رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المؤامرة الصهيونية الكبرى على آثار مصر «1»..أثريون يطالبون بتدخل «اليونيسكو» إن لم يتوقف العبث الذي يتعرض له «الهرم الأكبر»

جريدة الدستور

علامات استفهام حول اشتراك مارك لينر عضو منظمة كايسى فى المشروع الجديد
«لوفيجارو» تؤكد مخاوف الأثريين من استمرار العمل بهرم خوفو فى سرية مطلقة
مدير المنطقة يهاجم «لوفيجارو» على نشرها توصل فريق العمل إلى «فجوتين» داخل الهرم
«حواس» ترجم بالخطأ «عبو سمسو» وتعنى «رئيس أنفار».. إلى «هابيرو» وتعنى «العبرانيين»
الخبراء: جماعات مشبوهة مستمرة فى طلب ثقب الأهرمات لإثبات ادعاؤهم بأن المصريين ليسوا بناة الأهرامات
وزير الآثار ادعى أن مشروع «كشف أسرار الأهرامات» مختلف ولا يفترض وجود شىء ولا يبحث عن شىء


من الغريب بعد كل ما نشرناه على صفحات «الدستور» حول انتهاك حرمة المنطقة الأثرية بالهرم.. وخاصة هرم خوفو وتمثال أبو الهول على يد المهندس المعمارى مارك لينرـ أحد أهم تلاميذ الصهيونى إدجار كايسى الذى يدعى أن أسرار قارة أطلنتيس مدفونة فى هذه المنطقة- ود. زاهى حواس-الآمر الناهى فى وزارة الآثار وتحديدا فى هذه المنطقة رغم إنه ترك الوزارة منذ زمن .. إلا أن د. خالد العنانى ـ وزيرالآثار الحالى ـ يصر على أن يظلا مشرفين على مشروع مشبوه سنوضح تفاصيله فى هذا التحقيق-بحسب صحيفة لوفيجاو الفرنسية- منذ عام 2015 وحتى الآن داخل الهرم الأكبر وأهرامات مصرية أخرى.. ضاربا بعرض الحائط آراء العديد من المتخصصين فى الآثار، الذين يطالبون بتشكيل لجنة من أساتذة العمارة بكليات الهندسة المصرية، لمعرفة حقيقة ما يدور فى هذه المنطقة ونشره أمام الرأى العام المحلى والعالمى خصوصا منظمة اليونيسكو.

الأثريون المعارضون للمشروع أشاروا أيضا بأصابع الاتهام إلى «لينر» بسبب انتمائه لمنظمة تحاول بشتى الطرق ترويج أكاذيب، تدعى أن المصريين ليسوا هم من بنى الهرم الأكبر، وأبو الهول.. وإن من بناهما هم سكان قارة أطلنتيس.. منتقدين فى الوقت نفسه اشتراك د. هانى هلال ـ وزير التعليم العالى الأسبق والمتخصص فى علم ميكانيكا التربة ـ فى هذا المشروع.. وقالو: رغم تقديرنا لشخصه.. فإن الهرم ليس له علاقة بالتربة بل هو بناء حجرى معمارى يختص به مهندسو العمارة.. كما أن عضو اللجنة التى شكلها «عنانى» د. راينر شتاد لمان هو أستاذ فى الآثار المصرية.. وليس متخصصا أيضا فى علم الهندسة المعمارية.. وينطبق الكلام نفسه على عضو اللجنة التشيكى ميرو سلاف بارتا والذى تحوم حوله شبهات عديدة أهمهما مناصرته مزاعم وادعاءات اليهود بحقهم التاريخى باغتصاب تاريخ مصر.. وعابوا على اللجنة خلوها من متخصص رادار.. وهو الجهاز الأساسى الذى يقوم عليه المشروع كله.. بل والوحيد الذى يستطيع قرءاة الرادار.. هو المتخصص فى علم الجيوفيزيقيا وليس المتخصص فى الآثار..الأمر الذى يوصم اللجنة بعدم الصلاحية فى كل نتائجها..إذ إن مصر مليئة بالعلماء فى جميع التخصصات..ويطرح الأثريون تساؤلهم : لماذا يصر «العنانى» على إشراك بعض من تحوم حولهم الشبهات فى هذه اللجنة المنوط بها فحص المشروع.. وهل حقا أن هذا المشروع ما هو إلا بيزنس عال كما أشار بذلك أحد المصادر الأثرية بوزارة الآثار مثلما حدث فى عملية ثقب نفس الهرم عام 2002؟!.

يأتى ذلك تعقيبا على ما فجرته صحيفة لوفيجارو الفرنسية منذ عدة أيام عندما نشرت أن فريق عمل «مسح الأهرامات »، اكتشف «فجوتين» داخل هرم «خوفو» فى أول نتيجة لاختباراتهم منذ بدء العمل فى أكتوبر 2015.. وذلك لمعرفة المزيد عن أسرار الهرم..لافتة إلى أن الفجوتين تحتاويان أسرارا غير معروفة، وإن واحدة منها توجد عند المدخل بالجزء العلوى وعلى ارتفاع حوالى 105 أمتار.. والثانية تقع فى الجانب الشمالى الشرقى من الهرم.

وأكدت الصحيفة وفقًا لادعاء بيان فريق العمل، أنه سيتم إجراء دراسات لتحديد وظيفة هذه الفجوات وطبيعتها وأحجامها، لافتة إلى أن أسباب هذه الفجوات «الحرارية» لا تزال غير معروفة رغم تلميح البيان بوجود ممر حرارى سرى تحت هرم خوفو، ما يحاول العلماء العثور عليه وقد يكون له صله بالفجوات.

طالبت وزارة الآثار المصرية فريق العمل بالاستمرار فى عمليات البحث عاما آخر، مشيرة إلى أن هناك اختبارات أخرى ستجرى لتحديد وظيفة وطبيعة وحجم هذه الفجوات، وقد أوضحت «لوفيجارو» أن العلماء وضعوا مادة الإشعاع الكونى، «الميونات» فى أماكن الفجوات من أجل تميز واكتشاف عمل تلك الفجوات داخل الهرم.. كما كشفت الصحيفة أن فريق العمل المكون من علماء مصريين وفرنسيين وكنديين ويابانيين، انضم إليهم لجنة بمعرفة د.خالد العنانى، وزير الآثار، تضم مارك لينر، رئيس جمعية «أرا» للآثار المصرية ، وميروسلاف بارتا ـ رئيس البعثة التشيكية فى سقارة-وراينر شتادلمان-مدير المعهد الألمانى للآثار الأسبق- مضيفة إنهم استخدموا 3 تقنيات فى عملية المسح وهى: تقنية المسح الحرارى بالأشعة تحت الحمراء.. وتقنية تعتمد على الجزيئات الفضائية تتكامل مع المسح بالأشعة تحت الحمراء،.. ثم تقنية إعادة بناء الهرم افتراضيا بالتقنية الثلاثية الأبعاد.

ما نشرته «لوفيجارو» جعل «العنانى» يصرح للإعلام الداخلى بتاريخ 3 أكتوبر 2016 عن تشكيله لجنة علمية-أثرية لمتابعة العمل بـ «scan pyramids» لافتاً إلى أن هذه اللجنة اجتمعت برئاسة د. زاهى حواس-وزير الآثار الأسبق-لمتابعة العمل بهذا المشروع والوقوف على آخر مستجداته.

وأوضح أن اللجنة تضم فى عضويتها كلا من: «لينر» و «ميرو سلاف بارتا» و«راينر شتادلمان»، مدير المعهد الألمانى للآثار الأسبق، معتقدا بأنهم من أكبر متخصصى الأهرامات فى العالم.. بالإضافة إلى د.هانى هلال-وزير التعليم العالى الأسبق كمنسق عام للمشروع.

وخلال الاجتماع صرح «هلال» بجميع النتائج التى توصل إليها فريق العمل حتى الآن بعد عام كامل من العمل والأبحاث بالهرم المنحنى بدهشور وهرم خوفو الأكبر..مؤكدا نجاح فريق العمل فى تحديد أماكن تشير لوجود «نتوءات» عند المدخل بالجزء العلوى لهرم خوفو وفى الجانب الشمالى الشرقى منه..كما لفت «هلال» إلى أنه سيتم خلال الفترة القادمة إجراء العديد من الدراسات لتحديد وظيفة هذه النتوءات وطبيعتها وأحجامها والتى لم يتم تحديدها حتى الآن.

أما د. زاهى حواس فقال: إن أعضاء اللجنة العلمية الأثرية المشكلة من قبل وزير الآثار قد وافقوا بصفة مبدئية على النتائج التى توصل إليها فريق العمل بالمشروع حتى الآن.. لافتًا إلى أن اللجنة ستقوم بإعداد تقرير مفصل عن رأيها النهائى العلمى والأثرى فى خطوات العمل بالمشروع منذ أن تم البدء فيه وحتى الآن.. وذلك لتسليمه إلى «العنانى» لمناقشته..وأضاف «حواس» أن اللجنة وافقت كذلك بصفة مبدئية على طلب القائمين على المشروع باستمرار العمل لمدة عام آخر.. وذلك بشرط موافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية لتتخذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة.

الآثار تكذب لوفيجارو
ومن الواضح أن ما نشرته «لوفيجارو» عن اكتشاف فريق عمل «مسح الأهرام» فجوتين داخل هرم «خوفو»، فى أول نتيجة لاختباراتهم، منذ بدء العمل فى أكتوبر 2015 قد أغضب أشرف محيى الدين، مدير منطقة آثار الهرم، فرد بتصريح لجريدة محلية-يومية قائلاً: إن «ما وجده فريق العمل ما هو إلا بعض الفراغات فى الناحيتين الشمالية والشرقية من الهرم..ناصحا فى الوقت نفسه بعدم التسرع فى التكهن بماهية هذه الفجوات، والتى يجرى بشأنها أبحاث أثرية لتحديدها».. هذا وقد نسى «محيى الدين أو ربما تناسى أن الصحيفة الفرنسية-كما سبق وذكرنا- قد نقلت ما نشرته حرفيا عن وزير الآثار»..مع الإشارة إلى إن هذه النتائج هى ذاتها التى توصلت إليها الجمعية الجغرافية الأمريكية منذ عام 2002!!.

بينما قالت مصادر أثرية: إن الغرض من تصريح «محيي الدين» هو تلطيف الأجواء بسبب حالة الغضب التى انتابت الكثير من المصريين خاصة بعض العاملين فى الآثار..محذرين من خطورة وأهداف هذه الأبحاث.. كما أكدت المصادر أن مدير منطقة الهرم تم تعيينه بتوصية من د.حواس لأنه من المقربين جدا منه..لافتة إلى تقرير الصحيفة الفرنسية جاء على لسان وزير الآثار حرفياً، وقد نشره على صفحته - صفحة وزارة الآثار - باللغة الإنجليزية والعربية..وتعجبت المصادر عن السبب الذى جعل «محيي الدين» يصف تصريحات الجريدة الفرنسية بأنها متسرعة ومازالت الأبحاث جارية ولم تسفر عن أى شىء موثوق به حتى الآن..متسائلة: هل يريد «محيي الدين» أن يكذب «لوفيجارو» أم وزير الآثار؟

وكشفت المصادر نفسها أن جميع الأبحاث التى نشرتها «لوفيجارو» مازالت طى الكتمان ولا أحد يعلم عنها أى شيء سواء أكان ذلك داخل مصر أو خارجها.. مستشهدة بالنقد اللاذع الذى سبق ووجهه د. حواس-المشرف العام على المشروع ورئيس اللجنة التى شكلها وزير الآثار- للدكتور مموح الدماطى والنصاب نيكولاس ريفز لعدم إعلانهما عن كشف مقبرة نفرتيتى داخل مقبرة توت عنخ آمون أمام العالم كله.. فما كان من «الدماطى» إلا أنه عقد مؤتمرا صحفيا تناول فيه بالشرح التفصيلى جميع خطوات المشروع والأبحاث التى تمت..إضافة إلى متخصص المسح الرادارى اليابانى المدعو «وتانابى»..والذى لم يسلم هو الآخر من انتقاد «حواس» رغم «حواس» غير متخصص فى الرادار..ونيكولاس ريفز صاحب فكرة المشروع - بينما يرفض كل من «العنانى وحواس» إصدار بيان لتوضيح أى معلومات عن المشروع بطريقة أثارت شكوك الكثيرين..والسؤال الواجب طرحه هو : هل أصبح هرم خوفو ملكا للدكتور حواس يتصرف فيه كيفما يشاء دون غيره من أبناء مصر ؟!.

النظريات المشبوهة
وردا على ما قيل عن هذا المشروع وأعضائه والغرض منه و....إتصلنا بالخبير الأثرى أحمد صالح فعلق ساخرا: منتظرين مشروع البيزنس لما نشوف هيودينا على فين..محذرا:أخشى أنه يودينا على «خرم» الهرم إللى عمله زاهى حواس عام 2002..مضيفا: الهرم دائما تحت نظر النظريات المشبوهة والمحاولات التلفيقية، وفى السنوات الأخيرة صدرت نظريات كثيرة لإثبات أن الهرم لا يخص المصريين وآخر هذه المحاولات هو دخول أحد الألمان إلى الغرف العلوية لغرفة دفن الملك خوفو بالهرم الأكبر وأخذ عينات من خرطوش الملك خوفو ليثبت أنها ليست من عصر خوفو حتى يُشاع بأن المصريين القدامى ليسوا هم من بنوا الهرم.

ويواصل «صالح»:ومما يؤسف له إننا أحيانا نُشارك فى هذه النظريات..قد يكون ذلك من باب حسن نية.. أحيانا نشارك، ونحن نعلم النوايا..وحقيقة لا أعلم ما الهدف من استكشاف الأهرامات؟! لكن على أى حال كل ما تابعته حتى الآن يشير إلى البحث عن فجوات أو غرف سرية داخل الأهرامات.. وهذا هو «لب وجوهر» تلك النظريات المشبوهة !.. مؤكداً أن النظريات المشبوهة تدور حول نفى علاقة المصريين بالأهرامات..ومن هذه النظريات..تلك النظرية التى ادعاها الأمريكى إدجار كايسى..مؤسس المنظمة الصهيونية المشبوهة التى تحمل اسمه..والذى يسميه الشعب الأمريكى بـ«النبى النائم».. والذى يعتقد إن المصريين القدامى لم يبنوا الهرم.

ثلاثة أسئلة لحواس
وحول هذا العبث بتاريخنا وتراثنا الأثرى يوجه «صالح» ثلاثة أسئلة للدكتور زاهى حواس بصفته رئيسا للجنة العلمية لمشروع استكشافات الأهرام : السؤال الأول : من عضو اللجنة العلمية التى شكلها؟!..إنه مارك لينر التلميذ النجيب الذى تبناه إدجار كيسى وساعده فى دراسة المصريات لكى يثبت نظريته التى يدعى فيها أن المصريين القدماء ليسوا هم من بنى الأهرامات..وللعلم بالشى فإن هذا الـ «مارك» ..أقصد العضو الذى ضممته يا دكتور حواس للجنتكم الموقرة..هو نفسه العضو الفعال فى المؤسسة الصهيونية الملقبة بـ «البحث والتنوير»..والتى أسسها إدجار كيسى!.

والسؤال الثانى: ألم تكن أنت يا د.حواس مديرا لآثار الجيزة فى عام 1991 حين قام كل من:أنتونى وست وروبرت شوك بتصويربرنامج توثيقى يثبتان فيه وجود قاعة وثائق أسفل أبو الهول..مع إنك تعلم-كما نعلم نحن وكل المهتمين بهذا الملف-أن هذه الإثباتات ضد الحضارة المصرية.. وإن ما ادعاه هذان الشخصان بقصة التآكل الذى ظهر بجسد تمثال أبو الهول قد حدث فى عصر مطير يسبق الحضارة المصرية..وهذا يرمى أيضاً إلى نفس النظرية الخبيثة بأن قدماء المصريين لم يبنوا الأهرامات؟!.
والسؤال الثالث والذى اشترك فيه مع «صالح» عدد لا بأس به من الأثريين المصريين فى الداخل والخارج وهو: ما السر الخفى يا د.حواس الذى جعلك تظهر فى فيلم وثائقى مع جمعية مشبوهة وأجبرك على ترجمة كلمتى « عبو سمسو» والتى تعنى-طبقا لترجمة قاموس برلين وهو أحدث قاموس للغة الهيروغليفية فى العالم- «رئيس أنفار» بـ «هابيرو» فقط..ألا تعلم يا د.حواس إن كلمة «هابيرو» تعنى «العبرانيين».. وهل قلت هذه الكلمة عن عمد..أم عن عن جهلك باللغة الهيروغليفية حتى نلتمس لك العذر بعد أن تصحح هذا الخطأ الذى يمثل خطراً جسيماً على هذا المبنى الفريد من ناحية.. وعلى حضارة وتاريخ مصر من الناحية الأخرى؟!.. وذلك فى برنامج وثائقى من إنتاج الجمعية الجغرافية الأمريكية-الصهيونية حين تحدثت عن النقش الوحيد الموجود فى الغرف العلوية بغرفة دفن الملك خوفو؟؟!!..ألم تعلم يا د.حواس إن اليهود يربطون أنفسهم بكلمة هابيرو والتى تعنى «العبرانين»؟!

وطالب «صالح» للأسباب السابقة وغيرها الكثير سوف يأتى ذكرها تباعا من وزارة الآثار ومن كل مسئول فى هذا البلد بسرعة إعادة النظر فى المشروع المشبوه الذى أعلنت عنه «الآثار» نظراً لقيامه على أفكار مشبوهة تبحث عن اكتشافات وهمية تشبه إلى حد كبير تلك الأفكار التى تبحث عن الغرفة السرية الوهمية التى أُعلن عنها عام 2002.. وكانت وقتها تحت اشراف رئيس اللجنة العلمية..إللى هو «برضه» د. زاهى حواس!.. والشيء بالشيء يذكر.. فقد سبق لدكتور حواس أن اشترك فى مشروع وصفه الاثريون بأنه «وهمى» مع محامية مغمورة من دولة الدومينيكان.. وظلا سوياً يبحثان عن مقبرة الملكة كليو باترا.. وبعد أن جمعا تبرعات كبيرة-بحسب ما ذكرته «مارتنيز»-للإنفاق على المشروع الوهمى..وفى النهاية تم إغلاقه بعد أن استنفذ الغرض منه وهو جمع المال!.

الحقد الهيرودوتى
وحتى يعى القارئ ما يحاك للحضارة المصرية من أعداء الخارج بمساعدة أبنائها-للأسف الشديد-لابد من تسليط الضوء على تاريخ الهرم الأكبر.. ونشر قصة «غرفته السرية» بداية بادعاءات الإغريقى هيرودوت..مروراً بما روجه الأعداء عن بردية خوفو والسحرة..وختاماً بالمؤامرات المغلفة بالأبحاث العلمية فى الوقت الحالى..وحول هذا الموضوع يلقى «صالح» الضوء على زيارة العالم الإغريقى «هيرودوت»-صاحب المقولة الشهيرة «مصر هبة النيل»-للهرم فى القرن الخامس قبل الميلاد..موضحاً أن «هيرودوت» لفت انتباهه كتابات هيروغليفية منقوشة على أحجار الكساء التى تغطى الهرم..فأمر مرشده الكاهن بقراءة ما تقوله هذه الكتابات..والتى كانت تدور حول «كميات نباتات الفجل والبصل والثوم» التى كانت تصرف للعمال الذين بنوا الهرم..علما بأن هذا الإغريقى ادعى فى مؤلفه «هيرودوت يتحدث عن مصر» إن بيوت الدعارة كانت هى الممول الرئيسى لبناء الأهرامات!.

ويواصل «صالح»: تبدأ النظريات المشبوهة عن الهرم الأكبر من خلال رحالة يُدعى «جورج ستانلى فيبر»..والذى نشر كتابا بعنوان «إطروحة عن أسرار كابيرى» عام 1803.. كما نشر كتاباً آخر فى عام 1816 بعنوان «أصل العبادات الوثنية».. وفى هذين الكتابين يرى تشابهاً فى الشكل والبناء بين أهرامات مصر وأهرامات «مايا وبرج بابل التوراتى».. ويعتقد «فيبر» أن المحاولات الثلاث ما هى إلا تقليد لجبل يُسمى «عرارات».. والذى رست عليه مركب سيدنا نوح عليه وعلى نبينا الحبيب المصطفى وبقية أنبياء الله أفضل الصلاة والسلام.

ويستمر «صالح» فى كشف المؤامرة الدنيئة على حضارتنا فيقول: فى عام 1865 قام الاسكتلندى بيازى سميث-وهو صاحب مرجعية دينية-بعمل مقاييس للهرم الأكبر..وسجل هو الآخر قياساته وأفكاره فى كتاب بعنوان «ميراثنا فى الهرم الأكبر».. مدعياً هو الآخر أن هذا الهرم بنى بقياس البوصات الهرمية لعمل موديل متوازن لمحيط الارض..مدعماً ادعائه بتطابق محيط الهرم تماماً مع عدد الأيام فى السنة الشمسية..وتلك الأفكار جعلته يعتقد إن البوصة الإنجليزية مأخوذة من البوصة الهرمية..وإن الذراع الهرمية استخدمت فى قياس مركب نوح وتابوت العهد.. وليس هذا فحسب..بل لقد ذهب سميث فى شططه إلى أبعد من هذا عندما واصل هذيانه فى الادعاء بأن الإنجليز هم نسل القبيلة الإسرائيلية المفقودة.. وإن الغرف والممرات الموجودة داخل الهرم الأكبر..ما هى إلا تسجيل إلهى أو نبوءة فى الحجر لأحداث هامة فى تاريخ الهرم..وإن الذى بنى الهرم هم الأجداد الإنجليز المتقدمون علمياً!.

الصهيونى إدجار كايسى
بعد ذلك ظهرت على السطح ادعاءات الصهيونى-الأمريكى إدجار كايسى الذى اعتمد على مقدرته فى القوة النفسية والتنويم المغناطيسى..وتعد أغلب قراءاته وكتاباته حول قارة أطلنتيس..هذا وقد أسس «كايسى» منظمة صهيونية تدعى «البحث والتنوير» وهى الآن تدعم آراءه.. ومن أهم تلاميذه مارك لينر-أحد أعضاء اللجنة المشبوهة التى تعمل الآن فى مصر بالهرم- كما تبحث هذه المنظمة الصهيونية عن أدلة تدعم ادعاءاتها بواسطة التكنولوجيا ومنها أشعة الليزر والطائرات والراديو التى يستعين بها أعضاء تلك المنظمة..وتعتقد هذه المنظمة أن سكان أطلنتيس هربوا من الغرق وأسسوا حضارتهم فى مصر..ويذهب أعضاء «كايسى» فى شططهم وغيهم الكاذب إلى أبعد من ذلك، بحسب الخبير الأثرى أحمد صالح فيقول: إن تلاميذ «كايسى» ومنهم مارك لينر يروجون أن سكان أطلنتس هم الذين نحتوا تمثال أبو الهول فى عام 10٫500 ق م ووضعوا أسرار حضارتهم فى قاعة خاصة بالجيزة أطلقوا عليها اسم «قاعة السجلات».. وهنا يجب لفت الانتباه -طالما جاء ذكر غرفة السجلات فى سياق هذا التحقيق-إلى إن هذه الغرفة لايستطيع أحد أن يدخلها إلا «حواس» وضيوفه من الاجانب..وهى محرم دخولها على الجميع، أثريون وغيرهم إلا من يأذن له «حواس».

وفى عام 1881 قام عالم الآثار فلندرز بترى اليهودى الذى دفن بالقدس بناء على توصية منه بعمل مسح وأخذ قياسات للهرم، وترك أبحاثاً حول الأدوات وطريقة عمل بناء الهرم عبارة عن مناشير نحاسية طولها أكبر من 2٫5 متر فى قطع الاحجار.. فى أوائل القرن العشرين..ظهر عدد من الصور للأهرامات محاطة بمياه الفيضان واسفلها دائما تصور الجمال وأهالى قرية نزلة السمان الذين كانوا يرافقون الزوار..و فى عام 1925 عثر الاثرى الامريكى جورج رايزنر على بئر الملكة حتب حرس شرق الهرم الأكبر..ومن أهم الكتب التى صدرت وتناولت الهرم الأكبر هو كتاب «عجلات الرب» للكاتب اريك فون دانيكان..والذى حاول فيه أن يشير إلى استحالة أن يقوم المصريين القدامى ببناء الهرم..متمادياً فى هذيانه عندما قال:»لا يمكن أن يستخدم المصريين أدوات بدائية بسيطة ويبنون الهرم الأكبر فى عشرين سنة»!!..

ادعاءات العنانى
فى شهر يوليو من العام الجارى سألت جريدة الأهرام د.خالد العنانى عدة أسئلة حول مشروع «كشف أسرار الأهرامات»؟.. فأجاب الرجل-لافض فوه-: إنه مشروع مختلف ولا يفترض وجود شىء ولا يبحث عن شىء.. بل هو فقط يقوم بعمل مسح على الهرم بتقنيات حديثة لرؤية ما بداخل الهرم.. وأن الهدف منه هو عمل دراسة للهرم من الداخل بتقنيات مختلفة، وقد تم الانتهاء من هرم دهشور ونعمل حاليا على هرم خوفو، ومنذ أن بدأ العمل فى هرم خوفو قمنا بـ «3 خطوات»، أولا تم عرض الموضوع على اللجنة الدائمة للاثار ووافقت عليه، ثانيا شكلت لجنة علمية من الخبراء برئاسة د.حواس وهو متخصص فى الأهرامات وخبيرين أجنبيين ورئيس قطاع الآثار المصرية، وثالثا كونت فريقا مصريا أثريا مصاحبا للمشروع، ولا يوجد أى ضرر من المشروع على الهرم، وكل الخطوات العلمية تتم بموافقة اللجنة الدائمة.

الغريب هنا أن هذا المشروع لا يوجد به إلا مصرى واحد والباقى خواجات -طبقا لتصريح وزير الآثار!!..كما نلاحظ هنا تناقضاً غريباً للوزير نفسه من خلال ما صرح به بأن فريقاً مصرياً مصاحباً للمشروع فى يوليو الماضى..وفى اكتوبر الحالى يشكل لجنة كلها من الأجانب باستثناء مصرى واحد فقط!.. فاللجنة كانت أيام «الدماطى» مختلفة.. حيث كانت تضم د. حواس ود.هانى هلال ورئيس القطاع ومصريين آخريين.. ولكن «العنانى» استغنى عن كل هؤلاء إلا د. حواس حتى لا تتكرر مشكلة د. صالح بدير-عميد القصر العينى-الذى كان مشاركاً فى مشروع المومياوات وانسحب منه..وحسب مصادر مؤكدة فإن الوزير الحالى ومن سبقه يستعينون بـ «حواس» لقدرته على «شتم» كل من يعترض على مثل هذه المشاريع فى وسائل الإعلام المنتمية له.

سؤالاً آخر للوزير: إذا كان المشروع بحسب كلامك لا يفترض شىء ولا يبحث عن شئ.. فما فائدته لمصر وهل الحضارة المصرية أصبحت عبثاً لأى مدع؟

شروخ بجسد الهرم

ومن اللافت للنظر حول هذا الموضوع هو التقرير الخطير الذى كتبه الزميل على القماش-أحد الكتاب الصحفيين المهتمين بالشأن الأثرى-عن حدوث شروخ داخل الهرم الأكبر نتيجة عمل هذه الثقوب - وهذا هو أحد أسباب عدم صمت «الدستور» عما يحدث داخل الهرم الأكبر من جرائم، لذا نؤكد أن أى ضرر بهذا الهرم سيكون صفعة قوية على وجوهنا جميعا كسلطة وكشعب أمام العالم أجمع..كما أن سقوط ولو حجراً واحدا منه سيتسبب فى إدانة عالمية لمصر.. وهذا ما يجعلنا نعيد المطالبة جنباً إلى جنب مع العديد من الخبراء بتشكيل لجنة عليا تضم كبار علماء الهندسة المعمارية وكبار المتخصصين فى الآثار وممثلى الجهات المعنية والرقابية لدراسة المشروع الحالى برمته وتقييمه والهدف منه ومدى الأخطار التى يمكن أن يترتب عليها داخل هرم خوفو.

ويلقى الضوء فى تقريره بزعم بعض الجمعيات اليهودية والماسونية بوجود مزامير داوود «الألواح» داخل إحدى حجرات الهرم الأكبرالتى لن تكتشف بعد.. مستغرباً من حالة الصمت المخزية لمسئولى الآثارالذين سمحوا لهذه الجهات المشبوهة بعمل ثقوب فى الهرم..وهو الأمر الذى ترتب عليه زيادة تبجح ومزاعم الصهاينة عن وجود تلك المزامير وغيرها مثل الأدلة التى تقرن الهرم الأكبر بحضارة القارة المفقودة «أطلانتيس»..لافتاً إلى إنهم حددوا أكثر من موعد للكشف عن هذه المزاعم..وكان أشهرها تحديدا بداية عام 2000 مع بداية الأحتفالات بالألفية الثالثة..لافتاً إنه رغم مرور المواعيد التى حددوها لارتكاب هذه الجرائم..إلا أنهم مازالوا يكررون ذات الادعاءات..بل وما زالت جهات أجنبية عديدة تطلب تكرار عمل ثقوب داخل الهرم..وهو أمر خطير جداً.. إذ إن استمراء هذا الهوس واتباعه سيضر حتما بمبنى الهرم ذاته.. وكأنه لا يكفى تأثير بخار الهواء الناتج من تنفس نحو خمسة ألاف زائر للهرم من الداخل يومياً.. وهو ما دعا إلى إغلاق الهرم لعام كامل فى بداية تسعينات القرن الماضى..أما العجيب فى هذا العمل من تجارب الثقوب..هو إن عمليات الرفض أو الموافقة لهذه الجهات تتم عن طريق المجاملات.!