رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ريشة رسامي الكاريكاتير تحولهم لمزدري أديان..وخناقة الغزالي مع جاهين تصل للمنابر ولحية وجلباب مصطفى حسين في ساحات المحاكم ..ورسوم حتر تقضي على حياته

جريدة الدستور

فن المأساة الضاحكة، فالمعروف عنه أنه فن ساخر، ناقد لوضع المجتمع ، ولكن كما يقال عادة ما ينقلب السحر على الساحر، وهذا ما حدث مع رسامي الكاريكاتير فأصبحت من مجرد رسوم تعبر عن وضع ساخر بالمجتمع لسلاح يدينهم وقد يودى بحياتهم ، ولذلك نرصد أبرز الاتهامات التي وجهت لرسامي الكاريكاتير.

النهاية كانت حتر
اتهام بالإساءة للدين والذات العليا، أدى إلى قتل الكاتب الصحفي ناهض حتر يوم 25 سبتمبر، أمام قصر العدل في العاصمة عمان، يذكر أن حتر أطلقت المحكمة سراحه يوم الخميس 8 سبتمبر ، لقاء كفالة مالية، بعد أن تم اعتقاله الشهر الماضي على خلفية نشره رسما على صفحته الشخصية على موقع "فيسبوك" اعتبره البعض "مسيئا للذات الإلهية".

علق حتر إن الرسم لم يحمل أي إشارة يمكن فهمها على أنها إساءة إلي "الدين الإسلامي" ولكن سخرية بالعقلية التكفيرية السلفية التي تحاول الإساءة، للذات الإلهية وللمقدسات الإسلامية، عبر ممارسات أكثر إجراما ودموية في التاريخ، فيما تلصقها الجماعات التكفيرية بالإسلام.

جاهين والغزالي وحرب تنتهي بتدخل الدولة
لولا اختلاف الرأي يا محـــــترم
لولا الزلطتين ما لوقود انضرم
و لولا فرعين ليف سوا مخاليف
كان بيننا حبل الود كيف اتبرم ؟
عجبي !!

هكذا وصف صلاح جاهين خلافه مع الشيخ محمد الغزالي ،حيث بدأت القصة كما يقول جاهين في أحد حواراته الصحفية عام ١٩٦٢م حين انعقد المؤتمر الوطني للقوي الشعبية برئاسة جمال عبد الناصر، وكان أحد المتحدثين فيه الغزالي، خرجت صحيفة "الأهرام" تحمل أخبار المؤتمر ومنها كلمة الغزالي، والتي طالب فيها بتحرير القانون المصري من التبعية الأجنبية، وتوحيد الزى بين المصريين، والتأكيد علي حشمة المرأة.

ولقد كانت آراء الشيخ هي موضوع كاريكاتير صلاح جاهين، والذي حمل عنوان "هاجم الشيخ محمد الغزالي كل القوانين والأفكار الوافدة من الخارج".

غضب الغزالي لذلك ولم يسكت ورد بسخرية من آرائه ردا عنيفا، وشرح الأهداف التي قصدها من وراء كلمته اختتم كلمته قائلاً: "إن هذا المؤتمر يعطي الحق لكل فرد ليقول الكلمة الأمينة الحرة التي يجب ألا يرد عليها بمواويل الأطفال في صحف سيارة ينبغي أن تحترم نفسها".

وأشعلت هذه الكلمات المعركة وأثارت محمد حسنين هيكل رئيس تحرير الأهرام فنشرت الصحيفة تعليقا تحت عنوان "كلمة الأهرام"، جاء فيها أنها تقدس الدين وتحترمه، ولكنها ترفض محاولة الشيخ الغزالي أن يجعل من الخلاف في الرأي بينه وبين جاهين رسام الجريدة قضية دينية، وأن الجريدة تؤمن بحرية الرأي، لذلك تنشر نص كلمة الغزالي احتراما لحقه في إبداء رأيه مهما كان مختلفا مع رأي الجريدة، مع إعطاء الحق لجاهين أن يبدي رأيه هو الآخر فيما يقوله الشيخ.

واصل جاهين في حملته علي الغزالي وذلك بستة رسوم كاريكاتيرية ، وهو عدد غير مسبوق، وحملت عنوانا هو: "تأملات كاريكاتيرية في المسألة الغزالية"، وتحت الرسم تعليق شعري ساخر يقول:
هنا يقول أبو زيد الغزالي سلامة
وعينيه ونضارته يطقو شرار
أنا هازم الستات ملبسهم الطرح
أنا هادم السينما علي الزوار
أنا الشمس لو تطلع أقول إنها قمر
ولو حد عارض.. يبقي من الكفار
ويا داهية دقي لما أقول ده فلان كفر
جزاؤه الوحيد الرجم بالأحجار
فأحسن لكم قولوا (آمين) بعد كلمتي
ولو قلت! الجمبري ده خضار!

لم يصمت الغزالي عن هذا، فقام بنقل المعركة إلي المنبر، وشن هجوما كبيرا علي صلاح جاهين ورسوماته أثناء الخطبة، وكانت لكلمات الشيخ وبلاغته فعل السحر في نفوس المصلين، ، فما إن انتهت شعائر الصلاة حتي خرج الشباب في مظاهرة عارمة حملوا الغزالي علي الأعناق، ثم توجهوا إلي مبني الجريدة وارتفعت أصواتهم بالثورة علي صلاح جاهين، وكادوا من فرط الغضب يعتبرونه عدوا للإسلام.

وكان على المسئولين أن يتدخلوا لفض المعركة، التي باتت تهدد الأمن والنظام حيث اتصل كمال الدين حسين، نائب رئيس الجمهورية، والأمين العام للمؤتمر الوطني للقوي الشعبية، والأستاذ هيكل رئيس تحرير الأهرام، طلب منه تجاوز موضوع الخلاف بين الجريدة والشيخ الغزالي، وضرورة الانصراف إلى مناقشة الميثاق، كما أكد أن الخلاف في وجهات النظر لا يعني الخصومة والعداء.

نقيب رسامي الكاريكاتير في ساحات المحاكم
وكما تعرض فنان الكاريكاتير المصري مصطفى حسين لتهمة بازدراء الإسلام وذلك من خلال تقديم
عدد من شباب حزب الثورة ببلاغ إلى النائب العام حمل رقم 8097 لسنة 2011 .

والذى احتوى عبارات تسخر من اللحية والنقاب، فضلا على مهاجمة السلفيين من خلال رسم تضمن صورة لأحد ذوي اللحى الكثيفة وامرأة عارية وحديث بين شخصين يبدو أنهما سكيران.

معلقا أنه يلقي الضوء على ظاهرة التشدد الواضحة في مصر، وهي الظاهرة التي فرضت نفسها بصورة واضحة بعد ثورة 25 يناير على الشارع المصري.

كاريكاتير " آدم وحواء" لـ دعاء عادل يحولها للنائب العام
وكأن الأمس ليس ببعيد فقد تعرضت دعاء عادل رسامة الكاريكاتير بالمصري اليوم،لاتهام بازدراء الأديان ، التهمة الموجهة كانت بسبب أحد الرسوم التي تنتقد فيها طريقة الدعوة للتصويت بنعم على الدستور.

وقد قدم بلاغ من قبل محام ضد الجريدة ودعاء ، واعتبر مقدم البلاغ أن الرسم يمثل ازدراء للدين الإسلامي، بسبب تشبيه من قال "لا" في استفتاء الدستور ، بـ"آدم وحواء" حين أخرجا نفسهما من الجنة، بينما من قالوا "نعم" هم من سيدخلون الجنة .

حيث إن الرسم عبارة عن رجل وسيدة يقفان أسفل شجرة تفاح، بينما شخص ثالث يقول لهما: "ما هو لو كنتوا قولتوا نعم زى حالاتي مكنتوش طلعتوا من الجنة.. معلش الدنيا حظوظ يا والدي".

وقد تم التحقيق معها من قبل النائب العام المستشار طلعت عبد الله ،من جانبها، قالت دعاء، إنها لم تكن تقصد ما فسره مقدم البلاغ، وإن الرسم بعيد تماما عن ازدراء الدين وأوضحت أن الفكرة تقوم على توصيف ما دعا إليه بعض الشيوخ على القنوات الفضائية بأن «نعم» تُدخل الجنة، و«لا» تُدخل النار.