رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لا مال لأحد


يقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ «إن بات ـ أو مات ـ المسلم جائعاً فلا مال لأحد» معنى هذا الكلام أن الملكية الخاصة تزول عن حائزيها لو وصلت الأمور فى المجتمع والدولة إلى إفقار الناس إلى حد موت أحدهم جوعاً أو قضاء يومه وليلته على الطوى

ومعنى هذا الكلام أن مصر لو وصلت إلى حد الإفلاس والمجاعة فى عهد هؤلاء المتاعيس الذين يحكمونها الآن، فسوف يكون من حق الناس الفقراء السطو على أموال الجماعة والمليونيرات كالشاطر ومالك وغيرهما، والملايين والمليارات التى تتدفق على جماعات وعصابات الإرهاب الدينى من مصادر معلومة أو مجهولة.

معنى هذا الكلام أن يسطو الفقراء على ملايين ومليارات أبو إسماعيل وغيره من زعماء الإرهاب ويأكلوا بها ويشتروا منها الذبائح التى يقدمها المذكور لعصابته وهم يحاصرون مؤسسات الدولة ويهددون بحرقها على رءوس أصحابها.

معنى هذا الكلام أن ينزع الحاكم ملكية كل الأموال والمقتنيات التنمية من كل الناس ويعيد توزيعها بالحق والعدل، كما فعل عمر بن عبدالعزيز يوم تولى الخلافة فى عهد الدولة الأموية وبدأ يومها بنفسه وبزعماء وعمالقة بنى أمية أنفسهم.

معنى هذا الكلام أن يؤمم محمد مرسى أموال جماعة الإخوان وأموال كل المليارديرات ومليونيرات مصر ويضعها فى موازنة الدولة ويستخدمها فى إعالة الفقراء وإنقاذ الوطن من الإفلاس وتوفير العمل والأجر والمسكن والعلاج والمواصلات والأمن لكل مواطن يعيش فى هذا البلد.

معنى هذا الكلام أن يتنازل الرئيس نفسه عن راتبه ومخصصاته ومواكب السيارات التى يستخدمها والقصور والاستراحات المخصصة له، فضلاً عن أى أموال وممتلكات لأسرته، ويتبرع بها كلها للدولة لو علم أن فى مصر شخصاً واحداً مات من الجوع أو بات جائعاً لا يجد قوت يومه.

معنى هذا الكلام أن يكف الإسلاميون قبل كل الآخرين عن المشاحنات السياسية والشخصية والعنصرية والطائفية وأن يتجهوا فوراً إلى إنقاذ البلاد من كبوتها السياسية والاقتصادية قبل أن يحق عليهم بمقتضى الحديث الشريف التنازل عن كل أموالهم وممتلكاتهم لصالح الشعب والدولة إن كانوا حقاً مسلمين يعترفون بأحكام القرآن الكريم وأحاديث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإن كانوا كفاراً أو ملاحدة فإن عليهم الاعتراف بذلك والتنازل عن الحكم والسلطة لمن يستطيع إدارة شئون الوطن وإنقاذه من الجوع والفقر والإفلاس.

أنتم أيها الإسلاميون تقولون إنكم جئتم لإقامة شرع الله فى هذا البلد، فهل شرع الله هو إفقار الناس ودفع الدولة للإفلاس بسبب جهلكم وغبائكم وحماقتكم؟ هل شرع الله هو فرض رؤيتكم على الناس رغم أنفهم ورغم قواعد الديمقراطية التى جاءت بكم من السجون ووضعتكم على قمة السلطة فى البلاد؟ أليست الشريعة التى تطالبون بها تقضى بإقامة حد الحرابة على عصاباتكم الإرهابية التى تقطع الطرق وتحاصر المؤسسات وتهدد الناس بالقتل والاغتيال؟ هل تقبلون قتل أبو إسماعيل وجماعته وصلبهم وتقطيع أيديهم وأرجلهم من خلاف؟ أليست هذه الشريعة؟ أليس هذا ضد الحرابة؟ فهل تقبلون أن تطبقه الدولة عليكم؟!

أنتم تقودون الوطن إلى أقصى اليسار بينما تنتمون فى الأصل إلى أقصى اليمين، ولو جاعت مصر وأفلست على أيديكم، فسوف تتحول إلى دولة شيوعية كاملة بما لا يخالف شرع الله، واستناداً إلى أحاديث الرسول وجوهر الدين قبل أفكار ماركس ولينين وتروتسكى