ساعة، وفضلت تضربني بالعصاية وتهيني قدام زمايلي داخل الفصل".

ودخلت والدة الطفل محمد، في نوبة بكاء على الهواء، في مداخلة هاتفية مع "الإبراشي"، وقالت "هو إحنا عشان ناس غلابة يدوسوا علينا كده، المدرسة داست على ابني زي الصرصار، ومن ساعتها وحالته النفسية سيئة، ورافض يروح المدرسة تاني عشان خايف، ولو إبني حصله حاجة أحمل المسئولية لوزير التربية والتعليم".

وأحال الدكتور الهلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم، مدير إدارة عين شمس التعليمية، ومدير مدرسة محمد عبده الإعداية التابعة للإدارة والإخصائية النفسية بالمدرسة إلى التحقيق بالإدارة العامة للشئون القانونية بديوان عام الوزارة، بشأن الصورة المتداولة.

وفجرت نتيجة التحقيقات مفاجأة، حيث أشارت التحقيقات الأولية إلى عدم صحة الواقعة، وأن ما جاء بالصور المتداولة ليس له أساس من الصحة، حيث أفاد كلًا من ولي أمر الطالب والطالب نفسه في التحقيقات بأنه وقع على الأرض نتيجة التزحلق، وأثناء مرور المعلمة قامت برفع قدمها من على الأرض حتى لا تصطدم به.

"معلمة تقطع أوردة طالب"

ومنذ ثلاث أيام أبلغ ولي أمر طالب بالصف الأول الابتدائي بمدرسة الجمعية الشرعية التابعة لإدارة إمبابة التعليمية، أن ابنه تعرض لقطع في 10 أوردة في يده اليسرى نتيجة قيام مدرسة اللغة العربية بسحب السبورة من يده بسبب حديثه مع زميله بالفصل، وأحال وزير التربية والتعليم اليوم، المدرسة للتحقيق بالشئون القانونية بالوزارة.

في حين نفت المعلمة المتهمة بقطع أوردة الطفل الواقعة، قائلة "والله ماحصل هو أنا كافرة، انا مدرسة بقالي 37 سنة يعني خبرة ومش ممكن أعمل كده في طفل"، وتابعت باكية خلال تصريحات تليفزيونية، أن الطالب كان يمسك بسبورة معدنية صغيرة مطلوبة منهم في الفصل، ومحاطة ببراويز أحدهم تعرض للكسر فجرح يد الطالب".

واستضافت الإعلامية لبنى عسل، في برنامجها "الحياة اليوم" الطفل محمد أحمد إسماعيل، الطالب المعتدي عليه، الذي قال "مس صفاء شدت مني السبورة، إيدي اتعورت ونزل منها دم".

"مدير يعتدي على طالب بالحزام"

وفي واقعة أخرى لمسلسل الاعتداءات على الطلاب بالمدارس، عرض الإعلامي محمد الغيطي، في برنامجه "صح النوم"، المُذاع على فضائية "LTC"، منذ يومين، فيديو لاعتداء وحشي من مدير مدرسة على طالب بالحزام والعصا، وأظهر الفيديو مدير المدرسة بعد أن قيد الطالب إلى الأرض وحاصره وظل يوجه له الضربة تلو الأخرى.

وعلق الغيطي على الفيديو، قائلا: "وزير التربية والتسريب ولا هنا، ومبسوط جدا باللي بيحصل في مدارسه"، مضيفا "أقسم بالله دا لو ابني ولا بنتي ما يكفيني أكل كبد المُدرس ولا المدير دا، مشهد زي دا أقال حكومة في السويد منذ 12 سنة".

"مدرس يعتدي على طالب"

وفي بداية الشهر الجاري، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لطالب بالمرحلة الإعدادية يتعرض إلى الضرب بطريقة وحشية من إحدي المعلمات بمدرسة الزعفران الإعدادية بنين في العباسية، حيث دفعه إلى "السبورة" وقام بضربه بطريقة وحشية على رأسه ووجه، ورجح البعض أن المدرس ضربه بعد أن ألقى عليه الطالب ورقة أو طوب أثناء الشرح، وهاجم إعلاميين ونواب هذه الواقعة، فيما وصفها البعض بـ"البلطجة".

"مدرس يركل طالب"

وفي 18 أكتوبر اعتدى مدرس على طالب يدعى محمود عماد أبو السعود، في الصف الأول الإعدادي، حيث قام المدرس بركل الطالب بالقدم، حتى فقد وعيه، وبدأت الواقعة عندما ذهب الطالب محمود عماد أبو السعود الطالب بالصف الأول الإعدادى، إلى مدرسته، ولسوء الحظ تغيب مدرس الفصل عن الحصة المخصصة له، وتم استبداله بمدرس آخر يدعى "حمدان"، مدرس لغة عربية.

ثم نشبت مشاجرة بينه وبين الطالب، نظرًا لتكاسله وعدم خروجه من الفصل بعد انتهاء اليوم الدراسى، ولم ينتبه الطفل لصراخ الأستاذ ما أعتبره الأستاذ إهانة له، فأقبل عليه وسدده إليه "شلوط" فى بطنه، حتى فقد الطالب وعيه وسقط على الأرض.

وبعد محاولات لإنقاذ الطفل قامت المدرسة بنقل الطفل إلى مستشفى السلام العام، الذى حرر محضرًا رقم 6084 لعام 2016، بقسم شرطة ثان السلام، بالواقعة، وذكر خلال المحضر أن المستشفى تلقى الطفل وهو مصاب بتهتك بالمعدة ونزيف حاد بها، وتم احتجازه بغرفة العناية المركزة، تمهيدًا لإجراء عملية جراحية، بعد تحسن حالته الصحية.