رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جبهة الإنقاذ.. اكبروا.. أو ارحلوا!


إنها كارثة يدفع ثمنها الوطن غاليًا ولا يمكن أن يتنصل منها أحد.. فكيف نخرج منها ونقفز عليها، بل ونتعداها.. يجب أن نعترف أن الكثير من العوامل السلبية والانتهازية والوصولية قد شابت البعض.. بل إن الكثير من رموز المعارضة الوطنية

كان ومازال يطمح ويطمع وعيناه على قصور الجمهورية.. من هنا كانت النكبة.. ولم يستطع أحد أن يتخلص من ذلك وتسببت هذه الأمراض فيما نحن فيه الآن.. فكيف نتخلص من ذلك ونتطهر منه حتى تثق فينا جماهير هذا الشعب العظيم، فهى لا تثق إلا لمن ينكرون ذاتهم ويضحون من أجلها، أى الجماهير.. إننا أمام تنظيم تاريخى استمر أكثر من ثمانين عامًا يحلم ويعمل من أجل أن يحقق ما هم فيه الآن.. وبرنامجه يتعارض تمامًا مع أمانى الشعب وحقوقه الوطنية.. وحتى نستطيع أن نحقق أمامه ما حققه هو بوسائل غير شفافة وأحيانًا غير إنسانية.

ولكن ما نحلم به يعكس أحلام هذا الشعب وممارسته النظيفة من أجل أن نسمو معا ونصبح طليعة وطنية وشريفة تقود هذا الشعب لتحقق له أهداف ثورته المجيدة، بعيدًا عن تهديده بالنار أو تقديم الوعود له بالجنة.. رغم أن الله وحده هو الذى يملك ذلك ولا أحد يشاركه فى ملكه.. إن الخطوة الأولى أن تكبر الجبهة وتنتشر فى كل ربوع الوطن فى المحافظات والمدن والمراكز والقرى والنجوع حتى الشوارع والحوارى ومن هنا نستطيع أن تحقق الانتشار الحقيقى خاصة بين الطبقات صاحبة المصلحة فى تحقيق أهداف الثورة من أجل حياة كريمة للوطن.

علينا أن نستعمل ونستغل التقدم العلمى فى مجال الإلكترونيات والذى استطاع أن يحقق ويقوم بدور كبير فى ثورة يناير وهذه المجالات الحديثة نستطيع أن نجعلها تقوم بدور كبير فى وسائل التنظيم على أن ينشأ مواقع كبيرة تحتوى على طرق الاتصال الحديثة والشرعية.. وعلى الجبهة أن تقوم وبسرعة ببرنامج حقيقى نستطيع به إنقاذ الوطن الذى يهوى الآن فى هوة سحيقة اقتصاديًا واجتماعيًا وهذا هو الخطر الحقيقى الذى يواجه البلاد.. كيف ننقذ الوطن اجتماعيًا واقتصاديًا خاصة الطبقات المعروضة الآن لانعكاسة تشمل الكثير من مجالات حياتها؟

إن العمال تعرضوا خلال السنوات الطويلة الماضية إلى فقدان الكثير من مكاسبهم حتى وصل الأمر إلى أن تحولوا إلى حوافز للاستثمار، أى نزعوا منهم حقوقهم الاجتماعية والاقتصادية، إن الطبقة العاملة المصرية تعرضت لأسوأ علاقات العمل، فكيف ننقذها مما هى فيه الآن إلى ما تصبو إليه وتحلم به.

إن الشباب المصرى هو كان طليعة هذا الشعب وقدم أكثر من ألف شهيد كى نحطم نظام مبارك.. فكيف نقدم له برنامج الإنقاذ كى نخلصه من أغلال البطالة وأسواق العمل والعبودية.. إن هناك 12 مليون شاب وفتاة بدون عمل، الكبير منهم تخطى الثلاثين عامًا من عمره ولم يجد فرصة عمل.. ماذا ستقدم لهم جبهة الإنقاذ.. إن أهم نقاط برنامج هذه الجبهة يجب أن يقدم وعودًا حقيقية لهؤلاء الشباب يمكن تنفيذها.. بدلاً من وعودهم بالجنة.. وتهديدهم بالنار!

وهناك أيضًا الفلاحون ماذا ستقدم لهم الجبهة وهم من صغار الملاك ومتوسطهم حتى الكبار منهم كيف نجعلهم يثقون بالجبهة ويشعرون أن مصالحهم مع الجبهة وليس غيرها.

وهناك الملايين من العاملين فى الحكومة وقطاع الأعمال والعام ماذا سنقدم لهم وهم الذين يتقاضون الأجور التى تتناقص يوميًا بارتفاع التضخم والأسعار وهؤلاء هم القوة الضاربة ولكنهم لا يحصلون على حقوقهم المادية والاجتماعية رغم ما يبذلونه فى بناء هذا الوطن.. وأيضًا هناك الرأسمالية الوطنية التى تعمل بالإنتاج فى جميع المجالات وهى مثلها مثل أى رأسمالية تبحث عن الاستقرار الحقيقى بدلاً من هذا الاستقرار المزيف.

بل إن الرأسمالية المصرية تريد أن تسترد سوقها الوطنى بدلاً من أن يحتل باقتصاديات دول أخرى أى إننا نريد تأمين الرأسمالية المصرية وحماية سوقها الوطنى ونستعيد كلمة طلعت حرب «مصر للمصريين».. وليس للصينيين كما يحدث الآن!! إن الأزمة الحالية الآن والتى تعيشها جماهيرنا ليست سياسية، بل هى اجتماعية واقتصادية.. إن كل أعمال الخداع والتضليل والكذب كان موجهًا إلى الأزمة السياسية وتم إخفاء حقيقة ما يحدث من أزمة اقتصادية طاحنة تعيشها البلاد وهى سبب ما يحدث فيها الآن، والحقيقة أن الأزمة الاقتصادية تمثل كارثة آتية لا محال فكيف نتخلص منها؟

إن البلاد أصبح عليها دين عام ليصل إلى التريلون و0.2 وفائدة هذا الدين تصل إلى إيرادات كل الوطن السيادية.. والخزانة العامة ليس بها ما يجعل البلاد تأكل الخبز الحاف.. فكيف يمكن أن نعالج ذلك؟

إن العلاج ليس بإطلاق البخور والوعود الزائفة.. والدين قائم، فكيف نتعامل معه؟

إن على جبهة الإنقاذ أن تقدم حلا لهذه الكارثة قبل فوات الأوان وقبل أن يشهر الوطن إفلاسه!..وأيضًا هناك مأساة أصحاب المعاشات وعددهم 9 ملايين وهم بناة الوطن فى كل السنوات السابقة وفى جميع المجالات تحولت تحويشة عمرهم إلى سراب بالخزانة العامة..

وإن ما يقدم لهم من أموالهم سوى حزمة أوراق ليس بها جنيه واحد.. وأيضًا معاشاتهم تتآكل يوميًا بفعل التضخم والأسعار وما يتعرضون إليه يصل ويرقى إلى أعمال تنكيل اجتماعى، خاصة أن نصفهم على الأقل معاشاتهم لا تزيد على 500 جنيه وتصل إلى مائة وسبعين جنيها.. فكيف يستمرون فى الحياة وهم تحت مستوى الموت وليس الفقر.. ماذا ستقدم لهم جبهة الإنقاذ فى برنامجها؟؟

إن ما تقدمه من أجل أن تقوم جبهة الإنقاذ بمهامها فى إنقاذ الوطن هو محاولة من أجل أن تعى الجبهة أن الموقف خطير، حيث يتعرض الوطن نفسه للخطر.

إن جبهة الإنقاذ عليها أن تقوم بواجبها الوطنى متخلية تمام عن كل الأمراض التى تتعلق بثيابها حتى تبقى طاهرة وشريفة فى مواجهة من يعملون بأسلحة غير ديمقراطية وغير شفافة.. إن الشعب المصرى العظيم يبحث عن قائده.. وهذا القائد لم يعد فردًا أو شخصًا أو مجموعة أو حتى حزبًا، بل إن القائد الحقيقى لهذا الشعب هو الجبهة التى تحتوى فى داخلها كل الأحزاب الوطنية من جميع الألوان ودون إقصاء أو إبعاد لأى قوة تريد أن تبقى وتعمل تحت رايتها.. إن الجبهة هى مجموعة الأحزاب والقوى وليست جبهة الأفراد... ومن هنا على جبهة الإنقاذ أن تكبر.. وتكبر.. أو ترحل عنا